كلينتون تشيد بتوجه إندونيسيا نحو الديمقراطية.. وتؤكد: زيارتي «لم تكن صدفة» فقط

في مؤشر على رغبة أوباما في تحسين علاقة واشنطن بالعالم الإسلامي

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تشارك الأمين العام لمنظمة «آسيان» التصفيق في افتتاح اجتماع المنظمة في جاكرتا أمس (إ. ب. أ)
TT

استقبلت العاصمة الاندونيسية، جاكرتا، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون أمس بإجراءات أمنية شديدة حيث وضع الجنود المسلحون ورجال الشرطة على أهبة الاستعداد في الشوارع الرئيسية وحول مبنى وزارة الخارجية، حيث التقت كلينتون نظيرها الاندونيسي حسن ويرايودا.

وفيما تردد في جاكرتا أن زيارة كلينتون قد تكون مقدمة لزيارة للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تعلم في صغره بإحدى المدارس في جاكرتا بعدما تزوجت والدته من مواطن اندونيسي، أعرب العديد من الاندونيسيين عن اعتزازهم بصلة أوباما ببلدهم، وأعربوا عن أملهم في أن تشكل تلك الصلة قوة دافعة لتعزيز العلاقات الثنائية.

واعتبرت وسائل إعلام اندونيسية أن زيارة كلينتون لجاكرتا مؤشر على رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما في إقامة علاقات أفضل بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بعد أن تردّت في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، خصوصا في أعقاب غزو العراق عام 2003.

وقد أشادت هيلاري كلينتون أمس بتحول اندونيسيا، أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، إلى الديمقراطية وأكدت رغبة واشنطن في إقامة علاقات أقوى مع جنوب شرق آسيا لتحقيق التغيير في ميانمار (بورما).

وبعد إجراء محادثات مع وزير الخارجية الاندونيسي حسن ويرايودا قالت كلينتون إن البلدين يسعيان للمضي قدما في مجالات مختلفة من التغيرات المناخية إلى الأمن ومناهضة الإرهاب.

وقالت في مؤتمر صحافي «هذه هي الشراكة الشاملة التي نعتقد أنها ستدفع للأمام الديمقراطية والتنمية» مضيفة أن اختيار زيارة اندونيسيا خلال جولتها الآسيوية لم يكن وليد صدفة.

وقال ويرايودا إن اندونيسيا قدمت نموذجا ناجحا للديمقراطية. واستطرد قائلا «اندونيسيا ليست فقط أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، لكن كما أثبتنا هنا يمكن للديمقراطية والإسلام والتطور السير جنبا لجنب».

وتابع ردا على سؤال عن احتمال زيارة أوباما لإندونيسيا التي أمضى بها أربع سنوات في طفولته «الرئيس أوباما له قاعدة انتخابية قوية للغاية هنا في اندونيسيا، لكن بالطبع ليس لها حق التصويت». وأضاف أن اندونيسيا شاركت الولايات المتحدة «فرحتها» بانتخاب أوباما، مشيرا إلى أنه يريد من كلينتون أن تبلغ الرئيس الأميركي عند عودتها لواشنطن بأن اندونيسيا «لا يمكنها الانتظار طويلا».

وتحدثت كلينتون عن مراجعة أميركية جديدة لسياستها تجاه ميانمار بحثا عن وسائل لاستمالة المجلس العسكري الحاكم هناك. وقالت «من الواضح أن المسار الذي اتخذناه بفرض عقوبات لم يؤثر على المجلس العسكري، لكن... محاولة الاتصال بهم لم يكن لها أثر أيضا».

وشعرت منطقة جنوب شرق آسيا بمخاوف أن تكون واشنطن أثناء حكم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أهملت المنطقة مما سمح للصين بملء الفراغ.

وزارت كلينتون رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تضم عشرة أعضاء ومقرها جاكرتا، حيث ناقشت التوقيع على معاهدة الصداقة والتعاون الخاصة بالرابطة. وقالت «أعلن بفخر اليوم أن إدارة أوباما ستطلق عمليتها الرسمية لمتابعة التصديق على المعاهدة».

وتقول وكالة (رويترز) إن التوقيع على معاهدة مع (آسيان) قد يكون إشارة إلى تحسن كبير في العلاقات مع جنوب شرق آسيا وتكتيكا جديدا للإدارة الأميركية الجديدة من أجل التأثير على ميانمار.

ونظم طلبة معارضون لزيارة كلينتون وبعض الجماعات الإسلامية المتشددة اجتماعات حاشدة، لكن من المتوقع أن تمر هذه المرحلة من جولة كلينتون الآسيوية بسلام نتيجة العلاقات الجيدة بين حكومتي البلدين والاعتزاز الذي تشعر به اندونيسيا لأن أوباما عاش في جاكرتا في طفولته.

وتشمل جولة كلينتون الآسيوية أربع دول.

وكانت كلينتون قد وصلت إلى اندونيسيا قادمة من اليابان. ومن المقرر أن تزور أيضا كوريا الجنوبية والصين.