دول المغرب العربي تبحث في الرباط كيفية الحد من حوادث الطرق

بعد أن تجاوز عدد ضحاياها 10 آلاف قتيل سنويا

TT

تخلف حوادث السير بدول المغرب العربي سنويا حوالي 10 آلاف قتيل، وعشرات الآلاف من المعطوبين، وخسائر مالية، وذلك وفق إحصائيات رسمية قدمها مسؤولون عن الوقاية من حوادث السير، في كل من دول ليبيا والجزائر والمغرب.

وقال العقيد علي لطفي الجربي، رئيس قسم المرور بطرابلس بليبيا، إن بلاده تعيش حرب طرق، نتيجة تطور اسطول النقل، الناتج بدوره عن تطور سريع شهده العمران من دون تخطيط محكم، إضافة الى ذلك ضعف القوانين المهيكلة لحركة المرور.

وأكد الجربي، الذي كان يتحدث أمس في الجلسة الاولى للمنتدى المغاربي للوقاية والسلامة الطرقية، المنعقد بالرباط، أن معظم المصابين في حوادث السير ببلاده، هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و30 عاما، مشيرا الى أن الخسائر المالية التي تؤديها خزانة الدولة جراء ارتفاع حوادث السير، وصلت العام الماضي، نحو 27 مليون دينار ليبي (الدولار يساوي 1.3 دينار). واقترح الجربي على المشاركين إعادة النظر في التخطيط العمراني، من خلال التركيز على الحكامة أثناء إحداث المدن، وإنشاء مراكز البحث في مجال الوقاية من حوادث السير، وإعداد برامج للتوعية عبر وسائل الاعلام.

ومن جهته، قال محمد بن جلون، رئيس قسم الاستغلال بمديرية الطرق بوزارة النقل المغربية، إن بلاده سجلت عام 2008 وقوع 66 ألف حادثة سير نجم عنها وفاة 4044 أي بارتفاع قدره 9.31 مقارنة مع عام 2007. وعزا اسباب الحوادث الى عدة عوامل أهمها، عدم احترام السائقين للقانون، والسرعة المفرطة، وعدم احترام الاسبقية في التجاوز، والسياقة في حالة سكر، وفي حالة عياء.

وفي السياق نفسه، قال عيسى القاسمي، نائب رئيس الجمعية الجزائرية للوقاية من حوادث الطرق، إن بلاده بدورها لا تخلو من تزايد هذه الآفة التي ارتفعت بشكل كبير، إذ وقعت 44 ألف حادثة سير، نجم عنها وفاة 4422 شخصا. وقال جووب غووس، رئيس المنظمة الدولية للسلامة الطرقية، إن قرابة 3 آلاف شخص يلقون حتفهم يوميا في العالم جراء حوادث السير، التي تؤدي ايضا الى كوارث انسانية، من قبيل ارتفاع عدد الارامل واليتامي، والمعاقين، وتهديم بنى تحتية.

وأكد غووس انخفاض حوادث السير بدول الاتحاد الاوروبي، بنحو 20 في المائة، طيلة الاعوام الثلاثة الماضية، جراء الجهود المضنية التي ساهمت فيها السلطات العمومية وجمعيات المجتمع المدني، لكنه حذر من ارتفاع محتمل توقعته اللجنة الدولية للوقاية من حوادث السير، وذلك خلال الاعوام العشرة المقبلة.

ومن جهته، اقترح عفيف لفريكي، رئيس المنظمة العربية للسلامة المرورية، عقد مؤتمر دولي بالمغرب العام المقبل، لبحث دور وسائل الاعلام في التوعية من حوادث السير، وتعميق النقاش حول مشروع ميثاق السلامة المرورية في البلدان العربية، الذي يمكن أن يشكل أرضية متينة تجتمع عليها كل الاطراف المعنية بالوقاية من حوادث السير، وإحداث لجنة خبراء مختصة في هذا المجال، وتحصيل تمويل العمل من قطاع التأمينات.

وقال عبد القادر بن شنتوف، مدير البنيات الاساسية في امانة اتحاد المغرب العربي، إن المنتدى المغاربي ينعقد بالموازاة مع احتفال الدول الخمس بالذكرى العشرين لإحداث اتحاد المغرب العربي، بمدينة مراكش (وسط المغرب). وأوضح بن شنتوف أن المعطيات الاولية تظهر ان الشباب المغاربي هم أول ضحايا حوادث السير، كونهم لا يحترمون القوانين، مقترحا تطوير أجهزة المراقبة ميدانيا من خلال التشريع بإصدار نصوص قانونية جريئة ومتشددة.

وقال كريم غلاب، وزير النقل والتجهيز المغربي، إن الملتقى يجسد الاطار العملي الانسب لتفعيل التعاون، وتبادل الخبرات على الصعيد المغاربي، والاستفادة من التطور الحاصل في مجال السلامة الطرقية على المستوى الدولي. وأعرب غلاب عن أمنيته في تفعيل شــراكة حقيقية بين دول اتحاد المغرب العربي على مســتوى بلورة مختلف التدابير والاجراءات الكفيلة بالمحافظة على سلامة المواطنين في الفضاء الطرقي، مشيرا الى استعداد بلاده لوضع خبراتها رهن إشارة المشاركين وذلك عبر التعريف باسـتراتيجيتها الهادفة الى الحد من حوادث السير، والخطــة الاســتعجالية المندمجـة التي قررت عام 2008، والقانون الجديد المصادق عليه اخيرا من قبل البـرلمان.