أصحاب النفوذ في دارفور: «العدل والمساواة» الأقوى.. والفصائل الأخرى تترنح

مناوي يفقد أغلب مواقعه.. ونور موجود سياسيا.. وبين النازحين.. والانشقاقات تحيل «الوحدة» إلى قزم

أعضاء حركة العدل والمساواة السودانية يتبادلون مع أعضاء الحكومة وثائق الاتفاق أمس (أ.ب)
TT

يعتقد كثير من الخبراء العسكريين السودانيين، أن الحركات المسلحة الرئيسية في الإقليم لا تتعدى أربع حركات، أما البقية فهي موجودة بشكل محدود على الأرض ولا تأثير لها. وهناك من يعتقد أن عددها 17 فصيلا مسلحا، وآخرون يقولون إن عددها فاق 25 فصيلا. ويسخر خبراء من حالة التشطير التي أصابت الحركات المسلحة بعد توقيع اتفاق أبوجا بين حركة تحرير السودان جناح مناوي، والحكومة في 5 مايو (أيار) عام 2006، ويقولون في هذا الخصوص إن «كل مجموعة لا تقل عن 10 أشخاص تحصنت في مكان ما في الأدغال وأعلن بأنه فصيل مسلح».

يقر كثير من الخبراء العسكريين، بأن حركة العدل والمساواة تعتبر الأكثر قوة الآن في دارفور، من حيث الوجود العسكري، والتنظيم السياسي، ولديها اتصالاتها الدولية، ونفوذها في الداخل. كما أنها تزخر بكوادر، متميزة، تلقى بعضهم تعليمهم في دول أوروبا. لكن خبراء آخرين يقولون إن العدل والمساواة لا تملك قوة عسكرية مسلحة كبيرة، وليس لها أي وجود على الأرض سوى على الشريط الحدودي مع تشاد، وفي حال شن عملية، فإن ذلك يتم من خلال تسلل قواتها من الشريط الحدودي أو من داخل تشاد إلى السودان، على شاكلة تسللها إلى مدينة أم درمان في هجومها عليها في مايو (أيار) الماضي، حيث تحركت من منطقة «أم جرس» التشادية الحدودية مع السودان، كما أن الهجوم الذي نفذته في يناير (كانون الثاني) الماضي على «مهاجرية» ضد قوات مناوي المرابطة هناك جاء أيضا من «أم جرس».

ويقول الخبراء العسكريون في الخرطوم إن حركة العدل والمساواة تمتلك مئات السيارات، وكميات من الأسلحة، الخفيفة سهلة الحمل، مثل تلك التي ضبطت منها في معارك أم درمان في مايو (أيار) الماضي. وقدروا أنها تمتلك الآن بين 200 إلى 300 سيارة من طراز الدفع الرباعي، ويقدرون عدد قواتها بنحو «ألفين إلى ثلاثة آلاف» جندي، بحساب 10 جنود في كل سيارة متحركة تتبع للحركة.

تقول مصادر مطلعة على أوضاع الحركات على الأرض، إن حركة تحرير السودان بزعامة مساعد الرئيس مني اركو مناوي، والتي وقعت اتفاق أبوجا سالف الذكر، وبموجبه تقلد مناوي منصبه الرئاسي الحالي، فقدت أغلب المناطق التي تسيطر عليها في الإقليم، وأصبحت لا وجود لها في جنوب دارفور بعد هزيمتها من قبل العدل والمساواة في معقلها بمدينة «مهاجرية»، ودخول الجيش الحكومي إليها فيما بعد، فضلا عن إخراجها من قبل الجيش من منطقة «قريضة»، ويقولون إنه «لم يبق لمناوي سوى مناطق: دار السلام شرق مدينة الفاشر و«ودعة» التي تدور فيها المعارك الآن». وذكروا أن الحركة لها وجود في مواقع صغيرة في شمال دارفور. وكانت حركة مناوي حسب الخبراء تسيطر على نحو 90% من المناطق التي تطلق عليها الحركات المسلحة المناطق المحررة، وطبقا لخصوم مناوي فإن النسبة الآن تكاد لا تذكر، وعدد المواقع لا تتعدى الأربعة في شمال دارفور فقط.

وحسب الخبراء، فإن حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور، الذي يقيم في باريس، لم تنشط عسكريا طوال الأعوام الماضية، ووجودها العسكري يتركز في منطقة غرب جبل مرة، حيث يتحصن أحد قادة الحركة وهو «محمد آدم طرادة» بقوة قوامها نحو 30 سيارة مقابل 10 جنود مع كل سيارة، ويشيرون إلى أنه لم يرصد لهم تحركات عسكرية على طريقة المتحركات، ويقول قادتها إنهم على التزام بإعلان وقف إطلاق النار مع الحكومة، منذ مفاوضات أبوجا في نيجريا عام 2006.

وتضيف المصادر أن قوة حركة «نور» تكمن في التأييد الذي تجده من سكان مخيمات النازحين واللاجئين، في دارفور وفي تشاد، وربما تكمن قوتها أيضا من خلال الزخم السياسي الذي يحيط زعيم الحركة به نفسه، ووجود في باريس وعلاقته الدولية المتشعبة. ونور هو مؤسس حركة تحرير السودان، التي انشق منها مناوي عندما فضل الانضمام إلى اتفاق أبوجا. يرى خبراء عسكريون أن حركة تحرير السودان المسماة الوحدة التي يتزعمها عبد الله يحيى، ظهرت بعد اتفاق أبوجا، ونشطت عسكريا في شمال دارفور آنذاك، وتعرضت في السنوات القليلة الماضية إلى جملة من الانشقاقات حولتها إلى مجموعات صغيرة مسلحة تتحصن في مواقع مختلفة، ومن بينها مجموعات «كاودا، في شرق جبل مرة، وكاربينو، في شرق الجبل، وعلي مختار في مناطق، بير مزة، بشمال دارفور، ومجموعة سليمان مرجان في أقصى شمال دارفور»، ومجموعات أخرى، في مناطق «أم ري، وونكا، وهشابة». وانشق يحيى من حركة تحرير السودان جناح نور، وكون هو وشريف حرير، جناح الوحدة.