برهم صالح يقنع كوسرت رسول بلقاء طالباني لبحث أسباب استقالته ورفاقه

بارزاني يحث قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني على حل خلافاتهم

نوشيروان مصطفى وكوسرت رسول
TT

يبدو أن المساعي الحميدة التي بذلها الدكتور برهم صالح ، نائب رئيس الوزراء العراقي والنائب الثاني للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني، الذي كان قد عاد الى السليمانية مساء اول من امس على متن طائرة خاصة قادما من العاصمة القطرية الدوحة التي كان يزورها في مهمة رسمية ، يبدو انها تكللت بنجاح نسبي على صعيد اقناع كوسرت رسول علي النائب الأول لطالباني والمستقيل مع أربعة آخرين من اعضاء المكتب السياسي للحزب، بالتوجه إلى بغداد خلال الساعات القليلة القادمة للقاء طالباني مباشرة وبحث الاسباب التي دفعته ورفاقه الى الاستقالة من عضوية الحزب. واكد مصدر مطلع لـ«الشرق الاوسط» ان كوسرت رسول اجتمع عصر اول من امس مع اعضاء المكتب السياسي في الحزب ولأربع ساعات متتالية قرر على ضوئه التوجه الى بغداد للقاء طالباني، لا سيما بعد ان اكدت له اغلبية الاعضاء دعمهم لمواقفه وجهوده الرامية الى حلحلة المشاكل والمعضلات المتراكمة داخل الحزب والتي كانت السبب في استقالته ورفاقه الاربعة الذين سيرافقه ثلاثة منهم الى بغداد التي يوجد فيها العضو الرابع عثمان الحاج محمود الذي نقل إلى طالباني في ساعة متاخرة من ليلة السبت الماضي رسائل الاستقالات الخمس المكتوبة بخط يد الاعضاء الخمسة المستقيلين والذين من المقرر ان يجتمعوا مع الامين العام لحسم قضايا الخلاف بين الطرفين ووضع حلول جذرية لها.

وكان كوسرت رسول علي ورفاقه الاربعة قد اصدروا الاحد ايضاحا صحافيا وجيزا، اشاروا فيه الى الاسباب الحقيقية الكامنة وراء استقالاتهم من عضوية الحزب وقال الايضاح «ان استقالة الاعضاء الخمسة مردها الى جملة من المشاكل الداخلية في الحزب والتي لم يفلح الامين العام ولا المكتب السياسي في حلها منذ عدة سنوات، واننا سنصر على الاستقالة ما لم يتم حل تلك المشاكل حلا جذريا، وسوف يواصل الرفاق الاخرون تقديم استقالاتهم من قيادة الحزب تباعا».

وتعزو المصادر المطلعة داخل الاتحاد الوطني اسباب الخلاف بين التيار الاصلاحي بقيادة كوسرت رسول والتيار المحافظ بزعامة طالباني إلى التضارب في جوهر المشروعين اللذين قدمهما الطرفان لاجراء اصلاحات جذرية في هيكلية الحزب والحكومة، ومكافحة الفساد الإداري وظاهرة التكتلات الحزبية والمحسوبيات واحتكار السلطات والمناصب وتكريس الديمقراطية وحرية الرأي والعدالة الاجتماعية وإقرار الشفافية والعدالة في توزيع الثروات وغيرها من القضايا السياسية والاجتماعية الملحة.

وكان مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان قد أجرى اتصالات هاتفية مكثفة مع كل من الرئيس طالباني، ونائبه كوسرت رسول وناشدهما السعي لتطويق الازمة، والعمل على حلها بهدوء والحيلولة دون مزيد من التطورات السلبية تفاديا لما قد يؤسف له، وبحسب المصادر المطلعة في الجانبين فان طالباني ونائبه كوسرت وعدا بارزاني خيرا وتعهد بالعمل لحلحلة المشكلة بشكل سليم. وفي الشأن ذاته اصدر تيار الاصلاح الديمقراطي الذي يضم عددا كبيرا من اعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني السابقين، بيانا أمس وصفوا فيه قرار استقالة كوسرت ورفاقه بالخطوة الجريئة والشجاعة، وكان لفيف من قياديي الاتحاد قد شكلوا هذا التيار قبل ستة اشهر تقريبا في العاصمة البريطانية لندن مطالبين القيادة الحالية للأتحاد إما بالاستقالة أو إجراء إصلاحات جذرية في منهج الحزب وطريقة أدائه. ويتوقع المراقبون استقالة المزيد من قياديي الاتحاد البارزين اذا فشل اللقاء المرتقب بين طالباني ونائبه كوسرت رسول في حل المعضلات المستعصية التي يعاني منها الحزب منذ عدة سنوات. وافاد مراقبون بأن كوسرت رسول ورفاقه قدموا استقالاتهم احتجاجا على محاولة طرد القيادي السابق نوشيروان مصطفى من الحزب بعد قراره خوض الانتخابات المقبلة في كردستان العراق بقائمة مستقلة.