تقرير «راند كورب»: أميركا بحاجة لاستراتيجية «تغيير اللعبة» في أفغانستان

الأمم المتحدة: مقتل أكثر من ألفي مدني خلال 2008

شرطية أفغانية ترفع شهادة تخرجها أثناء احتفال بتخريج دفعة من الشرطيات في العاصمة كابل أمس (أ. ب)
TT

شدد خبراء استراتيجيون على ضرورة تبن عاجل لاستراتيجية «تغيير اللعبة» في أفغانستان لإنقاذ الحملة الدولية المتداعية هناك، في الوقت الذي يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما لإرسال المزيد من القوات.

واستبعد «راند كورب»، معهد للأبحاث والدراسات، في تقرير نشر أمس، هزيمة الولايات المتحدة وحلف الأطلسي لحركة طالبان والمليشيات المسلحة الأخرى في أفغانستان، حسب ما نشرته (سي.إن.إن). وشدد «راند كورب» على ضرورة تبني استراتيجيات جديدة هناك قائلاً: «لم نفقد كل شيء في أفغانستان لكننا بحاجة لتدابير عاجلة قد ندعوها خطوات تغيير اللعبة لكبح جماح العنف المسلح المتنامي»، وفق شبكة "«فوكس».

وأشار التقرير للعديد من المؤثرات التي تعيق تحقيق الأهداف منها عدم إيفاء الدول المانحة بالتزاماتها المالية، وانقسام الأستراتيجيات باختلاف الحلفاء إذا ما كانت القاعدة أو تنامي تجارة المخدرات هما أعظم التهديدات على أفغانستان. ويتحدث التقرير عن النتائج المخيبة لجهود بناء قوات الشرطة الأفغانية، ودخول جهود تجنيد المقاتلين السابقين والمليشيات المسلحة، في «مرحلة سبات». كما يتناول بعض التقارير الاستخباراتية الأميركية ويشير لتورط بعض المسؤولين الأفغان في تجارة المخدرات، واختراق المهربين، عبر الرشاوى، سلك الشرطة، والقضاء.

وطالب الولايات المتحدة والحلفاء إعادة النظر في جوهر الأهداف، مشيراً إلى اجثاث القاعدة وطالبان من أفغانستان وباكستان، كأبرز الأولويات.

كما شدد على ضرورة تخلي الإدارة الأميركية عن جهود بناء حكومة مركزية قوية قادرة على بسط سيطرتها على كافة أنحاء أفغانستان، وطالب بتعزيز القبائل والمنظمات المحلية.

وتعكف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، على تحديد استراتيجية أميركية في أفغانستان، التي وصفها أوباما، إلى جانب الجارة باكستان، بـ«الجهة المركزية في الصراع ضد الإرهاب والتشدد».

من جهة اخرى، ذكر تقرير للامم المتحدة نشر أمس ان سنة 2008 الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين الافغان منذ الاطاحة بنظام طالبان في نهاية 2001، حيث شهدت مقتل 2118 مدنيا في اعمال عنف بزيادة نسبتها 40 في المائة مقارنة بعام 2007.

واذا كان المتمردون مسؤولين عن 55 في المائة من الضحايا المدنيين، فإن القوات الموالية للحكومة تسببت في مقتل 39 في المائة منهم، معظمهم في غارات للقوات الدولية، بحسب تقرير بعثة المساعدة الدولية في افغانستان، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت البعثة انها «احصت في 2008 ما مجموعه 2118 قتيلا مدنيا. وان زيادة عدد الضحايا بنحو 40 في المائة مقارنة بـ1523 قتيلا مدنيا سقطوا في 2007، هي مصدر قلق كبير بالنسبة للأمم المتحدة». واضاف التقرير «بين 2118 ضحية تم احصاؤها في 2008، يبدو ان 1160 «55 في المائة» قتلوا بايدي عناصر مناوئة للحكومة و828 بايدي القوات الموالية للحكومة. وتعذر تحديد مسؤولية اي من الطرفين عن القتلى الـ130 الباقين 6 في المائة».

وقالت البعثة الدولية ان «الاغلبية العظمى «85 في المائة» من القتلى المدنيين بايدي القوات المناهضة للحكومة، قضوا في اعتداءات انتحارية او في انفجار قنابل، مضيفة ان «عام 2008 شهد توجها واضحا للمعارضة المسلحة لشن هجمات في المناطق السكنية دون اهتمام بالعدد الكبير للضحايا بين المدنيين». كما اوضحت البعثة ان «الضربات الجوية كانت مسؤولة بشكل واسع«64 في المائة» عن الخسائر المدنية التي تنسب للقوات الموالية للحكومة في 2008».

وتثير ضربات القوات الدولية عن طريق الخطأ في افغانستان غضبا شديدا بين السكان والسلطات الافغانية، خصوصا غضب الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي هدد بإعادة التفاوض بشأن تفويض القوات الدولية في حال لم توقف ضرباتها الدامية.

في هذه الأثناء، قدمت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في افغانستان (ايساف) حصيلة مختلفة. وقال القومندان مارتن اودينيل المتحدث باسم ايساف «ان الرقم الذي في حوزتنا يشير الى 237 قتيلا مدنيا في 2008 بسبب عمليات ايساف والتحالف الاميركي». واشار المتحدث الى «اختلاف المناهج» لتفسير الفارق الكبير مع ارقام بعثة الامم المتحدة. وتتهم القوات الدولية ايضا المتمردين باستخدام المدنيين دروعا بشرية.

واعربت بعثة الامم المتحدة عن قلقها بشأن العاملين الانسانيين ضحايا العديد من الهجمات والذين اجبروا على تقليص نطاق عملهم في بلد مدمر بفعل 30 عاما من الحروب ويشهد حالة فقر شديد.

وقال تقرير البعثة الدولية «ان 38 عاملا انسانيا معظمهم من موظفي المنظمات غير الحكومية، قتلوا في 2008 وهو ضعف عدد القتلى في صفوفهم في 2007. كما تم خطف 147 عاملا انسانيا».