في ذكرى 20 عاما لتأسيسه: الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي تدعو إلى التمسك به

تحدثت عن إنجازات في مجال استراتيجية الأمن الغذائي وبرامج مقاومة التصحر

TT

اختارت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، التي يوجد مقرها بالرباط، أن تصدر أمس بيانا صحافيا للتذكير بأن هذا اليوم، أي السابع عشر من فبراير (شباط)، يشكل الذكرى العشرين لتأسيس هذا الكيان الذي مازال يترنح.

ولولا هذا البيان، الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، لما تذكر احد أن الاتحاد المغاربي ما زال على قيد الحياة، بعد أن دخل إلى غرفة الإنعاش منذ سنوات طويلة، ولم تفلح كل المحاولات التي بذلت من قبل، من أجل إخراجه من حالة الموت السريري.

وبدل أن يضع البيان الأصبع على العراقيل التي تعوق سير قطار المغرب العربي على السكة الصحيحة، اكتفى بترديد كلام عام بأسلوب إنشائي، تم فيه ترديد نفس العبارات الطنانة التي تتحدث عن التكامل والوحدة، والتجانس العرقي، والتاريخ المشترك، والتضامن، والتوافق، «وتقوية الجبهة الجماعية بغاية رفع تحديات التنمية والأمن والاستقرار».

وقال البيان ذاته «إن اتحادنا إنجاز جيوستراتيجي مهم، يتوفر على قدر متقدم من التضامن والتواصل والتنسيق في أكثر من محفل جهوي ودولي، وعلى رصيد قانوني ثري، وهياكل متنوعة وفاعلة في العديد من المجالات التنموية»، دون أن يحدد أين تتجلى هذه المكاسب، ومدى انعكاسها على المواطن المغاربي في حياته اليومية، وفي تعاملاته مع معطيات الواقع، كما هو على الأرض، وليس على الورق، كآمال وأمنيات يلزمها جهد كثير لتتحول إلى حقائق ملموسة فعلا. وأشار البيان أيضا إلى أن هناك انتظارات مشروعة، بغاية تسريع الخطى في البناء، وتحقيق انجازات أكثر قربا من الواقع اليومي، واستجابة لاهتمامات المواطن المغاربي، ولا سيما المتعاملين والمتفاعلين في كل المجالات، ولم يطرح الآليات التي يراها كفيلة بتحقيق استراتيجية الوحدة المغاربية التي ما زالت حلما بعيد المنال، بشهادة الكثيرين من المتتبعين لمسار الاتحاد المغاربي منذ تأسيسه قبل عشرين سنة في مدينة مراكش.

وحرصت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي على الدعوة إلى مزيد من التمسك بالاتحاد كمشروع حضاري ومكسب تاريخي، وتجاهلت في نفس الوقت الإشارة إلى المعوقات التي تحول دون سيره بعيدا في الاتجاه المرسوم له، ومنها قضية إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، التي تشكل وحدها معوقا كبيرا من معوقات التنمية والتواصل، دون أن يحرك اتحاد المغرب العربي ساكنا.

ويتحدث بيان الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي عما تم انجازه مغاربيا من دون تفصيل، «لا سيما في مجال الاستراتيجية المغاربية للأمن الغذائي، والبرنامج المغاربي لمقاومة التصحر والمحافظة على المحيط، والتعاون المتقدم في مجال التعاون الصحي البشري، والنهوض بالصحة الحيوانية والنباتية». مشيرا إلى أن البرامج المغاربية في مجال تدعيم البنية التحتية حققت قدرا من الإنجازات الملموسة، لا سيما في تهيئة عدة مقاطع من مشروع الطريق السيار المغاربية، وتشغيل الربط الهاتفي عبر كابل «ابن خلدون» للألياف البصرية، وتعزيز التعاون في مجال النقل البري والبحري والسككي كدعامة لتحقيق حرية تنقل البشر والسلع والخدمات، الواردة ضمن الأهداف الكبرى لمعاهدة مراكش التأسيسية.