«تهدئة» جنبلاط تفتح باب الحوار مع حزب الله وشهيب لا يرى مانعا من لقاء مع نصر الله

النائب طعمة أكد لـ«الشرق الأوسط» تطوير العلاقة بين الجانبين

TT

فتحت مساعي التهدئة التي قام بها رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، عقب مقتل أحد أنصاره، لطفي زين الدين، طعنا لدى مغادرته مكان الاحتفال بإحياء الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري السبت الماضي، الباب واسعا أمام تطوير العلاقة مع «حزب الله» إلى ما هو أبعد من «اللقاءات التنسيقية»، كما أكد عضو اللقاء النائب نعمة طعمة لـ«الشرق الأوسط» خصوصا بعد الرد الإيجابي من الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله على مساعي جنبلاط، والمسار المتصاعد في العلاقة بين الأخير ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما أكد عضو اللقاء نفسه النائب أكرم شهيب لـ«الشرق الأوسط» أنه لا مانع من لقاء يجمع جنبلاط بنصر الله «إذا كان الطرف الآخر يرغب في ذلك»، مذكرا بأن جنبلاط كان أبدى استعداده لمثل هذا اللقاء، «وهو لا يزال على موقفه».

وأثنى طعمة على الدور الذي قام به جنبلاط لوأد الفتنة في الجبل، «بحيث بقي في بلدة الشبانية ساعات طويلة يتابع ويواكب كل مجريات الحوادث التي أعقبت مقتل زين الدين، حتى إنه توجّه إلى بحمدون وفرّق بعض التجمعات التي نظمها الأهالي، ما أدى إلى فتح الطريق الدولية. وبمعنى أوضح إن جنبلاط وعلى رغم فداحة ما حصل، وبالتواصل والتنسيق مع قيادة الجيش، تمكن من وأد الفتنة في الجبل».

وأبدى ارتياحه إلى رد التحية بالمثل من قبل الأمين العام لـ«حزب الله»، وقال: «هذا الموقف يؤسس لتطوير العلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي إلى أبعد من اللقاءات التي تحصل بين قيادتي الطرفين»، متوقعا «خطوات إضافية من شأنها أن تفتح الآفاق وتصل إلى مرحلة متطورة بين الجانبين، خصوصا أن الردود على النائب جنبلاط من حزب الله وبري و(الشيخ عبد الأمير) قبلان تحمل دلالات انفتاحية، وتوطد العلاقة بين شرائح أهل الجبل، وعلى المستوى الوطني بشكل عام».

وأضاف: «إن ما قام به النائب جنبلاط من خلال وضعه الثقة الكاملة في الجيش للقبض على الفاعلين وتسلم زمام الأمور، يؤكد أنه ما كان يوما إلا إلى جانب الجيش، وهو الذي دعمه في أصعب المراحل»، معتبرا «أن هذه الخطوات التي جرت تساهم في توفير الأرضية الملائمة للانتخابات النيابية بعيدا عن أجواء الخلافات والمشاحنات».

وعن ترشحه للانتخابات أفاد طعمة: «أنا عضو في اللقاء الديمقراطي، ومن الطبيعي أن ألتزم ما يصدر عن رئيس اللقاء من قرارات سياسية أو انتخابية. صحيح أنني ابن المختارة وعائلتنا على صداقة تاريخية مع البيت الجنبلاطي، وتربطني أوثق العلاقات بالنائب جنبلاط، لكن مسألة الترشيحات ستعلن، إن في الشوف أو على مستوى كل الدوائر، في سياق اللوائح المشتركة التي ستصدر عن فريق (14 آذار) في وقت ليس ببعيد».

وعلى صعيد آخر رأى النائب طعمة أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمصالحة العربية «لها انعكاساتها الإيجابية على لبنان، خصوصا من خلال الرعاية السعودية الدائمة للبنان»، وقال إن «الحل الأنجع والأسلم لترسيخ التضامن العربي وإبقاء العرب متماسكين ومتضامنين هو في تبني مبادرة الملك عبد الله التاريخية التي أعلنها في الكويت».

من جهته قال النائب شهيب (اللقاء الديمقراطي) إن مواقف التهدئة للنائب جنبلاط «سبقت عملية الاستشهاد (إشارة إلى مقتل لطفي زين الدين) عندما وجّه في خطابه من ساحة الحرية في 14 (شباط) رسائل داخلية تؤكد ما اتفقنا عليه في مؤتمر الدوحة من تهدئة وحوار، وأكد أن لا عدو لنا سوى إسرائيل، وأن الخلاف السياسي موجود وحاد في البلد، إنما يجب أن يبقى تحت سقف الخلاف ومنع الفتنة».

وأضاف: «الخلاف السياسي مشروع والفتنة ممنوعة. وقد أطلق النائب جنبلاط خلال التشييع خطابا ساعد رد السيد حسن نصر الله حينما وصف لطفي زين الدين بالشهيد، والحادث بالمؤلم، وتقدم بالتعزية»، مشيرا إلى «وجود اتصالات (بين حزب الله والتقدمي الاشتراكي) على المستوى الأمني بعد الدوحة، ثم تحولت هذه الاتصالات إلى أمني وسياسي إذا صح التعبير».