باريس تعترف باصطدام الغواصتين الفرنسية والبريطانية في مياه الأطلسي

قائد البحرية البريطانية: الحادث وقع مطلع الشهر الحالي

TT

قللت فرنسا أمس من خطورة حادث الاصطدام الذي وقع بين غواصتين نوويتين بريطانية وفرنسية في مياه الأطلسي. وامتنعت وزارة الدفاع في بيان أصدرته ظهر أمس عن الإشارة بدقة إلى تاريخ الحادث أو إلى مكان حصوله.

وجاء في بيان وزارة الدفاع التي امتنعت صباحا عن التعليق على الأخبار التي نشرتها الصحافة البريطانية يوم أمس أن «غواصتين واحدة فرنسية والأخرى بريطانية كانتا تقومان بعمليات دورية، قبل أيام في المحيط الأطلسي». ويضيف البيان أن الغواصتين «تلامستا عند غوصهما لفترة وجيزة وبسرعة متدنية» مؤكدا أن الارتطام لم يؤدِ إلى وقوع جرحى كما «لم يؤثر في مهمتهما الردعية أو يهدد الأمن النووي». وأشار البيان، إلى بيان سابق صادر عن وزارة الدفاع يوم 6 فبراير، أفاد بعودة الغواصة النووية «لو تريونفان ــ المنتصر» إلى قاعدة برست «بشكل طبيعي» ما يعني أنها عادت بوسائلها الخاصة.

ورفضت وزارة الدفاع الإشارة إلى المهمة التي كانت تقوم بها الغواصة «لو تريونفان» في مياه الأطلسي. وتمتلك باريس أربع غواصات من هذا النوع وهي تشكل أحد أذرع الردع النووي الفرنسي الثلاثة إلى جانب الصواريخ النووية المنصوبة برا والصواريخ التي تحملها الطائرات الاستراتيجية. ودخلت الغواصة المذكورة الخدمة في عام 1997. والغواصات الثلاث الأخرى هي: لو تيميرير «1999»، لو فيجيلان«2004» و لو تريبل «قيد الإنشاء». كما تمتلك فرنسا ست غواصات نووية هجومية من طراز «روبي» أقدم نسبيا، وهي بدأت في عام 2007 تصنيع مجموعة من غواصات الجيل الجديد تحمل اسم «سوفرين» ولم تدخل أي منها الخدمة بعد. وكانت وزارة الدفاع الفرنسية سعت بداية إلى التمويه عن الحادث بالإشارة إلى أن الغواصة المذكورة قد ارتطمت بـ«حاوية» في عمق البحر ما أدى إلى تضرر قبة المرقاب «السونار» القائم في الجزء الأمامي للغواصة ما يفيد أنها أصيبت من الأمام لدى الارتطام. وتعمل الغواصة بالدفع النووي، ويزيد وزنها على 14 طنا، وهي تحمل 16 صاروخا نوويا. وحرصت الوزارة على الإشارة إلى أن «أمن الغواصة النووي لم يتعرض للخطر في أي لحظة من اللحظات». غير أن كلام الوزارة الرسمي لا يجيب عن الأسئلة الكثيرة التي يثيرها هذا النوع من الحوادث وأهمها كيف يمكن لغواصة حديثة أن تعجز عن اكتشاف غواصة أخرى موجودة في المكان عينه والعمق نفسه؟ وكيف عجزت رادارات الغواصتين وأجهزة التنصت عن اكتشاف وجود الغواصة الأخرى؟ وصباح أمس رفضت وزارة الدفاع الفرنسية التعليق على ما جاء في الصحافة البريطانية باعتبار أن «ما قالته صحيفة «ذي صن» يخص هذه الجريدة وليس الوزارة». لكنها عمدت لاحقا إلى إصدار البيان المقتضب المشار إليه. من جانبه، أوضح القبطان جيروم ارولين مسؤول قسم الإعلام والعلاقات العامة في البحرية الفرنسية لوكالة الصحافة الفرنسية أنها «المرة الأولى التي يحصل (فيها حادث من هذا النوع) مع تنفيذ 400 دورية». وأضاف أن الحادث وقع «قبل عدة أيام» في شمال المحيط الأطلسي وعلى «عمق كبير» رافضا تقديم المزيد من التفاصيل.

من جانبه، ذكر قائد البحرية البريطانية أن تصادما وقع بين غواصتين نوويتين إحداهما بريطانية والأخرى فرنسية بينما كانت كل واحدة منهما تقوم بدورية تحت مياه المحيط الأطلسي.

وذكر اللورد أميرال جوناثون باند قائد البحرية الملكية البريطانية أن الحادث وقع هذا الشهر، لكن لم تلحق أي أضرار بالأسلحة التي كانت تحملانها. وقال باند في مؤتمر صحافي في لندن: «وقع احتكاك بين الغواصتين بينما كانتا تبحران بسرعة بطيئة للغاية.. الغواصتان لا تزالان سالمتين ولم تقع إصابات»، مضيفا «لم يكن هناك أي تهديد للسلامة النووية».