خلاف بين وزارتي السياحة والثقافة حول موعد إعادة افتتاح المتحف العراقي

الطلقاني يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الافتتاح سيكون الاثنين..والجابري يرد: نحن من يقرر لأننا أعلى مرتبة منكم

مدخل المتحف الوطني العراقي في بغداد (إ. ب. أ)
TT

تحول المتحف الوطني العراقي المغلق منذ الغزو الأميركي عام 2003 إلى كرة تتقاذفها وزارتان في إطار ما يعتبره مراقبون صراعا على النفوذ السياسي. فبينما تؤكد وزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار أن المتحف سيعاد فتحه الاثنين المقبل تنفي وزارة الثقافة ذلك، وتؤكد أنها صاحبة القرار في هذا الشأن محذرة من أن أي محاولة لافتتاح سريع للمتحف ستكون بمثابة عملية سطو جديدة عليه. وقال جابر الجابري الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة العراقية «إن أية محاولة لإعادة افتتاح المتحف العراقي بالشكل السريع وغير المنظم هي عملية سطو جديدة على المتحف العراقي». ونفى الجابري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تكون هناك أسباب سياسية وراء الاختلاف حول موعد افتتاح المتحف العراقي، مؤكدا أن الاعتراض جاء لأسباب فنية وادارية بحتة، كاشفا عن أن القطع الأثرية التي تم استرجاعها للعراق بعد عمليات النهب التي تعرض لها المتحف ما زالت غير مسجلة قانونيا ولم تدخل السجلات المخزنية. وأضاف الجابري أن هناك حاويات وضعتها القوات الأميركية في حدائق المتحف وهي من أثاث القصور الرئاسية لم تفتح إلى الآن، وان الآلاف من القطع الثمينة ما زالت متناثرة بشكل غير منظم على أرضية المخازن الداخلية. لكنه قال في تصريح لوكالة رويترز إن وزارته تتقدم من حيث المنزلة وزارة السياحة التي هي وزارة دولة، وإنها لم تقرر بعد إعادة افتتاح المتحف.

واتهم الجابري كل الجهات التي تصر على افتتاح المتحف بمحاولة سرقة الآثار العراقية من جديد وبشكل منظم وقانوني، مؤكدا أن كتابا رسميا صدر أمس لإلحاق المتحف العراقي وهيئة الآثار بمكتب الوكيل الأقدم في وزارة الثقافة، لكنه أكد أن أي افتتاح للمتحف في موعده الذي حددته وزارة السياحة والآثار لن تكون وزارة الثقافة مسؤولة عنه، لان كل من يحاول افتتاحه سيعرضه للخطر والنهب مرة أخرى، لكن هذه المرة بيد محترفين،على حد تعبيره.

وأكد الجابري «أن هناك جهات (لم يسمها) تحاول أن تخطط لسرقة آثار العراق بالشكل الذي لن تعود إليه مرة أخرى، ولهذا تم إعلام رئيس الوزراء وأمين عام مجلس الوزراء بالأمر لاتخاذ القرار المناسب».

من جانبه أكد عبد الزهرة الطلقاني المستشار الإعلامي لوزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار أن موعد افتتاح المتحف ما زال كما هو معلن عنه، وان عملية افتتاحه ستشهد حفلا كبيرا سيحضره كبار المسؤولين والضيوف، معربا عن الاستعدادات الكاملة والتهيئة لمثل هذا اليوم. وأضاف أن «الوضع في العراق جيد وآمن وكل الأمور التي كانت معلقة على شماعة الوضع الأمني انتهت الآن. طاقاتنا مستمرة والمتحف سيفتتح في موعده إن شاء الله». وحسب وكالة رويترز، يعكس النزاع بعضا من التحديات التي تواجه حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تحاول الاستفادة من تراجع العنف وتوحيد البلاد التي مزقها العنف. وبعد سقوط صدام حسين يعاني العراق من انقسامات وصراعات بين القوى المختلفة فيما يتحسس طريقه نحو الديمقراطية. ويرى حازم النعيمي الباحث الأكاديمي في الجامعة المستنصرية ببغداد أن اتخاذ القرارات يزداد صعوبة في ظل الديمقراطية «إنها ظاهرة صحية وتسجل لصالح التعددية بشكل عام، لكن في بعض المواضيع لها سلبيات كثيرة».

وليس هناك دليل على أن الخلاف بشأن المتحف له جذور طائفية أو عرقية. ويبدو أن الأمر مجرد استعراض عضلات أو نزاع سياسي عادي. وقال الطلقاني إن رأي وزارة الثقافة «مشروع» بالنسبة لإعادة فتح المتحف ليس أكثر. من جانبه يعتقد الجابري أن الأمر سينتهي بتراجع محرج عن الموعد المفترض لإعادة الافتتاح وأضاف «إنهم في ورطة».