فنزويلا: الناخبون منحوا شافيز حكما بلا حدود.. والمعارضة تتعهد بـ«مواصلة المعركة حتى النصر»

وعد بمحاربة الجريمة والفساد.. والآلاف من أنصاره هتفوا «شافيز لن يرحل»

TT

منح الناخبون الفنزويليون الرئيس هوغو شافيز انتصارا مدويا في الاستفتاء على تعديل الدستور أول من أمس، إذ شكلت موافقة الناخبين الفنزويليين على تعديل دستوري يتيح إعادة انتخاب رئيس الدولة لولايات غير محددة، الفرصة لتكريس سيطرة الرئيس هوغو شافيز على الحكم في فنزويلا.

وفور إعلان النتائج، تعهد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز باستغلال فوزه بمحاربة الجريمة والفساد وتعزيز السياسة الاشتراكية في بلاده التي شهدت انخفاضا سريعا لعائدات النفط. وتلقي الأزمة المالية العالمية بظلالها على فوزه الذي تخطى التوقعات أول من أمس. وقال الرئيس الفنزويلي المعادي للولايات المتحدة لأنصاره وغالبيتهم من الفقراء بأنه ينبغي على الحكومة أن تنتظر إلى العام المقبل قبل الإعلان عن اي مبادرات جديدة. ويحكم شافيز فنزويلا بالفعل منذ عشر سنوات ومهد هذا الاستفتاء الطريق أمامه لتحقيق هدفه المعلن بحكم البلاد لعشرات السنين. ويحظى شافيز بشعبية كبيرة لإنفاقه بسخاء على المستشفيات والمدارس وتوزيع مساعدات غذائية على الأحياء الفقيرة في المدن والقرى النائية.

وخرج شافيز عن النص التقليدي لخطبه التي يلقيها وقت الفوز والتي عادة ما يتعهد فيها بتسريع خطى التحكم في الاقتصاد ومحاربة النفوذ الأميركي في المنطقة. وبدلا من ذلك تعهد شافيز حليف كوبا وإيران بمحاربة الجريمة والفساد اللذين أثرا على شعبيته في السنوات الأخيرة وقال إن أولويته هي تدعيم ما تحقق بالفعل.

وقال في خطاب ألقاه من شرفة قصره الرئاسي أمام أنصاره الذين كانوا يلوحون بالأعلام ويرتدون ملابس حمراء: «إذا ما عززنا ما قمنا به بالفعل سنكون في وضع أفضل كثيرا لنفتح ابتداء من العام المقبل آفاقا جديدة» كما نقلت وكالة «رويترز». إلا أن شافيز لم يتوان عن الضرب على الوتر الوطني لناخبيه وتاريخ البلاد الطويل مع الاستعمار قائلا أمام آلاف الناخبين الذين تجمعوا أمام قصره: «انه انتصار الحقيقة على الكذب، كرامة الانتماء للأرض على الذين ينكرون هذا الانتماء». وتابع «نرفع علم الانتصار الشعبي، إنها صفحة جديدة لن تنسى من تاريخنا». وأعلنت السلطات الانتخابية الفنزويلية أن اكثر من 54 في المائة من الناخبين وافقوا على تعديل دستوري يلغي القيود على إعادة الانتخاب ويسمح لشافيز بالبقاء في السلطة إلى أن يخسر الانتخابات. وتنتهي فترة رئاسته الحالية عام 2013.

وهتف شافيز الذي كان يرتدي قميصه الأحمر المميز ويلوح بقبضته في الهواء وهو واقف في شرفة قصره الرئاسي «تعيش الثورة». وقاد شافيز أنصاره في ترديد النشيد الوطني وهم يهتفون«شافيز لن يرحل».

وقال خوان كارلوس كاريلو وهو بائع ملابس متجول يبلغ من العمر 40 عاما والى بصوته في كراكاس: «لا يمكن وقف هذا لان مستقبل هذا البلد في يد الرئيس». وأطلقت الألعاب النارية في شتى أنحاء كراكاس وانطلقت قوافل السيارات والدراجات النارية عبر المدينة في الوقت الذي احتفل فيه أنصار شافيز الذين اتشحوا باللون الأحمر بإطلاق أبواق السيارات.

ومن جانبه، قال لويس فيشنتي ليون مدير معهد «داتاليسيس» لاستطلاعات الرأي لوكالة الصحافة الفرنسية إن تأييد أكثر من 54 في المائة من الناخبين التعديل، بحسب النتائج الجزئية «يمنح شافيز شعورا بالقوة والحصانة». وأضاف ان «ذلك يشكل خطوة إلى الأمام بعد فشل 2007 (خلال الاستفتاء السابق الذي كان عرض تعديلا دستوريا واسعا) والفوز الرمزي للمعارضة» في الانتخابات الإقليمية والبلدية في 2008. وشهدت هذه الانتخابات المحلية تقدما «لمناهضي شافيز» الذين فازوا بثلاث ولايات اضافة الى رئاسة بلدية العاصمة كراكاس. في المقابل، اعترف قادة المعارضة الفنزويلية بهزيمتهم في الاستفتاء على التعديل الدستوري. وقال احد أهم قادة المعارضة ليوبولدو لوبيز من حركة الزمن الجديد (اجتماعية ديمقراطية) إن «هذه الحملة كانت حملة جالوت على داوود وجالوت انتصر»، في إشارة إلى قصة معركة المحارب المعروف جالوت ضد ملك إسرائيل المقبل الشاب داوود التي وردت في التوراة والقرآن. واضاف «نعد فنزويلا والعالم بأننا سنواصل المعركة حتى النصر».

من جهته، رأى زعيم حزب الزمن الجديد عمر بربوزا ان الحكومة الفنزويلية استخدمت كل وسائل الدولة «من دون اي رادع» لفوز مؤيدي التعديل في الاستفتاء. لكنه عبر عن ارتياحه لان «أكثر من خمسة ملايين ناخب» عبروا عن رفضهم لهذا التعديل الدستوري.