المرشح الدنماركي الأكثر حظا بالفوز بمنصب الأمين العام الجديد لحلف «الناتو»

4 دول أوروبية تتنافس على خلافة الهولندي شيفر

TT

تتنافس شخصيات مهمة من أربع دول أوروبية على الفوز بمنصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي « الناتو» خلفا للهولندي ديهوب شيفر الذي تنتهي فترة توليه المنصب في أغسطس(آب) المقبل، وحسب مصادر مطلعة داخل مقر حلف الناتو في بروكسل، يعتبر رئيس وزراء الدنمارك اندريس فورغ راسموسان، أبرز المرشحين حتى الآن لتولي المنصب، وربما يكون الأوفر حظا، وخاصة انه يواجه منافسة من شخصيات تنتمي لعدد من الدول الشرقية وتحديدا من بلغاريا وبولندا وجمهورية التشيك.

ولتعزيز فرص حصوله على المنصب، بدأ راسموسان تحركا لكسب تأييد دول أوروبا الغربية قبل انعقاد قمة الناتو المقررة ليومي الثالث والرابع من شهر ابريل(نيسان ) المقبل، في كل من ستراسبورغ الفرنسية وكيهل الألمانية. و قرر كذلك زيارة كل من برلين ولندن لطلب دعم كل من المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني غوردون لترشيحه. ويذكر انه في سبتمبر(أيلول) 2003 ، وخلفا للبريطاني جورج روبتسون، تولى شيفر رئاسة الحلف الأطلسي في مرحلة حساسة لدوله شهدت انتشار قوات الحلف للمرة الأولى خارج نطاق نفوذها في العاصمة الأفغانية ،كابل، والمناطق المحيطة بها. وقبل توليه المنصب وأثناء عمله كوزير للخارجية أظهرالهولندي شيفر تمسكه بالرابطة الأطلسية بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة وقال: إن «أي سياسة خارجية أوروبية تبتعد عن الولايات المتحدة، ستكون مخالفة لمصالح الاتحاد الأوروبي».

وقد أيد شيفر الولايات المتحدة في حربها على العراق. ويرى المراقبون انه لو كان الأمر يعود له، لكانت هولندا قد ساندت، ليس سياسيا وحسب وإنما عسكريا أيضا، التحالف الأميركي البريطاني. غير ان الاوضاع السياسة الداخلية ارغمت هولندا على الاكتفاء بتقديم دعم سياسي، مع ان لاهاي عادت وأرسلت فور انتهاء الحرب وحدة من 1100 جندي إلى العراق. وقد كان لخبرته الواسعة في المجال الديبلوماسي واتقانه الفرنسية والالمانية دور كبير في تعيينه أمينا عاما لحلف الاطلسي. ولكن حسب تقارير اعلامية هولندية ، كشف نائب وزيرة الخارجية الأميركية السابق ، ريتشارد ارميتاج، أن تعيين وزير الخارجية الهولندي شيفر أمينا عاما لحلف شمال الأطلسي كان مكأفاة أميركية لهولندا. وأوضح  أرميتاج أن دعم هولندا لخطة أميركا غزو العراق كان السبب الرئيسي في تعيين شيفر أمينا عاما للناتو في سبتمبر(أيلول) من العام نفسه. وقال المسؤول الأميركي السابق الذي لعب دورا رئيسا عام 2003 في اقناع حلفاء أميركا بالانضمام الى خطتها غزو للعراق ، ان واشنطن طلبت «بالتأكيد» الحصول على دعم عسكري من هولندا. وأضاف في تصريح لصحيفة هولندية: لقد أرسلنا وثائق رسمية وديبلوماسيين الى هولندا لطلب الدعم. وأكد ارميتاج أن هذا الدعم ، حال دون موافقة أميركا على فرض عقوبات على هولندا لارتفاع عدد حالات الاتجار في البشر انطلاقا منها الى الأراضي الأميركية.

وخلال لقاء إذاعي ، نفى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي شيفر، أن يكون قد حظي بمنصبه، مقابل الدعم الهولندي لحرب العراق وقال : «إن هذا محض هراء. لو أن هناك جزءا ضئيلا من الصحة في هذه الرواية لما صوت كل من المستشار الألماني والرئيس الفرنسي على تعييني» وخاصة ان ألمانيا وفرنسا كانتا من الدول التي وقفت ضد كل محاولات واشنطن لمشاركة حلف «الناتو» في الحرب على العراق.