تدابير مشددة للجيش وقوى الأمن اللبنانية لمواجهة الحوادث الأمنية المتنقلة بين العاصمة والمناطق

انفجار قنبلتين يدويتين في بيروت وإحراق مقهى في صيدا

TT

الخروقات والحوادث الأمنية المتنقلة بين منطقة وأخرى في لبنان منذ انتهاء مهرجان إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري السبت الماضي والتي أسفر أحدها عن مقتل المواطن لطفي زين الدين من بلدة الشبانية (المتن الأعلى) واستمرار الغموض الذي يلف قضية اختطاف الموظف في مطار بيروت جوزيف صادر، بقيت أمس في صدارة الاهتمام والمتابعة سياسيا وأمنيا، وسط دعوات إلى التهدئة ووقف الاستفزازات والحد من الخطاب السياسي المتشنج.

وفي جديد الحوادث الأمنية، أقدم مجهولون فجر أمس على إحراق مقهى في مدينة صيدا (جنوب لبنان) يملكه وليد الزكنون، أحد مناصري «تيار المستقبل». وقد التهم الحريق كامل محتويات المقهى وتجهيزاته. واتهم الزكنون أحد الأشخاص بإحراق مقهاه لأنه يرفع بداخله صورة الرئيس الحريري. وقد باشرت القوى الأمنية تحقيقاتها في الحادث.

وفجر أمس أيضا، ألقى مجهولون قنبلة يدوية عند رصيف النفق الشمالي المؤدي إلى مستديرة الطيونة في اتجاه طريق المطار، ما أدى إلى أضرار في حائط النفق ومصابيحه ولم يصب أحد بأذى. وفي محلة الجناح - جسر السلطان إبراهيم، ألقى مجهول قنبلة أمام مقهى محمد حسني شمص، ما أدى إلى إصابة المواطن علاء الدين بو كروم بجروح استدعت نقله إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي للمعالجة. وسبق ذلك إشكال وقع ليل أول من أمس في محلة قصقص عندما أقدم شبان على رشق إحدى السيارات بالحجارة وتحطيم زجاجها. وعلى الاثر تدخل الجيش وطوق الإشكال وباشر بمطاردة المتورطين فيه، كما أقام حواجز وسيَّر دوريات في المنطقة.

وأكد وزير الداخلية زياد بارود أن القوى الأمنية «اتخذت في المرحلة الأخيرة تدابير وتمت عمليات توقيف في كل المشاكل التي حصلت منذ السبت (الماضي). كما أن قيادة الجيش حريصة، في حال الحديث عن تقصير ما، أن تقدم المعطيات ليتم التحقيق في شأنها. والأمر نفسه ينطبق على قوى الأمن الداخلي. لذلك أؤكد أن لا شيء اسمه إفلات من العقاب عندما يتخذ خيار كهذا. أما في مسألة رفع الغطاء عن المرتكبين، فهناك موقف مفيد على مستوى القيادات السياسية التي أعلنت في اليومين الأخيرين أنها تستنكر ما حصل. وأنها ليست مستعدة لتغطية ما حصل في هذا القبيل».

وفي موضوع اختطاف المواطن صادر أكد الوزير بارود أن الأجهزة الأمنية «تبذل جهداً كبيراً». وقال: «نتعاطى مع الموضوع بدرجة عالية من المتابعة. ونلتزم التحفظ في هذا الموضوع حماية للتحقيق وحرصاً على استكماله. وبالنتيجة فإن هذا التحقيق سيظهر أشياء كثيرة. ولكن هذا لا يعني أن الخيار ليس لضبط الأمور إلى أقصى الحدود. فأي فلتان غير مفيد إطلاقا ليس للانتخابات فحسب. وليس مقبولاً أن تكون لدينا كل يوم مشكلة كهذه. نحن نتعاطى مع الموضوع بأقصى درجات الجدية. وإن شاء الله يحسم هذا الموضوع. ولا يبقى يشكل للبنانيين قلقاً كبيراً في يومياتهم».

إلى ذلك، التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وفداً من «الجماعة الإسلامية» قدم إليه التعزية بلطفي زين الدين. وجرى بحث في الوضع الراهن والتطورات والشؤون العامة. وتلقى جنبلاط اتصال تعزية من السفيرين المصري أحمد البديوي والفرنسي أندريه باران.

وفي المواقف، استنكر رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي «كل ما حصل من تعديات». واعتبر «أن المسؤول عن ذلك هو الخطاب السياسي المتشنج الذي يعبئ الرأي العام وكأنه يصب الزيت على النار». وأسف عضو كتلة «المستقبل» النائب ميشال فرعون لـ «التعرض لمواكب المشاركين في إحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والتي أدت إلى مقتل لطفي زين الدين» داعياً وزيري الدفاع والداخلية والسلطات الأمنية المعنية إلى «اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة الفاعلين». واتصل بالنائب جنبلاط معزياً ومستنكراً «هذا العمل الإجرامي» ومشيداً بمواقفه الداعية إلى «التهدئة ووأد الفتنة». ودعا عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري «الجيش والقوى الأمنية إلى مزيد من الضبط». كما دعا «الشركاء في الوطن (أطراف المعارضة) إلى مضاعفة الجهد لضبط جمهورهم المسلح الذي كرر تجاوزاته وتسبب بسقوط شهيد وعدد كبير من الجرحى». وشدد على «ضرورة التعاون لإزالة كل هذه الآثار من النفوس». إلا أنه شدد، في المقابل، على «مطالبة الجيش والقوى الأمنية بمزيد من الجهود والعمل المثمر لإنجاح الأمن الشرعي الذي يحمي كل المواطنين».