أزمة الاتحاد الوطني الكردستاني: طالباني يقبل ورقة إصلاحات .. وكوسرت رسول يتراجع عن الاستقالة

برهم صالح لـ«الشرق الأوسط»: الحزب بقيادة مام جلال قادر على إصلاحات حقيقية

TT

بعد 3 أيام من إعلان نائب الأمين عام «الاتحاد الوطني الكردستاني» كوسرت رسول استقالته، يقترب حزب الرئيس العراقي جلال طالباني من تخطي أزمة شديدة هددت مستقبل الحزب. وبعد ان وافق طالباني ، الأمين العام للحزب ، على ورقة اصلاحات تقدم بها رسول مع النائب الآخر لطالباني في الحزب، نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح، يدخل الاتحاد فترة مراجعة داخلية لإدخال إصلاحات عليه. وكان دور صالح جوهرياً في التصدي لانشقاق الحزب الذي يعاني من اضرابات داخلية منذ زمن بعد ان اقنع رسول بالتوجه الى بغداد اول من امس ولقاء طالباني لبحث قضايا إصلاحية في حزب. وكان صالح في زيارة الى الدوحة اقطعها ليعود الى السليمانية ويجتمع برسول و4 من قيادي الاتحاد ليقنعهم بالرجوع عن قرار الاستقالة.

وحول الأزمة التي يمر بها الاتحاد والوطني الكردستاني، قال صالح لـ «الشرق الأوسط»: «نعم، هناك أزمة داخلية في الاتحاد وهناك نقاش وسجاد بين القيادات حول قضايا أساسية تخص طبيعة القيادة الداخلية وادائنا في الحكم الداخلي»، الا انه اوضح ان رسول قرر البقاء في الاتحاد بعد اجتماعيه بطالباني. واضاف ان الاجتماعات في بغداد ادت الى «التوصل الى ان الاصلاح مهمة وطنية وقد تم الاتفاق على برنامج اصلاح كامل في حكومة الإقليم وعلى الأقل الجزء المسؤول عنه الاتحاد». وعلمت «الشرق الأوسط» ان نائبي طالباني قدما ورقة بقائمة اصلاحات وقد وافق عليها طالباني، مؤكداً عزمه على تنفيذها في اقرب وقت. وشرح صالح: « كان مام جلال قد قدم ورقة قبل شهرين لإصلاح الوضع الداخلي وفصل الحزب عن حكومة الإقليم»، مضيفاً: «نحن نشهد نقطة انطلاق لمشروع اصلاحي اوسع». واشار الى ان الاصلاحات تشمل «الشفافية ومحاربة الفساد وترسيخ اركان نظام ديمقراطي يعتمد على القانون ومعالحة الاخفاقات بالسلطة». وحول موقف كوسرت رسول، قال صالح: «الاخ كوسرت ملتزم بوحدة الاتحاد والعمل مع زملاء آخرين، كوسرت مناضل قديم وعنصر اساسي اكد على حرصه على وحدة الاتحاد والاصلاح بقيادة مام جلال». ولم يكن بالامكان الاتصال بالمسؤولين الـ4 في الاتحاد الذين اعلنوا عن قرارهم الاستقالة، الا ان مصادر أفادت لـ«الشرق الاوسط» انهم سينتظرون تنفيذ الاصلاحات. وقد مر الاتحاد باضطرابات منذ فترة ومع استقالة القيادي نائب طالباني السابق نيشروان مصطفى. وتعتبر الاصلاحات الداخلية للاتحاد جوهرية قبل الانتخابات في اقليم كردستان في مايو (ايار) المقبل. وعلق صالح على الانتخابات المقبلة، قائلاً: «الانتخابات مهمة جداً وسيكون أمام الحزب فرصة لشرح برنامجه للمستقبل». اضاف: «الناخب الكردي لن ينتخب فقط بسبب عواطفه، بل يريد اصلاحات حقيقية». واعتبر صالح انه «بعد 17 سنة من السلطة الكردية، امامنا خيارات ليست يسيرة، هناك حاجة لاصلاح معالجة الفساد ونظام ديمقراطي للقيادة»، مضيفاً: «أما ان يكون الاتحاد حزب الماضي وينتهي أو ان يكون حزب لصانعي القرارعلى أسس شفافية وسيادة القانون». ولكنه أردف قائلاً:«الاتحاد بقيادة مام جلال قادرعلى اصلاحات حقيقية لاعادة الحياة والعنفوان بالحزب». وأكد صالح ثقته وثقة القياديين في الاتحاد بطالباني، قائلاً: « نحن نقف مع مام جلال صفاً واحداً، المسؤولية كبيرة امامنا واما ان نتمكن من ذلك وألا سنسمع صوتاً دوياً من الشعب الكردي لأني يستحق أفضل من ذلك».