مؤتمر دولي حول مكافحة الإرهاب في بروكسل استعداداً لقمة دول الثماني

التأكيد على حتمية وقوع عملية إرهابية نووية

TT

صرح رئيس قسم مكافحة الإرهاب في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي رفائيل بيرل بأن احتمال وقوع عملية إرهابية تستخدم أسلحة دمار شامل ومواد نووية «أقرب إلى 100 في المائة». وأدلى بتصريحه في مؤتمر دولي في العاصمة البلجيكية أمس في مؤتمر «الأمن العالمي» السادس الذي ينظمه «معهد الشرق – الغرب» والمختص ببحث قضايا الإرهاب حول العالم، حيث اعتبر بيرل أن على الدول والمنظمات «قبول فرضية تحمل بعض الخسائر القليلة من أجل التركيز على التهديد الأكبر»، معتبرا أن ذلك متعلق بهجوم بأسلحة دمار شامل.

وكانت قضايا الإرهاب «النووي» إحدى القضايا التي تم مناقشتها في المؤتمر الذي بدأ أمس وينهي أعماله اليوم، كما أنه ركز على أفغانستان وضرورة استقرار البلاد. وتم تناول إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان. وقال وزير مكافحة المخدرات الجنرال خوديداد: «يجب أن ننهي العدو، وأن ننهي الإرهاب في أفغانستان، هناك الكثير من المشاكل أمامنا وعلى رأسها ضبط الحدود». ووجه انتقاداً لاستهداف المدنيين، قائلاً: «يجب أن تكف القوات عن قتل المدنيين، والتركيز على الأهداف الحقيقية». واعتبر ديفيد كاكولن، الذي كان من بين مساعدي قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس في العراق، أن «مهمة القوات يجب أن تكون جعل الشعب شعر أكثر أمناً، وأن يزود الأمن للشعب من أجل التقدم السياسي وحصد النتائج، بدلاً من التركيز فقط على تدريب القوات المحلية». وكانت هناك جلسة حول أهمية تبادل المعلومات الاستخباراتية بين جميع الدول المنشغلة في مكافحة الإرهاب، حيث شدد المنسق السابق لمكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية هنري كرامبتون على أنه «لا يمكن حصد النجاح من دون التبادل السليم للمعلومات الاستخباراتية»، مضيفاً: «من الضروري التركيز على الاستخبارات من الأشخاص على الأرض وليس فقط الاعتماد على التنصت والأجهزة الحديثة». وصرح خوديدان من جهته: «تبادل المعلومات الاستخباراتية مهمة للغاية، ولكن ذلك يعتمد على الثقة، وإذا كنت لا تثق بحلفائك في مكافحة عدو مشترك لا يمكن أن تنجح».

وأشار عدد من المشاركين إلى مشكلة قلة الثقة بين دول أساسية منها باكستان والهند والولايات المتحدة من أجل استقرار أفغانستان، من جهته، قال حكمت كارزاي، مدير مركز دراسات النزاع والسلام في كابل: «أهم شيء أن تتطور علاقة مبنية على الأقل على المصالح المشتركة، ولكن بسبب تاريخ الولايات المتحدة وطريقة عملها من الصعب لدول نامية أن تثق بها وطريقة عملها في المنطقة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مشكلة تقنية أيضاً، وهي في الأساس طريقة فهم الإرهاب نفسه وما يقيم عليها، ما تشير الدول الغربية إليه كإرهاب، قد لا نعتبره نحن إرهابا»، موضحاً: «هناك رؤى مختلفة بالاضافة الى عدم وجود استراتيجية منسقة بين النظرية المحلية والدولية لهذه القضايا، كل هذه الأمور ضد التعاون الدولي الضروري». ويهدف المؤتمر، المنعقد بالتعاون مع منظمة الجمارك العالمية وايطاليا التي تترأس منظمة دول الثماني هذا العام، الى تقديم مقترحات خاصة للقمة الـ8 هذا العام من أجل مكافحة الإرهاب. وشارك في المؤتمر مسؤولون وإعلاميون وأكاديميون، بالإضافة إلى مسؤولين من القطاع الخاص. وركز القطاع الخاص على جانب مكافحة الجريمة المنظمة والتهريب وطرق تمويل الارهاب. وقال مدير قسم مكافحة المنتجات المزورة في شركة «سوني إريكسون» كين بونفيلد نيلسن لـ«الشرق الأوسط»: «أشارك هنا لأن قضية التزوير وغسيل الأموال مسائل تهمنا جميعاً». وأضاف أن الجريمة المنظمة تؤثر على القطاعين الخاص والعام بنفس الدرجة. ويناقش المشاركون في المؤتمر اليوم مستقبل العمل في أفغانستان بالإضافة إلى جلسات خاصة حول دور القطاع الخاص والإعلام.