الحكومة المقالة توزع 55 مليون يورو على المتضررين في الحرب على غزة

وزيرها للشؤون الاجتماعية لـ «الشرق الأوسط»: التحدي الأكبر هو إعادة الإعمار

طفلة فلسطينية تقوم بواجبها المدرسي فوق ما تبقى من منزل اسرتها الذي هدمته اسرائيل خلال الحرب في منطقة العطاطرة شمال غربي غزة، امس (ا ف ب)
TT

بعد تردد طويل واتصالات مع المستويات العليا في الحكومة، تقرر صرف ألفي يورو لعائلة حسن الرحال من مخيم المغازي للاجئين، وسط قطاع غزة، الذي قُتل عندما دمرت الطائرات الإسرائيلية مركز شرطة المعسكرات الوسطى.

وكان الرحال وهو صاحب محل للحوم المجمدة متواجداً في المركز لتقديم شكوى ضد أحد أصحاب المحلات المجاورة. وما حصلت عليه عائلة الرحال من مساعدات مالية مؤقتة قدمتها الحكومة المقالة في غزة، يبلغ ضعف ما حصلت عليه بقية العائلات، حيث إن الحكومة قررت منح كل عائلة قتل أحد أفرادها ما قدره 1000 يورو. والسبب ان الرحال كان متزوجاً من سيدتين، كل منهما لديها تسعة أبناء. وقال طارق حسن، الموظف الذي أشرف على توزيع المساعدات لـ «الشرق الوسط»: إن كلاً من السيدتين أصرتا على أن مبلغ الألف يورو هو من حقها، منوهاً إلى أنه بعد التشاور مع الهيئة الحكومية المسؤولة عن توزيع المساعدات المؤقتة تقرر صرف مبلغ ألف يورو لكل زوجة. في هذا الأثناء تواصل الحكومة توزيع المساعدات المالية على العائلات التي دمرت منازلها وتلك التي لحق بها دمار كبير، وكذلك العائلات التي قتل ابناؤها في الحرب أو أصيبوا. ويخصص مبلغ 4000 يورو لكل من العائلات التي دمرت منازلها، و 2000 يورو لكل من العائلات التي لحقت بمنازلها أضرار كبيرة، و1000 يورو لكل قتيل، و500 يورو لكل جريح. وخالد إبراهيم النجار، 42 عاماً، من قرية خزاعة، أقصى جنوب شرق القطاع، هو أحد الذين دمرت منازلهم خلال الحرب بقنبلة تزن طناً ألقتها طائرة نفاثة من طراز «اف 15» حولت المنزل إلى كومة كبيرة من الركام. وقال النجار لـ «الشرق الأوسط» إنه تلقى مبلغ 4000 يورو من الحكومة المقالة معربا عن امتناهه لهذه اللفتة، وسرعة تقديمها هذا المبلغ الذي كان له بالغ الأثر في التخفيف عن عائلته التي فقدت كل ما تملك مع دمار المنزل. وأكد النجار أنه تمكن بواسطة هذا المبلغ من شراء ملابس وبعض الأثاث لعائلته عوضاً عن الملابس والأثاث الذي تلف في القصف. واستدرك قائلاً: إن هذا المبلغ مناسب كمساعدة مؤقتة إلى أن تتم إعادة إعمار بيته.

وقال محمد حسن شاهين، الناشط في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، دمرت الطائرات الإسرائيلية منزل عائلته، أثناء الحرب أنه تلقى مبلغ 4000 يورو، في حين قال إبراهيم أبو ثابت الذي أصيب بجراح عندما أطلق عليه الجنود الاسرائيليون النار خلال الحرب، عندما كان يستقل دراجته النارية في منطقة خان يونس، جنوب القطاع إنه حصل على مبلغ 500 يورو.

أحمد الكرد وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة المقالة قال لـ «الشرق الأوسط» إن حكومته قامت بتوزيع 55 مليون دولار يورو كمساعدات عاجلة لمتضرري الحرب الأخيرة. واضاف أن 25 مليون يورو خصصت للعائلات التي دمرت منازلها بالكامل، و12.5 مليون يورو للعائلات التي تضررت منازلها بشكل جزئي لكنها لا تصلح للسكن، و4.5 مليون يورو للشهداء والجرحى، و8 ملايين وزعت على العمال العاطلين عن العمل، مشيرا الى أن 80 الف عامل استفادوا من مساعدات عاجلة قدمتها الحكومة، بالإضافة إلى 5 ملايين خُصصت للقطاعات الانتاجية التي تضررت بسبب الحرب. وأضاف الكرد أن الحكومة توشك على الانتهاء من توزيع المساعدات المؤقتة على المتضررين.

واستدرك قائلاً: إن التحدي الأكبر الذي يواجه الفلسطينيين حالياً ليس توفير الأموال، بل القيام بعملية إعادة الإعمار التي تتطلب إعادة فتح المعابر الحدودية. وأضاف «ما الفائدة من توفير الأموال، ما لم يتح لمواد البناء بالدخول للقطاع».