أوكرانيا تهدد بطرد السفير الروسي لانتهاكه قواعد اللياقة.. و«الدوما» الروسي يهدد باتخاذ قرار مماثل

في أعقاب تصريحات وصفتها كييف بـ«غير الدبلوماسية

TT

اثارت تصريحات فيكتور تشيرنوميردين، سفير روسيا الاتحادية في كييف، حول تقديره للاوضاع في اوكرانيا، سخط القيادات السياسية والشعبية هناك ما دفع وزارة الخارجية الاوكرانية الى استدعائه لابلاغه احتجاجها الشديد اللهجة على تصريحاته، فيما حذرته من احتمالات اتخاذ قرار طرده من اوكرانيا. وكان فلاديمير اوغريزكو، وزير الخارجية الاوكرانية، قد اشار خلال لقائه مع السفير الروسي الذي سبق وشغل منصب رئيس الحكومة الروسية ابان عهد الرئيس الاسبق بوريس يلتسين الى احتجاجه تجاه ما وصفه بـ«تقديراته وتعليقاته وتصريحاته غير الدبلوماسية في حق اوكرانيا». وقال «ان مثل هذه الافعال تتناقض مع احكام اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية وتعتبر انتهاكا لقواعد اللياقة الدبلوماسية والقانون الدولي ولا تتفق مع وضعية رئيس بعثة دبلوماسية في البلد المضيف». واشار اوغريزكو الى عدم جواز الكثير من تصرفات قنصلي روسيا في مدينتي خاركوف واوديسا وغيرهما من الدبلوماسيين الروس الذين يخالفون قواعد اتفاقية فيينا ما قد يكون يحمل اوكرانيا على تطبيق بنود المادة التاسعة من هذه الاتفاقية اي المادة التي تنص على اعتبارهم «اشخاصا غير مرغوب فيهم».

وكان تشيرنوميردين المعروف بسلاطة اللسان وحدَة العبارات وفرادة التعبيرات التي طالما استخدمها في صراعه مع المعارضة القومية والشيوعية دفاعا عن نهج وسياسات الرئيس الروسي الاسبق بوريس يلتسين، قد استخدم في حديث نشرته صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية الكثير من العبارات اللاذعة التي اعتبرتها قيادات الدولة الاوكرانية اقرب الى السب والقذف. وتوقف المراقبون عند ما اشار اليه تشيرنوميردين في هذا الحديث حول ان الرئيس الاوكراني فيكتور يوشينكو «يبدو اشبه بالرجل الطبيعي، فهو يمارس الرسم ويجمع المقتنيات التي يمتلئ بها مسكنه من طواحين الهواء الكبيرة والصغيرة، فيما نشرها في مختلف ارجاء العاصمة. انه يبدو احيانا قادرا على التفكير والتخيل، لكنه يبدو فجأة على النحو الذي رايناه عليه. انني لست قادرا على فهمه. انه لا يستطيع على حد تصوري الاتيان بما قام به. لكنه قام به.. هناك من يساعده».

واشار تشيرنوميردين ايضا الى«صعوبة الاتفاق مع القيادة الاوكرانية الحالية والى انه سوف يأتي الوقت الذي تتغير فيه هذه القيادات باخرى اكثر اتزانا تتسم بصفات الانسان الطبيعي» في اشارة مباشرة الى الرئيس يوشينكو. وذكر تشيرنوميردين في سياق حديثه عن الخلافات التي تتواصل بين يوشينكو ورئيسة حكومته يوليا تيموشينكو: «انهما يتعاركان كالكلاب في ما بينهما ويسبان بعضهما البعض باقذع الالفاظ.. لقد وقعت الاتفاق المناسب لاوكرانيا (في اشارة الى اتفاقية الغاز مع روسيا).. وها هو الان يتقصى خطاها.. اين الاموال يا زين؟» وهو تعبير شعبي روسي بطلته ريفية تدعى زينائيدا التي نطقها تشيرنوميردين بنبرة ريفية قحة!. وكان وزير الخارجية الاوكرانية اوغريزكو اتصل هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وابلغه بعدم جواز ما يصدر عن سفير موسكو في كييف وعدم لياقة انتقاداته وتصريحاته غير اللائقة التي تكاثرت في حق اوكرانيا في الفترة الاخيرة، كما قال. تعليقا على ما صدر عن كييف بشأن احتمالات اعتبار السفير الروسي تشيرنوميردين «شخصا غير مرغوب فيه» او بمعنى اكثر صراحة «احتمالات طرده»، اشارت صحيفة «كوميرسانت» الروسية نقلا عن مصادر الخارجية الروسية الى ان مثل هذه التصريحات تستهدف اضفاء طابع التوتر على العلاقات الروسية الاوكرانية وان هناك في اوكرانيا من يحاول اثارة مشاعر الكراهية تجاه ممثلي روسيا في اوكرانيا. واضافت المصادر ان تشيرنوميردين قد يكون صاحب «اسلوب خشن»، لكنه اصاب كبد الحقيقة في تقديره للاوضاع السياسية في اوكرانيا، فيما حذرت مصادر مجلس الدوما من مغبة اي اجراء يمكن ان تتخذه اوكرانيا بهذا الشأن وانه قد يكون مقدمة لاتخاذ مثيله في حق اعضاء البعثة الاوكرانية. وقال قسطنطين زاتولين عضو مجلس الدوما نائب رئيس لجنة العلاقات مع المواطنين الروس في الخارج ان طرح مسألة طرد سفير دولة اجنبية يبدو اشبه باتخاذ قرار اعلان الحرب.