أزولاي: على الشعوب مناقشة مبادرة السلام العربية

النظر في إمكانية عقد مؤتمر لبحث السلام

TT

بعد انتهاء حرب غزة وظهور نتائج الانتخابات الإسرائيلية، تزداد التساؤلات حول فرص السلام في الشرق الأوسط. وعبّر مستشار ملك المغرب محمد السادس رئيس مؤسسة «أنا ليند» الأورو - متوسطية للحوار بين الثقافات أندري أزولاي، عن المخاوف حول فرص السلام قائلا: «الكثير منا، نحن الذين عملنا من أجل السلام وحاربنا من أجل السلام، نجد نفسنا ضائعين» بعد حرب غزة. وصرح أزولاي لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك «ضرورة وحاجة ماسّة لبحث مبادرة السلام العربية، فهذه هي المنصة الحقيقية والشرعية التي قد تخلق مسارا جديدا لفرصة سلام». وأضاف: «على جميع الأطراف رؤيتها كفرصة ضرورية»، موضحا: «بعد ما حدث في غزة لا يمكننا إضاعة المزيد من الوقت». وتابع: «علينا فتح جميع المنافذ للحوار، يجب أن نضع المبادرة على أجندة عالمية، وأن نعطي المجتمعات الغربية والإسرائيلية فرصا لبحث المبادرة ومعرفة معناها الحقيقي».

وعبّر أزولاي عن عزمه على العمل على عقد مؤتمر خاص لمنظمات المجتمع المدني من الدول الأعضاء في مؤسسة «أنا ليند» لبحث السلام في المنطقة، مع التركيز على مبادرة السلام العربية. وعلى الرغم من أنه لم يحدد بعدُ موعد عقد المؤتمر، فإن أزولاي أكد أنه «مشروع صلب ونتوقع إنجازه». وأضاف: «نريد أن نرى إذا كان بإمكان منظمات المجتمع المدني أن تكون أكثر دقة وعبقرية من السياسيين في إحلال السلام». ولكنه أردف قائلا إن النزاع العربي - الإسرائيلي «سياسي من أساسه، ويجب أن يكون حله سياسيا».

وجاء خطاب أزولاي خلال مشاركته في ندوة عقدتها مؤسسة «أنا ليند» مع مركز الإعلام العربي التابع لجامعة وستمنستر البريطانية والمفوضية الأوروبية، وبالتعاون مع تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ومعهد «تشاثام هاوس» وجمعية الصحافيين الأجانب في لندن. وكانت الندوة جزءا من برنامج في لندن بعنوان «في أعقاب غزة: تغطية النزاعات ووجهات نظر الإعلام والشعب».

وشدد أزولاي على أهمية حل النزاع العربي - الإسرائيلي من أجل استقرار الدول المطلة على البحر المتوسط. وقال: «القضية الفلسطينية مركزية، لا يمكن الحديث عن مستقبل أورو-متوسط دون حل للقضية الفلسطينية»، مضيفا: «البعض يقول إنه يجب عدم جعل الاتحاد من أجل المتوسط رهنا للملف الفلسطيني، ولكن لا يمكن الحديث عن مستقبل مشترك دون حل هذه القضية». ويذكر أن آلية الاتحاد من أجل المتوسط تعطلت منذ حرب غزة، ولكن تعمل دول عدة، وعلى رأسها فرنسا، لإحياء المنظمة.

وتحدث أزولاي في خطابه بطريقة شخصية عن تجربته كـ«عربي يهودي، فخور بأنني مواطن عربي مغربي، وفخور أيضا بأنني يهودي نشط، وأنني فخور أيضا بأن بلادي والشعب المغربي يمنحونني فرصة لإرسال إشارة» بإمكانية التعايش العربي - اليهودي. وشدد على أهمية مكافحة معاداة السامية ومعاداة الإسلام من خلال الوعي الثقافي والالتزام الإخباري بعدم السماح بنموها.

من جانبه، قال مدير الاتصالات الخارجية لدى تحالف الحضارات إيمانويل كتان: «التحالف طور علاقة شراكة مع مؤسسة (أنا ليند) والمفوضية الأوروبية، ونعمل على تطوير آلية للرد السريع في تطور القصص الإعلامية». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مسألة مهمة تتعلق بالموضوعية في تغطية هذه القضايا الحساسة، ومن المهم جدا تشجيع فهم وجهات النظر المختلفة وإعطاء فرص للصحافيين لبحث هذه القضايا».