مظاهرة في وادي سوات دعما للسلام بين إسلام آباد ودعاة تطبيق الشريعة

الاضطرابات الباكستانية تتسبب في نزوح 300 ألف من الشريط القبلي

TT

أعلن مسؤولون أمس أن أكثر من 300 ألف شخص في شمال غربي باكستان نزحوا خلال الأشهر الستة الماضية بسبب القتال بين متمردي طالبان والقوات الحكومية. وصرح شوكت طاهر، المسؤول البارز في هيئة ادارة الازمات الوطنية في مؤتمر صحافي في إسلام آباد، أن الهيئة سجلت نحو 55729 عائلة نازحة أو 337772 فردا.

وصرح مسؤول آخر أن هذا هو عدد المشردين منذ اغسطس (آب) حتى الآن. وشن الجيش الباكستاني عمليات واسعة في باجور وفي وادي سوات وغير ذلك من المناطق في منطقة القبائل التي تتمتع بحكم ذاتي في البلاد على طول الحدود مع أفغانستان، حيث يقال إن مقاتلي القاعدة وطالبان يقيمون قواعد لهم.

من جهة اخرى نظم سكان وادي سوات امس مسيرة من أجل السلام ضمت 20.000 مواطن في مدينة مينغورا، كان يتقدمها مولانا صوفي محمد، رجل الدين الذي وقع اتفاقية مع الحكومة الباكستانية من أجل تطبيق الشريعة في الوادي.

وقد وصل مولانا صوفي محمد إلى سوات يوم الثلاثاء من أجل إطلاق حملة لإحلال السلام في المنطقة وإجراء مقابلات مع صهره مولانا فضل الله، الذي يقود مسلحي طالبان في صراعهم ضد الجيش الباكستاني.

وقد ظل مولانا صوفي محمد بعيدا عن وادي سوات طوال الأعوام التسعة الماضية، حيث اعتقلته أجهزة الأمن الباكستانية عام 2002 لدى عودته من أفغانستان، بعد أن حارب مع طالبان ضد القوات الأميركية الغازية. وأفرجت عنه الحكومة الباكستانية في جزء من اتفاق يعمل بموجبه رجال الدين من أجل السلام في وادي سوات. وقد ظل مولانا صوفي محمد مبتعدا عن النشاط المسلح منذ الإفراج عنه من السجن الباكستاني في العام الماضي. وقد كان وادي سوات، الذي يبعد 160 كيلومترا عن العاصمة الباكستانية، محور صراع بين طالبان والجيش الباكستاني منذ العام الماضي، مما أسفر عن تشريد آلاف من السكان، وإتلاف الممتلكات الخاصة، ومقتل المدنيين. وكان مسلحو طالبان يطالبون بتطبيق الشريعة وإقامة دولة إسلامية. ومن المتوقع أن يقنع مولانا صوفي محمد مولانا فضل الله والمسلحين بالتخلي عن أسلحتهم والمشاركة في إحلال السلام.

وقد أوضح الرئيس آصف على زرداري أنه لن يقبل بتطبيق الشريعة حتى يحل السلام. وقد أثار الاتفاق على تطبيقها مخاوف لدى الدول الغربية التي أعربت عن هذه المخاوف علنا منذ التوقيع على الاتفاقية.