كاريكاتير يصور أوباما كقرد يثير غضبا ومطالبة بإغلاق صحيفة

جمعيات حقوقية: رسم «نيويورك بوست» معيب ويحرض على اغتيال الرئيس الأميركي

سيناتور نيويورك ايريك آدامز يقف امام مبنى «نيويورك بوست» احتجاجا على كاريكاتور نشرته الصحيفة امس اعتبر عنصريا (أ ب)
TT

أثار رسم كاريكاتيري استياء منظمات تدافع عن الحقوق المدنية والسود في نيويورك، حيث يشير إلى علاقة بين الرئيس باراك أوباما وقرد شمبانزي، وقالوا إن الكاريكاتير يصور السود وكأنهم قردة، ويحرض على اغتيال أوباما. وعلى الرغم من أن العبارات العنصرية يحاكم عليها القانون في أميركا، فإن كثيرين من البيض، الذين يطلق عليهم أصحاب «الرقاب الحمراء» وهم الأكثر عنصرية يطلقون على السود وصف قردة.

ونشرت صحيفة «نيويورك بوست» الكاريكاتير أول من أمس، وهو فكرة رسام الكاريكاتير في الصحيفة سيان دوليناس الذي ينشر رسوماته في الصفحة السادسة من الصحيفة وهي من حجم تابلويد. والكاريكاتير يصور ضابط شرطة يتحدث مع زميله في حين يتصاعد دخان مسدسه بعد أن أطلق النار على قرد شمبانزي مع عبارة تقول «يجب عليهم البحث عن شخص آخر يمكن أن يكتب خطة التحفيز الاقتصادي» في إشارة إلى الخطة الاقتصادية التي اقترحها الرئيس باراك أوباما لمعالجة الأزمة الاقتصادية في البلاد.

وتقول مجموعات حقوقية إن الكاريكاتير يربط بين أوباما وقرد شمبانزي قتل قبل أيام من طرف شرطة مدينة ستامفور في ولاية كونيكتيكت بعد أن أصيب بحالة هياج، وهو ما أثار غضب جمعيات تدافع عن حقوق الحيوانات، وانضمت الآن جمعيات للحقوق المدنية لهذه الجمعيات احتجاجا على رسم اعتبر معيبا في حق السود. وكان الشمبانزي قتل يوم الاثنين الماضي بعد أن اعتدى على صديق مالكه، وقالت الشرطة إنه أصيب بنوبة هياج وأنه أصبح يشكل خطرا.

وقالت جمعيات حقوقية إن الرسم ذو طابع عنصري، في حين قال آخرون إن الرسم يدعو بكيفية مبطنة إلى اغتيال باراك أوباما، الذي تتصاعد شعبيته بطريقة غير مسبوقة على الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ورثها من إدارة الرئيس السابق جورج بوش. ودعت بعض الجمعيات إلى مقاطعة صحيفة «نيويورك بوست» والشركات التي تعلن في هذه الصحيفة ذات التوجهات الشعبية. وقالت الصحافية باربارا سيارا رئيس جمعية الصحافيين السود «لا أعرف كيف سمحت صحيفة (نيويورك بوست) بنشر هذا الكاريكاتير الهجائي» وأضافت «إن مقارنة أول رئيس أفريقي أميركي مع شمبانزي ميت لا يمكن أن يكون سوى هراء عنصري». في حين قال اريك آدمز عضو مجلس ولاية نيويورك إن الرسم يشير إلى تلك الأيام التي كان يمكن إعدام الرجال السود من طرف الشرطة. وقال محررون في الصحيفة إن سيلاً من مكالمات الاحتجاج الغاضبة على الرسم الكاريكاتيري لم ينقطع، في حين تظاهرت مجموعة من الغاضبين أمام مقر الصحيفة في مدينة مانهاتن في ولاية نيويورك وطالبوا بإغلاق الصحيفة ورفعوا شعارات تقول «أغلقوا البوست الآن». ودافع كول آلان رئيس تحرير الصحيفة عن نشر الرسم الكاريكاتيري وقال «الكاريكاتير محاكاة ساخرة حول أخبار آنية للاحتجاج على قتل شمبانزي في كونيكتيكت» وقال آلان في بيان أصدره أمس «إنها طريقة للسخرية التي تعالج بها واشنطن الوضع الاقتصادي». ورفض روبرت غيبس المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض التعليق على الموضوع وقال للمراسلين «لم أر الرسم الكاريكاتيري، لكن أعتقد أن صحيفة نيويورك بوست لا تستحق القراءة أصلاً».