أفغانستان: الخسائر المدنية ترتفع وهجمات «القاعدة» ازدادت 31%

عقبة كبرى أمام نجاح «الناتو» في كسب قلوب وعقول الأفغان

TT

إذا كانت الخسائر البشرية بين صفوف المدنيين هي المقياس الذي يستخدم في تقييم عمليات حلف شمال الاطلسي «الناتو» في أفغانستان، فإن قلة هم الذين في وسعهم الدفع بأن التحالف يحرز الفوز الآن في حربه ضد تمرد حركة طالبان. فبحسب تقديرات الأمم المتحدة التي نشرت في كابل أول من أمس ارتفعت حصيلة القتلى بين المدنيين بسبب الاعمال العسكرية بنسبة 40 في المائة العام الماضي لتصل إلى 2118 قتيلا وهو ما يعد أعلى رقم منذ سقوط نظام طالبان في أواخر عام 2001. وتلقي الأمم المتحدة باللوم في نصف أعداد القتلى أو أكثر قليلا على جماعات المتمردين. أما النسبة الباقية وهي 39 في المائة فيلقى فيها اللوم على القوات الدولية. فيما زادت هجمات القاعدة بنسبة 31 في المائة. ويقدر «الناتو» عدد المدنيين الأفغان الذين قتلوا على أيدي جنود قوة المساعدة الدولية «إيساف» بـ 97 شخصا فقط. ويتهم طالبان بأنها هي السبب في سفك الدماء لاستخدامها المدنيين كدروع بشرية. لكن رغم كل هذه الحجج ليس هناك شك في أن مقتل مثل هذا العدد الغفير من المواطنين الأبرياء يمثل عقبة كبرى أمام نجاح «الناتو» في كسب قلوب وعقول الافغان. كما تدق أجراس الخطر أيضا في مركز قيادة «الناتو» في بروكسل إزاء اتفاق أبرم بين متشددين مسلمين وإحدى الحكومات الإقليمية في باكستان. هذا الاتفاق سيسمح بتطبيق أحكام الشريعة في وادي سوات المضطرب وهو منطقة قبلية متاخمة للحدود الافغانية. فقد صرح جيمس أباتوراي المتحدث باسم الناتو بقوله «دون الشك في حسن نوايا ومساعي الحكومة الباكستانية، إلا أننا جميعا يتملكنا القلق إزاء نشوء وضع يحظى فيه المتطرفون بملاذ آمن». وعلى خلفية هذا القلق من الوضع في أفغانستان وباكستان يعقد وزراء دفاع الناتو اجتماعا في مدينة كراكوف البولندية اليوم وغدا. وهذه المحادثات غير الرسمية تسبق قمة الحلف التي تعقد في مطلع أبريل (نيسان) المقبل بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس الناتو، ولذا لا يتوقع أن يتمخض اجتماع كراكوف عن أي قرارات مهمة. لكن الوزراء يواجهون مع ذلك عبئا ثقيلا من العمل، إذ يتعين عليهم مراجعة مهام الحلف في أفغانستان وكوسوفو بالإضافة إلى بحث احتمال تمديد عمليات مكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية وتوثيق العلاقات مع جورجيا وأوكرانيا والعلاقات التي يكتنفها الفتور مع روسيا التي ترى الدولة المضيفة للاجتماع أنها تمثل تهديدا متناميا لشرق أوروبا.