المبعوث الأميركي في الهند لبحث الأمن الإقليمي وهجمات المتشددين عبر الحدود

في ثالث محطات جولة هولبروك الإقليمية

TT

أجرى المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك محادثات مع عدد من القادة الهنود أمس تركزت على التهديد العالمي من المسلحين الذين يتمركزون في باكستان في أعقاب هجمات بومباي. وتشمل قائمة المسؤولين براناب مخيرجي وزير الخارجية الهندي وكبار مسؤولي الأمن في الهند.

وكان المبعوث الأميركي إلى باكستان وأفغانستان قد وصل إلى نيودلهي أول من أمس بعد لقائه مع مسؤولين في العاصمة الباكستانية إسلام آباد وكابل عاصمة أفغانستان الأسبوع الماضي.

وبينما سيجري هولبروك محادثات عن دور الهند في أفغانستان قال محللون إن الهند ستثير قضية الأنشطة التي يقوم بها المتشددون في باكستان، وطلبها الخاص بتفكيك البنية التحتية للإرهاب عبر الحدود.

وقال براهما شيلاني أستاذ الدراسات الإستراتيجية في مركز الأبحاث السياسية في نيودلهي لرويترز «ستطلب الهند من هولبروك تفادي الأخطاء، فنحن نحتاج إلى السيطرة على الإرهاب لا تأجيجه».

وترى الهند أنها تعزز الاستقرار في أفغانستان. فهي تبني الطرق السريعة وتقيم القنصليات، كما أنها واحدة من أكبر الجهات المانحة للبلاد. كما تعتقد أن لها نفوذا دبلوماسيا من خلال صلاتها بجيران أفغانستان مثل إيران. غير أن باكستان تخشى من زيادة النفوذ الهندي في أفغانستان وتشتبه أنها محاولة من قبل نيودلهي لتطويقها. ويقال إن تلك المخاوف هي سبب معارضة باكستان لقطع علاقاتها مع طالبان بشكل كامل لأنها ترى أن طالبان أداة للاحتفاظ بنفوذها في أفغانستان. وأحد الأهداف الرئيسية لهولبروك سيكون تقليص عدم الثقة بين الهند وباكستان بشأن دور كل منهما في أفغانستان.

وتسعى باكستان للحصول على مليارات الدولارات من الولايات المتحدة لمحاربة التشدد الإسلامي وتنامي نفوذ طالبان، لكن الهند ما زالت تشكك في نيات باكستان.

وذكر محللون في نيودلهي أن المبعوث الأميركي الذي كان سفيرا سابقا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وتفاوض في اتفاق سلام عام 1995 أنهى حرب البوسنة، سيطلب من الهند القيام بدور اكبر في تنمية أفغانستان.

وصرح مسؤول هندي لوكالة الصحافة الفرنسية «سنتبادل الأفكار ونناقش الإرهاب المنبثق من باكستان.. نعتقد أن المؤسسة الباكستانية ضرورية عندما نتحدث عن الإرهاب».

ووصفت الهند باكستان بأنها «مركز الإرهاب» في المنطقة واتهمتها بإيواء جماعات إسلامية مثل «عسكر طيبة» التي القي عليها اللوم في هجمات نوفمبر في بومباي. وأشارت نيودلهي إلى أن جولة هولبروك تتزامن مع إقرار إسلام آباد بأنه تم التخطيط لهجمات بومباي التي قتل فيها 165 شخصا في باكستان.

وقال لاليت مانسينغ السفير الهندي السابق في واشنطن «كانت واشنطن تعتقد حتى وقوع هجمات بومباي، أن الولايات المتحدة تخوض حربا عالمية على الإرهاب وان الهند تخوض حربا محلية على الإرهاب». وأضاف أن «ذلك تغير. الآن هناك فهم أفضل بأنه لا يوجد فرق كبير بين ما يسمى الجماعات العالمية والمحلية للإرهاب».