البشير في القاهرة الأحد.. وتضارب حول زيارة أمير قطر للخرطوم اليوم

الرئيس السوداني يبحث في القاهرة تداعيات الأزمة مع الجنائية

الرئيس السوداني عمر البشير يستقبل نظيره السنغالي عبد الله واد لدى وصوله إلى مطار الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

تضاربت الأقوال في العاصمة السودانية الخرطوم أمس حول نبأ عن بزيارة لساعات يتوقع أن يقوم بها أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. بينما قالت مصادر إنها قائمة توقعت مصادر أخرى تأجيلها إلى وقت آخر. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن أمير قطر يجري خلال زيارته المرتقبة مباحثات مع الرئيس عمر البشير تتركز حول«ترتيبات المرحلة المقبلة من المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المسلحة لتحقيق السلام في دارفور». وكشفت المصادر ذاتها أن الرئيس عمر البشير سيزور العاصمة المصرية القاهرة يوم الأحد المقبل، في إطار التحركات التي تجريها الحكومة السودانية لدفع مفاوضات الدوحة إلى الأمام، فضلا عن تناول تداعيات الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية مع المسؤولين المصريين، على خلفية التوقعات بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي بتوقيف الرئيس البشير. ويأتي هذا التطور في وقت يزور فيه كبير مساعدي الرئيس البشير وزعيم حركة تحرير السودان المسلحة في دارفور العاصمة المصرية، أجرى خلالها، حتى الآن، مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك حول عملية السلام في دارفور. ويذكر أن مني مناوي من الرافضين إلى مباحثات الدوحة بين الحكومة وحركة العدل والمساواة، ويعتبرها صفقة بين الإسلاميين في السودان، كما يرى أنها ثنائية لا تحل الأزمة في الإقليم بقدر ما تصعد الأوضاع على الأرض. وتأتي زيارة أمير قطر التي تتضارب الأنباء حولها بعد 3 أيام من توقيع اتفاق «حسن نوايا» بين الخصمين السودانيين في العاصمة القطرية الدوحة تحت الوساطة القطرية والأممية الأفريقية، بعد9 أيام من المباحثات الماراثونية بين الطرفين، وحدد اتفاق «حسن النوايا» فترة 3 أشهر للدخول في مرحلة المفاوضات حول ملفات الأزمة.

من جانبه، أثنى مجلس الوزراء السوداني أمس برئاسة الرئيس عمر البشير على اتفاق الدوحة لـ«حسن النوايا وبناء الثقة» بين الطرفين السودانيين، وقال الدكتور نافع على نافع مساعد الرئيس السوداني، ورئيس وفد الحكومة لمفاوضات الدوحة إن مضمون الاتفاق قضى على إتباع نهج شامل يخاطب جذور المشكلة ويحقق السلام الدائم. وفي تصريحات صحافية، وصف ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان وعضو الوفد الحكومي لمفاوضات الدوحة أن الاتفاق يسلط مزيدا من الأضواء على المسار السياسي ويمثل خطوة تولد قوة دفع جديدة لحل أزمة دارفور. وشدد على ضرورة أن يظل مسار المفاوضات مفتوحا لجميع الحركات في دارفور، كما دعا إلى تجنيد كل الطاقات للحصول على مزيد من الدعم من دول الجوار والعالم أجمع.

وفي الوقت نفسه ، قالت حركة تحرير السودان في دارفور، التي يتزعمها كبير مساعدي الرئيس السوداني مني اركو مناوي أمس أنها تصدت لهجوم قادته حركة العدل والمساواة بمناطق سرفايا بولاية شمال دارفور، واتهم الأمين السياسي للحركة، الفاضل التجاني، حركة العدل والمساواة بشن هجوم على مناطق الحركة، وقال إن قواتهم قد تصدت لها، دون أن يشير إلى حجم الخسائر جراء المعارك. وكشف التجاني في تصريحات صحافية أن زيارة مناوي للقاهرة قد بحثت كيفية إلحاق كافة الفصائل الرافضة وتوحيد الرؤي التفاوضية وترتيب البيت الدارفوري قبل البدء في أي مفاوضات، وقال إن الإدارة المصرية قد أكدت على ضرورة مشاركة دول الجوار في المحادثات المقبلة، مؤكدة دعمها التام لاتفاق أبوجا وجعله مرجعية يرتكز عليها في كل الاتفاقيات المقبلة.

وأنهى الرئيس السنغالي، عبد الله واد، زيارة قصيرة للسودان أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس البشير، وفي مؤتمر صحافي قال واد إن مباحثاته مع البشير تطرقت إلى السلام في دارفور والعلاقات السودانية التشادية.