نائب مستشار الأمن القومي الأفغاني يعبر عن قلقه من المبادرات المتعددة حول بلاده

مؤتمر دولي يدعو أوباما لإطلاق استراتيجية أفغانستان من كابل بدلا من واشنطن

TT

عبر نائب مستشار الأمن القومي الأفغاني هومايون تاندر أمس عن قلق الحكومة الأفغانية من المبادرات الاخيرة غير الواضحة في أفغانستان. وقال في ندوة حول أفغانستان في بروكسل: «نحن قلقون جداً من المبادرات الجديدة وتعددها، نحن قلقون من أن هذه المؤتمرات تؤدي إلى نزاعات بين بعضنا بعضا، من الضروري جداً ان نعيد التعاون والاجماع لقضية افغانستان في المنطقة»، موضحاً: «لدينا الكثير من التساؤلات، حديث عن زيادات للقوات في افغانستان، لا نعلم ما هي الاهداف الحقيقية، البعض يتحدث عن استراتيجية زيادة قوات مثل العراق». وتابع:«ما هو الفرق بين العراق وافغانستان؟ طالبان ليس لديها قوة في افغانستان، ان زيادة القنابل والتفجيرات وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، ذلك لا يعني ان طالبان تحصل على دعم الشعب، افغانستان لديها 34 محافظة و100 مديرية، فقط 6 مديريات تدريها الطالبان، من جهة اخرى، لديهم اراض كبيرة يسيطرون عليها، الحرب على الارهاب والقاعدة وطالبان تزداد في مكانات يوجدون فيها»، في اشارة الى باكستان. وجاءت تصريحات تاندر اثناء مشاركته مع سياسيين وإعلاميين واختصاصيين في الشأن الافغاني بشكل خاص وبمكافحة الارهاب بشكل أوسع، حول السياسة المستقبلية الدولية لافغانستان في مؤتمر «الامن العالمي» السادس الذي نظمه «معهد الشرق – الغرب» بالتعاون مع وزارة الخارجية الايطالية ومنظمة الجمارك الدولية. ودعا المؤتمر الدولي حول مكافحة الارهاب الذي اختتم اعماله في بروكسل امس الرئيس الاميركي باراك اوباما لاطلاق استراتيجيته الجديدة حول افغانستان من كابل بدلاً من واشنطن، ضمن جهود لتقوية الحكومة الافغانية واعطائها دوراً جوهرياً في استقرار البلاد. وجاء ذلك في جلسة تحت عنوان «الخطوات المقبلة في أفغانستان»، إذ قال نائب رئيس «معهد الشرق – الغرب» غريغ اوستن: «يجب ان تكون الافكار الجديدة حول أفغانستان منطلقة من كابل وليس من واشنطن، حتى الآن نسمع عن قرارات جديدة من وسط واشنطن بدلاً من كابل». وقال تاندر: «الافغان لا يريدون طالبان، العملية السياسية الحالية في افغانستان تدل على ذلك، 14 مليون افغاني وافغانية سجلوا للتصويت في الانتخابات، ندعوكم لمراقبتها». واضاف: «يعني ان مهمة القوات الجديدة يجب ان تكون لحماية الانتخابات، الهدف يجب ان يكون منع طالبان من دخول افغانستان»، موضحاً: «مثلما قال رئيسنا سابقاً (الرئيس حامد كرزاي) مراكز المنظمات والجماعات الارهابية ليست في باكستان، نقول يجب ان ندعم الحكومة، لكن في الوقت نفسه، نسمع انه يجب تقوية المؤسسات القبلية، لكن ذلك امر متناقض». وتابع: «انعدام الدولة وقوتها يؤدي الى الجماعات الارهابية، فقط حكومة أخلاقية باهداف أخلاقية يمكن ان تحل مشاكل القرن الـ21». ورد مدير التخطيط السياسي لحلف شمال الاطلسي جيمي شي على هذه التصريحات في الندوة امس متسائلاً: «اذا كانت طالبان لا تتمتع بالدعم، لماذا سنواجه هذه المشاكل، واذا كانت المشكلة من عبر الحدود، ماذا يمكن لنا ان نفعل مع الحكومة؟»، قبل ان يقول: «يجب استغلال الانتخابات لاعطاء الدعم السياسي الضروري في كابل، ويجب ان نفكر كيف ان نستغل ذلك الدعم». وطالب مدير مركز «دراسات النزاع والسلام في كابل» حكمت كرزاي بـ«توزيع القوات الاميركية الاضافية في افغانستان بطريقة مناسبة، حالياً نرى الآلاف من الجنود باقين في القواعد العسكرية والكثير من الافغان يعتبرونهم مهتمين اكثر بحماية أنفسهم». واضاف: «هناك حاجة للتعاون مع الافغان على كل مستوى من العمل في التنمية، كانت الاستراتيجية الاولى لتخصيص مجالات معينة لدول معينة، مثل اعطاء المملكة المتحدة السيطرة على مكافحة المخدرات وايطاليا معالجة القضاء والمانيا تدريب الشرطة، كان يجب ان تكون افغانستان هي المسؤولة عن هذه القضايا وبدعم من الدول المانحة».