بوتفليقة ينزل غدا إلى الميدان في حملة انتخابية مبكَرة لرئاسة الجزائر

مقتل وجرح عسكريين في تصعيد أمني خطير بأقصى شرق البلاد

TT

قالت مصادر مطلعة إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، سينزل الميدان اعتبارا من يوم غد، لمعاينة وتيرة إنجاز مشاريع الولاية الثانية التي بدأت في ربيع 2004، وستنتهي في غضون أيام. ويعطي بوتفليقة بولاية البليدة (50 كلم جنوب العاصمة)، إشارة انطلاق مشاريع تنموية جديدة، ويرى مراقبون أن خروجه الميداني بعد أقل من أسبوع من إعلان ترشحه لولاية ثالثة، هو بمثابة انخراط مبكَر في حملة الانتخابات التي تبدأ رسميا يوم 17 من الشهر المقبل، وتستمر 21 يوما. ويأخذ خصوم الرئيس عليه، أنه يستخدم إمكانيات الدولة من أجل الترويج لبرنامجه الاقتصادي المرتقب في السنوات الخمس المقبلة، الذي رصد له 150 مليار دولار. وتعهد بوتفليقة باستحداث 3 ملايين منصب شغل في الفترة الرئاسية الجديدة.

إلى ذلك تشهد مناطق أقصى شرق الجزائر، تصعيدا خطيرا في الوضع الأمني تميز بسلسلة من التفجيرات استهدفت قوات الأمن أساسا، كان آخرها مقتل 5 من أفراد الجيش بموقع جبلي. وتقول مصادر أمنية إن مجموعة إرهابية جديدة دخلت المنطقة لارتكاب أعمال إرهابية.

ونفذ تنظيم القاعدة أول من أمس، كمينا لدورية عسكرية بجنوب ولاية تبسة (600 كلم شرق العاصمة)، خلف مقتل 5 جنود وإصابة 4 آخرين بجروح. ووقع الكمين في منتصف النهار وفي مكان يسمى غرَاب قريب من الجبل. وقد كان الجنود على متن شاحنة عندما تعرضوا لتفجير قنبلة شديدة المفعول، زرعها مسلحون على جانبي الطريق. وجاءت العملية بعد ثلاثة أيام من كمين مشابه، وقع بنفس الولاية وتحديدا في بلدية العقلة المالحة، استهدف دورية للدرك الوطني وخلف 7 قتلى من بينهم ضابط، وأوقع عدة جرحى. وراح ضحية التفجير المزدوج امرأتان ورضيع كانوا داخل سيارة قريبة من سيارة الدرك لحظة العملية. وجاءت عملية أول من أمس، بعد 24 ساعة من تصريحات أطلقها وزير الداخلية يزيد زرهوني، مفادها أن الإرهابيين «محاصرون ويعيشون أيامهم الأخيرة». وذكر مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن التفسير الوحيد للتصعيد الحالي في الأعمال الإرهابية هو دخول مجموعة إرهابية جديدة إلى تبسة، قادمة من ولاية مجاورة يرجح أنها الوادي القريبة من الحدود مع تونس. وربط المصدر التفجيرات التي وقعت في تبسة، بالتحضير للانتخابات الرئاسية التي ستجري في 9 أبريل (نيسان) المقبل، حيث قال: «كنا نضع في الحسبان تعرض بعض المناطق التي تحتضن جيوب الإرهاب، لأعمال إرهابية استعراضية قبل الاستحقاق السياسي لأننا ندرك أن الجماعات الإرهابية ستحاول أن تفرض نفسها كطرف فاعل في العملية الانتخابية، من خلال التكثيف من نشاطها الإرهابي حتى تترك الانطباع في الخارج، أن انتخابات الجزائر تجري في ظروف يطبعها انعدام الأمن».