الجميل يؤكد تثبيت «التحالف» الانتخابي مع المر.. وجعجع يرحب ويدعو إلى «استكمال الصورة»

«14 آذار» تشكك في نوايا عون بعد اقتراحه إجراء الانتخابات على مرحلتين

TT

أكد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس الأسبق للجمهورية أمين الجميل، تثبيت «التحالف» الانتخابي مع النائب ميشال المر في دائرة المتن الشمالي، وهو ما رحب به رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي اعتبره «بداية»، مشددا على ضرورة «استكمال الصورة»، ومشيرا إلى أن «القوات قوة انتخابية حاسمة في المنطقة». ومن جهة أخرى استمرت الحملة التي تشنها قوى «14 آذار» على اقتراح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إجراء الانتخابات في يومين منفصلين بدلا من يوم واحد، هو 7 يونيو (حزيران) المقبل، كما هو مقرر.

وفيما أكد الجميل أن التحالف الانتخابي مع النائب ميشال المر «أصبح جاهزا» قال أمس: «منذ فترة كانت هناك اتصالات بيني وبين دولة الرئيس المر للبحث في وضع المتن، وقد لمست منه استعدادا كاملا للتعاون مع حزب الكتائب في الانتخابات المقبلة. وفي الفترة الأخيرة عقدنا اجتماعا وتفاهمنا على الخطوط العريضة لهذا التحالف... ويبقى أن نعقد الاجتماعات اللازمة للدخول في التفاصيل، وتأخذ هذه المعركة مجراها الأخير».

وعن قاعدة هذا التحالف، وهل يمكن أن تضم اللائحة الوزير نسيب لحود، أفاد: «أخذنا قرارا بالتحالف بيننا وبين دولة الرئيس المر. وسنجلس على الطاولة لترتيب التفاصيل. وما من شك أنه صديقنا، ونحن تعاونا معا لفترة طويلة. ويبقى تكوين اللائحة. وأترك للمعنيين أن يبلوروا ضرورات المعركة ومستلزماتها حتى يتمكنوا من تحقيق النصر المطلوب. المعركة دقيقة للغاية، ومن المفترض أن يتحصن هذا التحالف حتى تكون النتيجة في النهاية على قدر التوقعات والطموحات».

وعن وضع حزب «الطاشناق» الأرمني، وهل سيمتد التحالف بينه وبين النائب المر إلى حزب «الكتائب» أم أن الطاشناق سيبقى متحالفا انتخابيا فقط مع «التيار الوطني الحر»، قال الجميل: «لا أريد التكلم عن مواقف الآخرين، سواء مع الوزير نسيب لحود أو حزب الطاشناق. ففي المرحلة الأولى هناك تحالف واضح بيننا وبين النائب ميشال المر، وسنجلس معا لإجراء الاتصالات اللازمة مع كل الأطراف المعنية. وفي ضوء ذلك إذا كان هناك مجال للتعاون مع أي طرف لخدمة المعركة الانتخابية، عندها يعلن هذا الأمر».

وفي اتصال هاتفي أجرته «وكالة الأنباء المركزية» مع الوزير نسيب لحود، الموجود في لندن، لسؤاله عن رأيه في تحالف الجميل - المر ، قال لحود: «أنا أرحب بهذا الاتفاق وأرى فيه تطورا مهما، سيكون له انعكاس إيجابي على المعركة الانتخابية في المتن ولبنان».

وحول موقعه في هذا التحالف قال لحود: « من الطبيعي أن تكون قوى (14 آذار) الأساسية في المتن ضمن لائحة واحدة، وبالتالي سأشارك في هذه اللائحة من موقعي كرئيس لحركة الجدد الديمقراطي. نحن سنخوض هذه الانتخابات المفصلية ضمن مفهوم واحد في كل المناطق، وبالتحالف مع المستقلين الذين نتشارك معهم في الأهداف الوطنية».

من جهته رحب جعجع بإعلان «التحالف بين حزب الكتائب والنائب ميشال المر»، معتبرا أنه «بمثابة بداية نهاية حقبة في منطقة المتن وبداية حقبة جديدة مختلفة تماما، وستعيد المتن إلى لونه الوطني والسياسي المعروف منذ عشرات السنين». ولاحظ أن الصورة غير مكتملة بعد، إذ إن هذا التحالف أساسي ومهم جدا، ولكن هو نقطة بداية، داعيا «الجميع إلى ضرورة الإسراع انطلاقا من هذه النقطة لاستكمال الصورة كاملة في منطقة المتن الشمالي، باعتبار أن التحديات الوطنية كبيرة جدا». وقال: «القوات اللبنانية قوة انتخابية حاسمة في المتن الشمالي، ولو أننا لا نقرقع كثيرا في هذا الإطار. ولكن من الضروري أن يطلع المواطن على الوقائع ميدانيا»، وأضاف: «كذلك نعرف جميعا الوجود الانتخابي للوزير نسيب لحود وتاريخ هذا الوجود، فضلا عن بعض القوى المستقلة الأخرى»، آملا في «أن يكون المتن المنطقة الأولى التي تعلن فيها لائحة كاملة مكتملة في لبنان، نظرا إلى العقبات والصعاب التي تواجه تشكيل اللوائح في مناطق أخرى». وانتقد جعجع اقتراح عون إجراء الانتخابات النيابية على يومين، مشبها الأمر بـ«سابقة المجلس الدستوري الذي يجب أن يشكل على مرحلتين تبعا للقانون. وحين لم تعجب النتائج البعض جرى تعطيل المجلس الدستوري»، ورأى «أن طرح إجراء الانتخابات في يومين مؤشر إلى تعطيل الاستحقاق الانتخابي المقبل، كما حصل في مسألة المجلس الدستوري»، لافتا إلى «أنهم (المعارضة) يملكون قدرة على التعطيل، وأن الهدف من طرح إجراء الانتخابات في يومين يكمن في تعطيلها في اليوم الثاني في حال لمسوا الخسارة في اليوم الأول».

كذلك لم يؤيد جعجع اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري بإجراء الانتخابات في كل محافظة على حدة في حال لم تتوافر أجواء التهدئة، مؤكدا أنه «إذا غابت النية السياسية عند الفرقاء المعنيين في الانتخابات النيابية بتوفير أمن هذه الأخيرة، فكل بقية البحث يكون عبثا».

وقيل له: كنتم تعتبرون ميشال المر في انتخابات الـ2005 من فلول الوصاية السورية، فكيف تتحالفون معه اليوم؟

فأجاب: «في كل الأحوال سأعتذر من دولة الرئيس المر لأنني سأقول هذا الكلام لضرورات البحث لا غير، ففلول الوصاية السابقة أفضل بكثير من الوصاية الجديدة. انطلاقا من هنا، في حال استكمل هذا التحالف كما يجب، سوف نخرج بلائحة لا تخرق في المتن الشمالي».

واستغرب النائب إيلي كيروز (القوات اللبنانية) دعوة عون إلى إجراء الانتخابات النيابية في يومين بدل يوم واحد، «لأن هذه الدعوة تخالف قانون الانتخاب الذي وافق عليه الجميع بمن فيهم كتلته النيابية، ولأنها خصوصا تناقض أبرز المطالب الإصلاحية ومبدأ الحرص على سلامة الانتخابات». وسأل: «أين التغيير والإصلاح؟ (تكتل عون) أم أن المطلوب إتاحة المجال أمام الحزب الحليف (حزب الله) بتحريك ماكينته ووضعها في تصرفه لمساعدته في معركته الصعبة».

وردا على سؤال إذا كان هناك تخوف من تأجيل الانتخابات في ظل الحوادث التي تحصل، قال: «اليوم مخاوفنا كبيرة ومنسوب التساؤلات يكبر يوما بعد يوم، وإذا استمر الوضع الأمني على ما هو عليه فمن الممكن أن يؤثر على سلامة العملية الانتخابية وأن يطيح بالانتخابات النيابية». ولفت إلى «إمكان أن يتم خلال مرحلة قريبة إعلان بعض مرشحي القوات اللبنانية»، مشيرا إلى أن «هناك بعض الأمور العالقة، والعمل جار لحلها توصلا إلى التوافق على لوائح موحدة في كل لبنان». وأكد أنه «لا خلاف بين قوى (14 آذار)، بل هناك تباين في وجهات النظر حول عدد من المسائل».

ودعا عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتوح إلى «وقف السجال حول قرار مجلس النواب وإجراء الانتخابات النيابية في السابع من شهر يونيو (حزيران) المقبل، فالقرار اتخذ. ومن مصلحة اللبنانيين إجراؤها في يوم واحد». ورأى «أن التشكيك في قدرات الإدارات المعنية والجيش وقوى الأمن على إجراء الانتخابات في يوم واحد، يخفي وراءه الكثير من النوايا السيئة، بما في ذلك مشاهد وممارسات ميليشيوية أتحفنا البعض بها فور الانتهاء من إحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، السبت الماضي». وأمل في «ألا ينسحب هذا المشهد على الأشهر القليلة التي تسبق موعد الاستحقاق الانتخابي، بما في ذلك يوم إجراء الانتخابات»، محملا فريق «8 آذار» مسؤولية «تعطيل أي عمل، مباشرة أو بالواسطة». كما أمل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان «اتخاذ الإجراءات المناسبة لتوفير الشروط اللازمة لإنجاز الاستحقاق الانتخابي وفق الأنظمة والقوانين، ووسط أجواء ديمقراطية تتيح للناخب التعبير عن رأيه بحرية».