«14 آذار» تتحرك لتطوير التحالف الانتخابي مع المر.. وعون يعيد «إنتاج» تحالفه مع أرسلان في الجبل

سعد الحريري: الانتخابات مصيرية وتضع لبنان أمام مفترق

TT

كرر رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري وصفه الانتخابات البرلمانية المقررة في 7 يونيو (حزيران) المقبل بأنها «مصيرية» معتبرا أن «لبنان أمام مفترق طرق». وقال أمام وفد من عشائر العرب من كل المناطق اللبنانية زاره أمس لتجديد «مبايعته» «لقد تعرض لبنان خلال السنوات الأربع الماضية لأقسى التحديات والصعوبات التي بدأت مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان وسائر شهداء انتفاضة الاستقلال. مسارنا وطريقنا واضحان. نحن نسير بطريق رفيق الحريري، لأننا مؤمنون بأنها تؤدي إلى النهوض بالوطن وتؤمن حقوق جميع اللبنانيين. هذه المسيرة حوربت بالاغتيالات والتفجيرات والتظاهرات. ولكن بعد أيام قليلة ستبدأ المحكمة الدولية التي لولا وقوف اللبنانيين وأنتم عشائر العرب بثبات من أجلها، لما كانت لتتحقق في ظل الهجمة الشرسة التي تعرضنا لها». وأضاف «نحن في لبنان أمام استحقاقات تاريخية، لبنان الحرية والسيادة والاستقلال والديمقراطية والعروبة وفلسطين، وأمام مفترق طرق في السابع من يونيو (حزيران). وجميع اللبنانيين، وأنتم عشائر العرب، ستقولون كلمتكم للدفاع عن هذه العناوين وعن مسيرة رفيق الحريري».

وأكد الإصرار على «إكمال مسيرة بناء الدولة، مهما تعاظمت الصعوبات»، قائلا «رفيق الحريري كان شهيد مشروع الدولة، وبذل دماءه لأجله. وأنا أؤكد لكم اليوم أنني ثابت في موقفي لإكمال مسيرة الرئيس الشهيد ولن أتزحزح عنها. وسلاحنا الوحيد هو الإيمان والثبات في مواقفنا. وكما استطاع اللبنانيون أن يخرجوا الجيش السوري من لبنان عام 2005 من خلال حملهم الأعلام اللبنانية فقط، فنحن من خلال تمسكنا بهذه المبادئ قادرون على تحقيق أهدافنا، بإذن الله».

بدوره، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن الانتخابات النيابية «تأتي كوسيلة أساسية للدفاع عن مشروع لبنان». وقال «نحن أمام انتخابات مصيرية تختلف عن كل ما سبقها منذ استقلال لبنان. وأعتقد أن هناك مشروعين متناقضين من حيث النظرة إلى الدولة اللبنانية. فمشروع 14 آذار يقوم على مبادئ السيادة والاستقلال والديمقراطية وحرية الرأي. وفي المقابل، هناك مشروع (المعارضة) يريد بتر الأيادي وقطع الألسن لمن يختلف معهم في الرأي».

ودعا فتفت، الذي يقوم بزيارة إلى استراليا، المغتربين إلى المشاركة في الانتخابات «بشكل مباشر أو غير مباشر». ونفى «الشائعات عن أن تيار المستقبل والقوى الأخرى تدفع أموالا لكي تذهبوا إلى لبنان وتقترعوا في عدد من الأقضية ذات الطابع الطائفي». وأكد أن تيار المستقبل «لا يتدخل في قضاء في لبنان ليس لديه ركيزة سياسية أساسية فيه. وليس واردا، لا في السابق ولا في المستقبل، أن نستعمل أموالا لشراء أصوات الناس لأننا نحترم اللبنانيين ونحترم المغتربين. ونعتبر أن الكلام عن شراء أصوات المغتربين هو إهانة لكل الاغتراب. ونحن نعتقد أن المغتربين سيبادرون بأنفسهم إلى المشاركة في الانتخابات وليسوا بحاجة لأي دافع وتحديدا الدافع المادي».

ولفت عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب فؤاد السعد إلى «أن موضوع إخراج كتلة وسطية في المجلس النيابي ليس وليد اليوم، إنما جرى العمل عليه منذ فترة بقيادة النائب ميشال المر». وقال «إن معالم هذه الكتلة تبدو مختلفة عن الخط السياسي الذي يسير فيه العماد ميشال عون». وأضاف «لا شك في أن عون ينهار رويدا رويدا. وأعتقد أن الضربة التي ستوجهها إليه الكتلة الوسطية ستكون قاضية. وسيكون لها دور كبير في القضاء على مستقبل التيار العوني، علما أن هذا التيار بدأ يفتقر إلى المرشحين بقدر ما يفتقر إلى الناخبين. والدليل على ذلك أنه لا يستطيع الحديث عن أي مرشح في أي مكان» مشيرا إلى أن «الكتلة الوسطية ستمتد من المتن الشمالي إلى دوائر أخرى. ولا شك في أن تعاون الكتائب مع المر سيقرب المر من 14 آذار. وقد بدأت تظهر صورة جديدة للخريطة الانتخابية».

في المقابل، تحدث عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن عن «المال الانتخابي الذي يأتي من وراء الحدود بشكل غير مسبوق في خدمة مشروعهم (14 آذار). وهم يتكلمون بالسيادة والحرية والاستقلال». واستغرب «التحريض الطائفي والمذهبي والعصبي والاتهامات الباطلة وتقسيم اللبنانيين إلى سياديين وغير سياديين ووطنيين وغير وطنيين. وهذا ما حرض جمهورهم واستفز بعض جمهورنا مما أدى إلى وقوع أحداث مؤسفة ومستنكرة ومدانة. لكن دائما نذهب إلى النتيجة ولا نناقش أو نسلط الضوء على الأسباب. والخطاب التحريضي هو النموذج الثاني. هذا الخطاب التحريضي والغرائزي الذي يعتمده فرقاء 14 شباط (14 آذار) يعتبر جرما يحاسب عليه القانون وهو عمل مضر بمصلحة البلد».

إلى ذلك، بقي «الهم الانتخابي» سيد الموقف في التحركات السياسية اللبنانية. وفي هذا الإطار، عقد أمس اجتماع ضم النائب ميشال عون والوزير طلال أرسلان للتداول في «كيفية تشكيل اللوائح الانتخابية والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة»، علما أن عون وأرسلان تحالفا انتخابيا عام 2005. ومن المقرر أن يستمرا في هذا التحالف، خصوصا في المناطق المشتركة بين المسيحيين والدروز، كبعبدا وعاليه والشوف.

هذا، وتتبلور صورة مختلفة في منطقة المتن الشمالي حيث يتضح شيئا فشيئا التحالف الانتخابي الذي أعلنت نواته بين النائب ميشال المر وحزب «الكتائب» الذي تدور اتصالات لتضم قوى أخرى من 14 آذار إليه. وفي هذا الإطار استقبل أمس رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع نائب رئيس «حركة التجدد الديمقراطي» أنطوان حداد الذي أفاد أن زيارته تندرج في إطار «التشاور والتعاون الدائم القائم بين حركة التجدد الديمقراطي وحزب القوات اللبنانية ضمن تحالف قوى 14 آذار».

وأضاف انه «تم التداول في مسألة التحالفات الانتخابية عموما وفي تحضيرات المتن خصوصا، حيث حركة التجدد والقوات اللبنانية، بالتحالف مع الكتائب اللبنانية، يشكلون العمود الفقري للمعركة الانتخابية. إذ نحن نتجه عموما إلى التحالف مع النائب ميشال المر. وهذا تطور نوعي في مثل هذه المعركة» مؤكدا «أن موقف حركة التجدد واضح لجهة تأمين كل مستلزمات النجاح لها على قاعدة أن تكون كل قوى 14 آذار الفاعلة ممثلة في اللائحة، من حركة التجدد وحزب الكتائب والقوات اللبنانية ممثلة بشخص أدي أبي اللمع، الذي كان مرشحا عنها عام 2005. وهناك ضرورة لتجديد ترشيح القوات على هذه اللائحة في الانتخابات المقبلة للفوز في الاستحقاق الانتخابي».