تقرير جديد لوكالة الطاقة: عثرنا على آثار غرافيت ويورانيوم في موقع الكبر السوري

استبعد أن تكون ناجمة عن القصف الإسرائيلي

TT

في تطور هام يعني أن وكالة الطاقة الذرية ستطلب إجراء مزيد من الاختبارات على موقع الكبر العسكري بمنطقة دير الزور، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مفتشين من الأمم المتحدة عثروا على غرافيت وآثار جديدة لليورانيوم في عينات اختبارية اخذت من الموقع السوري الذي تقول واشنطن انه كان مفاعلا نوويا سريا يعمل بالجرافيت. وهذا أول كشف عن العثور على جسيمات من الغرافيت وقال مسؤول بالامم المتحدة إن الكشف عن اثار يورانيوم اضافية يمثل كشفا «مهما»، لكنه اكد ان تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن سوريا ما زال غير حاسم. وقال أول تقرير للوكالة عن سورية في نوفمبر (تشرين الثاني) ان الموقع يحمل سمات تشبه سمات مفاعل نووي غير معلن، وان دمشق يجب ان تتعاون مع مفتشي الامم المتحدة للسماح لهم بالتوصل الى نتائج. وتنفي سورية ان يكون لها أي نشاط نووي سري.

وقال تقرير أمس إن دمشق كررت في رسالة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر موقفها بأن المجمع الصحراوي الذي استهدفته غارة إسرائيلية في سبتمبر (أيلول) 2007 مجرد مبنى عسكري تقليدي. غير ان تقرير الوكالة قال ان سورية لم تدعم بعد موقفها بتقديم وثائق او بمنح مزيد من حرية الدخول لمفتشي الوكالة الى الموقع الذي استهدفته الغارة، كما لم تسمح بزيارات الى ثلاثة مواقع اخرى وردت في معلومات مخابرات سلمتها الولايات المتحدة الى الوكالة الذرية العام الماضي.

وقال مسؤول كبير بالامم المتحدة مطلع على التقرير ان المزيد من التحليل لعينات منذ نوفمبر اظهر نحو 40 مثالا اخر لجسيمات يورانيوم معالج بالاضافة الى 40 اثرا اكتشفت العام الماضي. واضاف ان بعض اثار الغرافيت اكتشفت حول موقع المفاعل المزعوم وأيضا بالقرب من محطة لمعالجة المياه تبعد خمسة كيلومترات خزنت فيها بصورة مؤقتة معدات للمجمع الذي قصفته إسرائيل. ويستخدم الغرافيت في بناء نواة بعض أنواع المفاعلات لتحمله درجة الحرارة العالية. وقال المسؤول الدولي في فيينا أمس «نحن متأكدون أنه غرافيت مصنع.. لكننا لسنا متأكدين بعد ما اذا كانت له مواصفات غرافيت من درجة نووية». وتابع «وجدنا الآن نحو 80 من جسيمات اليورانيوم. من الواضح انه كشف مهم». وقال تقرير الوكالة ان اليورانيوم كان في شكل معالج. واضاف انه من غير المحتمل الى ابعد حد ان تكون الاثار جاءت مع ذخيرة استخدمتها اسرائيل لقصف المجمع كما تؤكد سورية. وقال التقرير «وجود الجسيمات في الموقع وصور الموقع التي اتيحت للوكالة والمعلومات عن انشطة شراء معينة ينبغي فهمها بصورة كاملة». وأضاف «ينبغي أن تكون سورية واضحة بإتاحة مزيد من الدخول الى مواقع اخرى تفيد مزاعم انها مرتبطة بدير الزور (موقع المفاعل المزعوم). هذه الاجراءات الى جانب جمع عينات من المعدات المدمرة والمنتشلة والحطام.. أساسية بالنسبة للوكالة لإكمال تقييمها». ودعا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي دمشق مثلما فعل في نوفمبر الى اتخاذ مثل هذه الخطوات الواضحة بأسرع ما يمكن. وحث ايضا اسرائيل ودولا اخرى على تقديم المعلومات لمساعدة الوكالة الدولية في تحقيقها بما في ذلك صور الأقمار الصناعية والسماح للمفتشين باطلاع دمشق على تلك المعلومات.