جنبلاط زار قائد الجيش اللبناني تأكيدا لثقته بالمؤسسة العسكرية «الضامنة للسلم الأهلي»

نقابة الطيارين توقفت عن العمل ساعة.. احتجاجا على مقتل المقداد واختفاء صادر

TT

فيما لا يزال الملف الأمني متصدرا قائمة الاهتمامات الرسمية في لبنان، في ظل استمرار الحوادث المتفرقة التي تشهدها أكثر من منطقة، برزت أمس زيارة مفاجئة لرئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، لقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة. وقد أكد جنبلاط على أثرها ثقته بالمؤسسة العسكرية «الضامنة للسلم الأهلي في البلاد»، وبـ«الجهود التي بذلتها مؤخرا لضبط الوضع الأمني وتوقيف المعتدين على سلامة المواطنين وحرياتهم». في حين شدد العماد قهوجي على أن «الجيش لن يألو جهدا للحفاظ على أمن جميع المواطنين واستقرارهم».

ويرى المراقبون أن زيارة جنبلاط أزالت كل الالتباس الذي ساد بعد انتقاد الزعيم الدرزي لقائد الجيش ووزير الدفاع منذ أسبوعين، على خلفية تغطيتهما انتداب ضابط كان مقربا من اللواء جميل السيد، الموقوف في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلى وزارة الاتصالات استجابة لطلب الوزير جبران باسيل للاستفادة من خبرته في مجال التنصت. واعتبر المراقبون أن زيارة جنبلاط جاءت تقديرا منه لجهود قائد الجيش والمؤسسة العسكرية التي ساهمت في تطويق تداعيات حادث قتل المواطن لطفي زين الدين، إثر مشاركته في إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وتوقيف عدد من المشاركين في قتله، فضلا عن منفذي اعتداءات أخرى حصلت في 14 من الشهر الحالي.

وفي حين بقي الغموض سيد الموقف في ما يتعلق بقضية خطف الموظف في شركة «الميدل إيست» المهندس جوزيف صادر، على طريق المطار منذ تسعة أيام، بسبب التعتيم الذي تفرضه السلطات القضائية والأمنية على التحقيقات التي تجرى لكشف مصيره، توقف طيارو الشركة عن العمل لمدة ساعة أمس؛ تجاوبا مع دعوة نقابة الطيارين اللبنانيين حدادا على الطيار غسان المقداد الذي عثر عليه مقتولا أول من أمس وشيّع قبل ظهر أمس في ضاحية بيروت الجنوبية.

وقد اعتبر نقيب الطيارين اللبنانيين محمود حوماني، في مؤتمر صحافي عقده، أن «خطوة التوقف عن العمل من قبل الطيارين هي تعبير عن استنكار النقابة لهذه الجريمة البشعة»، وأشار إلى أن «التحقيقات في الجريمة تتولاها الجهات القضائية والأمنية المختصة. وليس لدينا أي معلومات بهذا الشأن غير ما تعلنه الجهة الأمنية بالنسبة إلى التحقيقات».

وإذ رفض أن يحدد إذا كان سبب مقتل المقداد سياسيا أو شخصيا، أكد أن المغدور «لا ينتمي إلى أي جهة سياسية، كَوني أعرفه جيدا وكنت أشرف على تدريبه، حيث كان من المنتظر أن يتلقى ترقية إلى قائد طائرة بعد نحو أسبوعين من الآن، وليست لديه أي خلفية سياسية. والأجهزة الأمنية والقضائية هي المولجة بكشف كل ما له علاقة بنتيجة التحقيق بالنسبة إلى جريمة اغتيال الكابتن المقداد»، مشيرا إلى أنه لا علاقة لشركة «الميدل إيست» بحادثي مقتل المقداد واختطاف صادر.

هذا، واستقبل أمس شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ نعيم حسن، وفدا من «الجماعة الإسلامية» برئاسة رئيس المكتب السياسي علي الشيخ عمار، قدّم إليه التعازي بلطفي زين الدين، وأثنى الوفد على المواقف الجريئة للشيخ حسن حيال التطورات والحوادث التي وقعت مؤخرا، ودعا الحكومة والسلطات الأمنية والقضائية إلى «تحمل مسؤولياتها إزاء الأحداث التي تسبب قلقا لدى اللبنانيين»، ونوّه بخطوة الدولة «في وضع يدها على من ارتكب جريمة قتل زين الدين»، وطالب بـ«بذل أقصى الجهود لكشف مصير المهندس المخطوف جوزيف صادر».

من جهته حيا الشيخ حسن القوى الأمنية على «فاعليتها والسرعة في توقيف مرتكبي حادثة الاعتداء على عدد من العائدين من احتفال ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإحالة المرتكبين إلى القضاء المختص».