سفينة سعودية تنقذ سفينة تركية من قراصنة في خليج عدن

قدمت لها الحماية ورافقتها حتى زوال الخطر

TT

أنقذت سفينة سعودية في خليج عدن، تشارك ضمن القوة الدولية لحماية السفن من القراصنة، يوم أمس، سفينة تجارية تركية تحمل اسم «ياسا سيهان» وذلك إثر تلقي نداء استغاثة من السفينة عند تعرضها في ساعات الصباح الأولى يوم أمس لمحاولة قرصنة من قبل ثلاثة قوارب صغيرة في المياه الدولية بالقرب من خليج عدن.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية التي أوردت الخبر، فإن قوارب القراصنة الثلاثة لاذت بالفرار عن المنطقة عند وصول السفينة السعودية «جلالة الملك الرياض» حيث قامت بمرافقة السفينة التجارية التركية حتى زال الخطر عنها.

وتشارك القوات البحرية الملكية السعودية في مكافحة أعمال القرصنة البحرية في بحر العرب وخليج عدن منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بمشاركة ثلاث فرقاطات حديثة ذات قدرات قتالية عالية. وقد نفذت تلك السفن العديد من المهام المتمثلة في حماية السفن التجارية السعودية ومرافقتها أثناء عبورها للمناطق التي تشهد نشاطا متزايدا لأعمال القرصنة في بحر العرب وخليج عدن حتى وصولها إلى المناطق الآمنة، إضافة إلى قيامها بأعمال المراقبة على مدار الساعة يتخللها عمليات المسح الليلي والنهاري باستخدام الطائرات العمودية المرافقة لتلك السفن.

وتعد السفينة السعودية «جلالة الملك الرياض» إحدى السفن التي تشكل مشروع «الصواري 2» التي وجه ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران، الفريق الركن فهد بن عبد الله بن محمد قائد القوات البحرية في يوم الجمعة السادس والعشرين من مايو (أيار) من عام 2002م برفع علم السعودية عليها في مدينة طولون الفرنسية. وتتميز سفينة «جلالة الملك الرياض» بأنها من أحدث الفرقاطات، وذات تصميم جديد ومميز، حيث تتمتع بأعلى نسبة من خفض البصمات الرادارية، ومصممة بحيث تتجاوب مع مختلف الظروف البحرية المتقلبة، ومزودة بمختلف أنواع الأسلحة والصواريخ المضادة للطائرات والغواصات، ولديها قدرات متطورة للكشف والرصد والمتابعة الرادارية السطحية، وقدرات عالية في مجال الحرب الإلكترونية وحرب الغواصات. وكان خبراء، خلال ندوة استضافتها جامعة الملك عبد العزيز بجدة مؤخرا، دعوا الدول العربية إلي حماية المناطق البحرية بقوات عربية، وقالوا إن تلك العمليات التي كانت تقوم بها دول من خارج المنطقة يمكن أن تشكل بؤرة للصراع الدولي، بسبب وجود قوات أجنبية بدعوى الحرب ضد القراصنة، بينما تضمر في داخلها مطامع أخرى، وتسهم في زيادة خطر الأطماع الإسرائيلية المتزايدة على منطقة البحر الأحمر، وتزيد من خطر ابتزاز الدول العربية باستخدام القرصنة في مواجهة البترول، إضافة إلي الآثار الضارة للقرصنة على النقل البحري في قناة السويس. واعتبر الدكتور عبد الرزاق أبو داود، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الملك عبد العزيز، أن إسرائيل هي من أكبر مهددات منطقة البحر الأحمر. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل هي المسؤول الرئيسي عما يحدث في البحر الأحمر، مشيرا إلى سعيها المحموم لإقامة قواعد عسكرية بذريعة حماية المنطقة، فيما تحمل في حقيقتها نوايا غامضة تعرفها معظم دول المنطقة. ودلل على ذلك بكون عمليات القرصنة لم تستهدف أيا من السفن الإسرائيلية، بل ظلت تستهدف الدول العربية والإسلامية، وأضاف أن هناك دولا بعينها تقوم بعمليات قرصنة في مناطق عديدة في العالم لم تعاقب ولم يشر إلي عقوبات ضدها. وعلى الرغم من إجماع المحاضرين على الأخطار السياسية والأضرار الاقتصادية التي ستحل بدول المنطقة بسبب تلك العمليات، فإن نقاشا قويا احتدم بين المشاركين حول الحلول الواجب القيام بها، فرأت نسبة من الأكاديميين ضرورة وجود قوات عربية لمراقبة المنطقة، خاصة بعد ارتفاع حالات القرصنة في منطقة خليج عدن، التي زادت من 24 حالة في عام 2003 إلى 61 حالة خلال العام الماضي، وارتفاع تكاليف النقل إلي ما يقارب 50 في المائة.