إيران بعد انتقادات إقليمية ودولية: نحترم سيادة البحرين.. وليست لنا تطلعات في أي بلد

طهران: ندرس عرضا أميركيا بمحادثات «وجها لوجه» * الوكالة الذرية: إيران وضعت «قبة» فوق مفاعل «أراك»

TT

بعد عاصفة من الانتقادات الإقليمية والدولية، أكدت إيران أمس أنها تحترم سيادة البحرين، في خطوة تهدف إلى نزع فتيل الأزمة مع المنامة التي جمدت، أول من أمس، اتفاقا لاستيراد الغاز مع طهران بعدما استدعت فريقها الذي كان في زيارة الى ايران للاشراف على اتفاق تم التوصل اليه في أكتوبر (تشرين الأول) لتزويد البحرين بمليار قدم مكعب (نحو 28 مليون متر مكعب) من الغاز الطبيعي كل عام.

وقال حسن قشقوي المتحدث باسم الخارجية الايرانية لتلفزيون «العالم» الناطق بالعربية امس ان «موقفنا من البحرين واضح. أكدنا مرارا أننا نحترم سيادة واستقلال كافة الدول المجاورة والمنطقة خاصة البحرين». واحتجت البحرين بشدة على تصريحات لعلي اكبر ناطق نوري عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي قال ان مملكة البحرين كانت من المحافظات الايرانية الـ14، ولها ممثل في برلمانها. وقال قشقوي في تصريحات لتلفزيون «العالم» نقلتها وكالة الانباء الفرنسية امس «ليست لنا تطلعات في اي بلد. هذه عاصفة خلقها الاعلام. وناطق نوري لم يكن يشير الى البحرين». وأضاف أن ناطق نوري «تحدث في خطابه في مدينة مشهد عن انجازات الثورة الاسلامية. وقارنها بعهد الملكية المكروه. لم يتحدث مطلقا عن المسائل العالمية والاقليمية والسياسية الراهنة». وفي 11 فبراير (شباط) الجاري، أي بعد يوم من خطاب ناطق نوري، نقلت عنه صحيفة «خراسان» الإيرانية قوله في خطابه «في ظل محمد رضا بهلوي، الملك الذي لم تكن ترجى منه فائدة، أخذت منا إحدى ولاياتنا وأصبحت الآن دولة اسمها البحرين». وأضاف انه «في ذلك الوقت كانت البحرين الولاية الـ 14، وكان لها ممثل في البرلمان». ورفض مجلس النواب البحريني الاربعاء بصورة قاطعة التصريحات الايرانية. ووصف المجلس في بيان «هذه الادعاءات بأنها باطلة وغير مقبولة وغير مسؤولة ولا تسهم في تطوير العلاقات والتعاون وتعزيز الثقة بين البلدين الجارين المسلمين».

وحذر قشقوي الاعلام من مغبة «إعادة فتح الخلافات القديمة على الحدود لأنها لن تفيد شعوب المنطقة أو الأخوة أو الصداقة».

من ناحيته، اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن العطية، أن أي مساس بأمن البحرين «مرفوض وخط أحمر». وقال العطية في حديث لإذاعة مونتي كارلو الدولية «عندما يتم المساس بأمن مملكة البحرين واستقرارها وسيادتها واستقلالها فإن ذلك مرفوض وخط أحمر لا نقبل به بأي حال من الأحوال». ووصف العطية الموقف الايراني الاخير بـ«الجهل المفضوح والاستهتار بمدى حسن الجوار وعدم احترام سيادة الدول واستقلالها وكذلك التدخل في الشؤون الداخلية لكل ما من شأنه تعزيز النيل من اجراءات الامن والاستقرار والثقة فيما بين الدول».

واعتبر العطية تصريحات المسؤول الايراني «مستفزة وغير مسؤولة.. وهي لا تخدم التعاون المشترك مع ايران وسيكون لها تأثيرها» على مجمل دول مجلس التعاون. وتوترت العلاقات بين ايران والبحرين سابقا خاصة في يوليو (تموز) 2007 بسبب مقالة كتبها رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المحافظة حسين شريعتمداري كرر فيها القول بتبعية البحرين لايران، مما دفع حينها بوزير الخارجية الايراني منوشهر متقي إلى زيارة المنامة وتقديم توضيحات وتطمينات من القيادة الايرانية. وكانت انتقادات دولية واقليمية قد وجهت الى إيران خلال الايام القليلة الماضية. فقد قالت السعودية إنها تتابع باستياء التصريحات الإيرانية حيال البحرين، فيما زار الرئيس المصري حسني مبارك البحرين الاثنين، كما زارها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الاربعاء لاظهار التضامن معها. أيضا أعربت كل من روسيا وتركيا عن دعمهما للبحرين امس. وأعرب كل من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والتركي على باباجان عن تأييد بلديهما للمنامة خلال مؤتمرين صحافيين منفصلين مع وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، عقدا في مقر وزارة الخارجية البحرينية. وقال لافروف ردا على سؤال حول موقف بلاده من التصريحات الإيرانية «إنه من المهم القبول بالشرعية الدولية وسيادة جميع الدول والامتناع عن أي تشكيك فيها أو الإضرار بها». وقبل ذلك بقليل أعرب وزير الخارجية التركي على باباجان عن دعم تركيا للمنامة حينما قال إن تركيا تدعم البحرين بشكل كامل ولن تقبل بأي تشكيك في سيادتها. وقال باباجان «إن سيادة وسلامة البحرين أمر لا يمكن التشكيك به. ويجب احترام سيادتها». والبحرين هي مقر الاسطول الاميركي الخامس المكلف بحماية امن مضيق هرمز الذي يمر عبره قسم كبير من صادرات العالم من النفط.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي إن إيران تدرس إجراء محادثات مباشرة «وجها لوجه» مع واشنطن، الا انها تريد قبل ذلك ان ترى تحولا ملموسا في السياسة الاميركية.

وقال متقي خلال زيارة الى اذربيجان المجاورة امس «نحن نفكر في هذا العرض. سيكون من الجيد لو تغيرت السياسة الاميركية ليس فقط بالكلام وانما كذلك بالأفعال». وصرح للصحافيين في تصريحات ترجمت الى اللغة الاذرية «نحتاج إلى أن ننتظر لنرى الفرق بين سياسة (الرئيس الاميركي) باراك اوباما وبين سياسة سلفه جورج بوش. اذا اتخذت الولايات المتحدة خطوات نحو ايران، فان ايران ستتخذ خطوات في المقابل». وردا على سؤال حول التغيرات التي ترغب فيها ايران، قال متقي «إنهم يعرفون جيدا».

وفي فيينا، قال تقرير سري للوكالة الدولية الطاقة الذرية ان ايران أبطأت بدرجة ملحوظة التوسع في برنامجها لتخصيب اليورانيوم المثير للنزاع. واضافت الوكالة ان ايران زادت عدد اجهزة الطرد المركزي التي تعالج اليورانيوم بمقدار 164 جهازا من 3800 جهاز في نوفمبر، وهي زيادة غير مهمة، بحسب التقرير، الذي ذكر ايضا ان ايران رفضت السماح لمفتشي الوكالة التابعة للامم المتحدة باجراء فحص لتصميم مشروع مفاعل «اراك» الإيراني الذي يعمل بالماء الثقيل في يناير وشيدت «قبة» فوقه لتمنع الاقمار الصناعية من التقاط صور للمنشأة.

كما أعلنت الوكالة ان ايران لم توقف عمليات تخصيب اليورانيوم وانه لم يتم تحقيق اي تقدم كبير في التحقيق الجاري حول احتمال وجود شق عسكري في البرنامج النووي الايراني.