بيريس يفضّل نتنياهو على ليفني في رئاسة الحكومة.. وتحدث بسلبية عنها

هجوم من اليسار واليمين على زعيمة كاديما والنواب العرب يعتبرونها ليبرمان بنسبة 200%

TT

أكدت مصادر مقربة أن الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، صاحب الصلاحية الوحيدة بتكليف شخصية برئاسة الحكومة، يفضل رئيس الليكود بنيامين نتنياهو على رئيسة «كديما» تسيبي ليفني لتشكيل الحكومة المقبلة.

وقالت هذه المصادر إن بيريس سُمع يتحدث بكلمات سلبية عن ليفني، لكن ليس لأنه معجب بنتنياهو. ونقل عنه القول إن كل السياسيين الحاليين في إسرائيل بمستوى متدن «يخاطبون بعضهم البعض بالتوائية، كلّ يكذب على الآخر، ولا توجد لديهم مبادئ». ويقول انه سبق له أن جرّب ليفني قبل أربعة شهور ففشلت وأعادت له التكليف قبل أن تنتهي المدة المعطاة لها. ولا حاجة للدخول في تجارب جديدة معها. وانه يرى فيها قائدة من عود طري يظهر عليها بوضوح أنها عديمة الخبرة في المفاوضات السياسية. بناء على هذا، فإن بيريس سيكلف نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة. لكن عندما سئل بيريس عن رأيه في ذلك، أمس، قال: «أنا لا أجرؤ على التفكير في الموضوع حتى بيني وبين نفسي، خوفا من أن يتسرب الأمر للصحافة».

وترافق هذا الرأي مع الهجوم الشامل على ليفني من قادة أحزاب اليمين واليسار، وكذلك قادة الأحزاب العربية، طيلة اليومين الماضيين، بسبب تجاوبها مع معظم مطالب حزب «إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور لبرمان، واستعدادها للدخول معه في ائتلاف حكومي وفق شروطه. وقد جاء الهجوم عليها بشكل خاص بسبب تصريحاتها أنها وجدت أن ما يوحدها معه أكبر بكثير مما يفرقها عنه. وتباهت بأن صداقة تربطهما معا منذ 25 سنة. وأوضحت مصادر في حزب «إسرائيل بيتنا» أن ليفني لا تطلب منه في هذه المرحلة أن يوصي رئيس الدولة بتكليفها بتشكيل الحكومة، بل تطلب أن لا يوصيه بتكليف نتنياهو بهذه المهمة. وان لبرمان ينظر إلى هذا الطلب بشكل ايجابي. وأن لبرمان سيمتنع عن التوصية لأي مرشح، وربما يوصي بتكليفه هو شخصيا بهذه المهمة. وإزاء هذه التطورات، هاجمت أحزاب اليمين المتطرف ليفني على أنها «تزيّف مواقفها الحقيقية وتزرع الأوهام لدى الجمهور، فقط لكي تخطف لبرمان من معسكره البيتي في اليمين وتريد كرسي رئاسة الحكومة بأي ثمن». وأعلن رئيس حزب العمل، ايهود باراك، انه بعد ذهاب ليفني إلى لبرمان، لم يعد واردا أن يوصي حزبه أمام رئيس الدولة بتكليفها بتشكيل الحكومة المقبلة. وعليه فإن عدد النواب الذين سيوصون رئيس الدولة بتكليف ليفني لا يتجاوز 28 نائبا، هم نواب حزبها الفائزون في الانتخابات الأخيرة. بينما هناك 45 نائبا أعلنوا بشكل قاطع أنهم سيوصون بيريس بتكليف نتنياهو، هم نواب الليكود (27 نائبا) و«شاس» 11 نائبا، والاتحاد القومي (4) نواب، والبيت اليهودي (3 نواب). ويحاول نتنياهو تجنيد حزب «يهدوت هتوراة» أيضا وله 5 نواب. وهاجم ليفني أيضا الأمين العام لحزب العمل، النائب ايتان كابل، فقال إن «ناخبي «كديما» القادمين من اليسار تلقوا طعنة خطيرة في ظهورهم. فقد صوتوا لها ليصدوا اليمين فوجدوها صباح اليوم التالي في فراش لبرمان اليميني الفاشي». واتهمها بتبييض وجه لبرمان بطريقة مبتذلة. وقال إنها تعود إلى أصلها في اليمين.

وهاجمها النواب العرب أيضا، فقال محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن ليفني باتت لبرمانية بنسبة 200%. وأثبتت أنها لم تأت لإسرائيل بأسلوب حكم جديد نزيه بل بالعكس، فهي أم الخداع والتلون في السياسة. وقال النائب أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، إن ليفني أثبتت أنها مؤلفة من ليبرمان بنسبة 90% ونتنياهو بنسبة 10%. وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية ستنشر في الجريدة الرسمية غدا، وبعدها فقط يبدأ بيريس في المشاورات مع قادة الكتل البرلمانية حول تكليف ليفني أو نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة. ويمنحه القانون لهذه الغاية ثمانية أيام. وبعدها يحصل المرشح على مهلة 28 يوما يمكن تمديدها 14 يوما آخر حتى يشكل حكومة. فإذا فشل يستطيع منح نائب آخر هذه المهمة بمدتين متشابهتين. وإذا فشل الثاني، يعلن رئيس الدولة عن انتخابات من جديد. وحتى ذلك الحين يظل ايهود أولمرت رئيس حكومة بكامل الصلاحيات.