طهران تسعى لإقناع موسكو بتزويدها صواريخ بعيدة المدى

رئيس منظمة الفضاء الإيراني يعلن استعداد بلاده لإطلاق «قمر صناعي للدول الإسلامية»

TT

ضمن جهود إيران إلى تعزيز قدراتها العسكرية، يسعى وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار إلى إقناع موسكو ببيع أنظمة دفاع جوي يمكن أن تساعد في صد ضربات جوية إسرائيلية وأميركية محتملة.

وتسعى إيران منذ زمن طويل لشراء أنظمة دفاع جوي طراز «اس-300» البعيدة المدى من روسيا، لكن إسرائيل ودول غربية عدة سعت لإقناع موسكو بعدم تسليم إيران تلك الأنظمة.

والتقى وزير الدفاع الإيراني بنظيره الروسي أناتولي سيرديوكوف في موسكو أمس لبحث التعاون العسكري بين البلدين. وقالت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، إن وزير الدفاع الإيراني سيسعى لإقناع روسيا بتسليم الأنظمة خلال زيارته لموسكو على الرغم من أن الصحيفة ذكرت أن موسكو لم تقرر بعد ما إذا كانت ستبيع الأنظمة إلى طهران. ونفت روسيا مرارا أنها تعتزم أن تبيع لإيران الأنظمة الحديثة. وذكرت الصحيفة نفسها أمس أن روسيا التي تريد تحسين علاقاتها مع الإدارة الأميركية الجديدة تتحفظ حاليا على تسليم إيران أنظمة الدفاع الجوي «اس 300». وقالت الصحيفة إن «روسيا لا تنوي حاليا تسليم هذه الأنظمة إلى إيران حتى لا تعرقل الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة».

ونسبت السفارة الإيرانية في موسكو إلى نجار قوله: «آمل أن تقود هذه الزيارة إلى مزيد من التطور في العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، بما في ذلك مجال التعاون العسكري». وأشارت مصادر روسية إلى أن محادثات الأمس تناولت مختلف قضايا التعاون العسكري، بما في ذلك تنفيذ عقود التسليح الموقعة بين البلدين دون كشف أي من الجانبين عن حقيقة ما يتعلق منها بالمنظومات الصاروخية للدفاع الجوي «اس–300»، التي توقفت موسكو عن تنفيذ تعهداتها بتصديرها إلى إيران. ومازالت موسكو تزود طهران بصواريخ «تور–ام -1» التي يبلغ مداها 12 كيلومترا، بينما يبلغ مدى «اس–300» ما يقرب من 150 كيلومترا. وكان وزير الدفاع الإيراني أشار قبيل وصوله إلى موسكو بعزمه على فتح هذا الموضوع مع الجانب الروسي بغية تأمين الأجواء الإيرانية في حال تعرض البلاد لأي هجوم من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة يستهدف منشآتها النووية ولا سيما محطة «بوشهر» التي تقترب من موعد بداية تشغيلها. وقد جاءت هذه الأنباء مواكبة لتحذيرات عدد من الخبراء الروس بشأن احتمالات قبول مقترحات الإدارة الأميركية الجديدة حول ضرورة وساطة روسيا من أجل إقناع إيران بالتخلي عن فكرة صناعة القنبلة الذرية مقابل تراجع واشنطن عن مخططات نشر عناصر الدرع الصاروخي الأميركي. وتدور تساؤلات في العاصمة الروسية حول مدى استعداد روسيا لقبول التنازل عما يسمونه بـ«الورقة الإيرانية» مقابل إعادة واشنطن للنظر في مخططاتها حول نشر عناصر الدرع الصاروخي الأميركي في عدد من بلدان شرق أوروبا.

ومن جانبه أشار سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية إلى أن تبديد الشكوك في الطابع السلمي لبرنامج إيران النووي يمكن أن يساهم في توفير الفرصة لتعميق التعاون بين موسكو وواشنطن . وإذ تناول ما يصدر عن واشنطن من إشارات بهذا الصدد قال إن موسكو طرحت رؤيتها بشأن التعاون في مجال الدفاع المضاد للصواريخ، مؤكدا ضرورة تكثيف اتصالات ممثلي «الترويكا الأوروبية» مع إيران. وكانت صحيفة «فريميا نوفوستي» أشارت إلى أن ما تطرحه الإدارة الأميركية من مقترحات يعود في معظم جوانبه إلى أنها صارت مثقلة بالكثير من المشاكل الداخلية، ومنها ما يتعلق بمدى فعالية هذه المخططات وقدر ما يمكن أن تتكبده من وجهة النظر المالية وطبيعة الأخطار التي تطرحها الإدارة تبريرا لتنفيذها. وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة لم تعلن بعد عن تخليها عن أي من قراراتها السابقة حول ضم المزيد من البلدان إلى حلف «الناتو» ونقل قواعد تابعة للقوات الأميركية المسلحة من غرب أوروبا إلى شرق القارة، أي على مقربة مباشرة من الحدود الروسية وعسكرة الفضاء وعسكرة منطقة القطب الشمالي والقيام بعمليات عسكرية خارج إطار نشاط حلف «الناتو». وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات العديد من المراقبين من احتمالات استجابة موسكو لدعوة واشنطن حول «الضغط» على إيران التي تبدو أشبه بحيلة تستهدف الإيقاع بها في شرك جديد على حد قول الصحيفة الروسية. ومن جهة أخرى، نقلت وكالة «مهر» عن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية رضا تقي بور إعلانه عن تصميم وبناء قمر صناعي «خاص بالبلدان الإسلامية». وأضاف أنه في حال موافقة الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي على مواصفات القمر الصناعي «البشرى» الخاص بالبلدان الإسلامية، فإن طهران ستبدأ في بنائه. وأوضح بور أن التنسيق جار علي قدم وساق بين إيران والدول الإسلامية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، بشأن مواصفات وإمكانيات القمر الصناعي «البشرى»، وفي حال الموافقة سيتم اتخاذ خطوات تنفيذية لتصميم وبناء هذا القمر الصناعي.

وتطرق تقي بور إلى تفاصيل هذا القمر الصناعي، موضحا أن مهمة القمر الصناعي «البشرى» هي الاستشعار عن بعد التي تستخدم لأغراض اكتشاف الثروات الطبيعية والكوارث الطبيعية والأنواء الجوية والخرائط.