كلينتون تبحث مع الرئيس الإندونيسي الوضع الفلسطيني وتغيرات المناخ

أعلنت من جاكرتا أنها ستشارك في مؤتمر إعادة اعمار غزة

TT

في اليوم الثاني لزيارتها لاندونيسيا لقيت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون استقبالا حارا أمس أثناء مرورها بأحد الأحياء الفقيرة في جاكرتا المكتظة بالسكان.

و في ختام زيارتها الأولى إلى أكبر بلد إسلامي في العالم صفقت الحشود وارتسمت الابتسامات على الوجوه عند تفقد كلينتون، التي كانت ترتدي بدلة زرقاء، لمشاريع يجري تنفيذها بتمويل أميركي في منطقة بيتوجو وسط جاكرتا، في البلد الذي عاش فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما كان صغيرا.

وقالت لمجموعة من الحرفيين إنها «فخورة» بعملهم وربتت على رؤوس الأطفال مما بعث السرور في نفوس السكان المحليين.

وقد استقبل أمس الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو الوزيرة الأميركية خارج مكتبه بالقصر الرئاسي في جاكرتا قبل أن يبدأ الاثنان محادثات حث خلالها الرئيس الاندونيسي الولايات المتحدة على قيادة جهود مكافحة تغير المناخ.

وأبلغت كلينتون الصحافيين عقب اللقاء مع يودويونو «بالطبع العلاقة الشخصية التي تربط الرئيس أوباما بإندونيسيا مهمة للغاية بالنسبة له». مضيفة أن الوقت الذي أمضاه هنا ساعد على تشكيل رؤيته للعالم. وقالت إنها بزيارتها اندونيسيا في أول جولة خارجية لها بعد توليها منصبها وزيرة للخارجية، أرادت أن تظهر أن الولايات المتحدة مستعدة لإعادة الاتصال مع آسيا بعد سنوات من الإهمال في ظل إدارة بوش.

وأضافت «قررت أنني أريد أن احضر إلى آسيا في جولتي الأولى لأننا استنتجنا خلال السنوات القليلة الماضية أننا لم نول اهتماما كافيا إلى العديد من أجزاء آسيا».

وتابعت «أن مصالحنا ليست متركزة فقط على الصين». وأشارت إلى انه «عندما تغيب الولايات المتحدة يعتقد الناس أننا لسنا مهتمين وهذا يخلق فراغا تملؤه القوى التدميرية». وبعد انتهاء اجتماعهما قال المتحدث باسم الرئاسة الاندونيسية، دينو باتي جلال،إن المحادثات تضمنت التعاون الاقتصادي والوضع في الأراضي الفلسطينية وجهود التوصل لاتفاقية عالمية جديدة حول تغير المناخ.

وأضاف جلال في مؤتمر صحافي عقده بهذه المناسبة «أكد الرئيس (الاندونيسي) على أن التوصل لإجماع عالمي (حول تغير المناخ) لا يمكن أن يتحقق من دون القيادة الأميركية».

وكانت هيلاري كلينتون قد أكدت في مقابلة تلفزيونية، عند سؤالها حول جهود إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديدة لتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي، أنها ستحضر مؤتمرا حول إعادة اعمار غزة في الثاني من مارس (آذار) المقبل في القاهرة. وقالت «بمجرد تنصيبي وتسلمي منصب وزير الخارجية قلت أنا والرئيس أوباما، إن الولايات المتحدة يجب أن تشارك مجددا في محاولة المساعدة في الشرق الأوسط». وتقول التقديرات الأولية إن الضرر الذي لحق بقطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة التي قتل فيها 1300 فلسطيني يبلغ ملياري دولار.

وذكرت وكالة رويترز من جاكرتا أن مباحثات كلينتون مع المسؤولين الإندونيسيين تناولت أيضا الأزمة المالية العالمية، وقال وزير الخارجية الاندونيسي حسن ويراجودا، إن جاكرتا ناقشت إمكانية الحصول على مساعدة من الولايات المتحدة في صورة اتفاق لمقايضة العملات، وعلى تمويل طارئ لمساندة اقتصاد اندونيسيا اكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا.

وتسعى اندونيسيا بالفعل إلى مد العمل باتفاق لمقايضة العملات قيمته ستة مليارات دولار مع اليابان ولديها اتفاقات مماثلة مع كل من الصين وكوريا الجنوبية قيمة كل منها ثلاثة مليارات دولار. ويودويونو الذي يسعى لفترة رئاسية ثانية حريص على إظهار استقرار اندونيسيا منذ تحولها من دولة حكم الفرد الواحد في ظل الرئيس السابق سوهارتو الذي أجبر على التنحي عام 1998 إلى دولة ديمقراطية تتمتع بالحيوية. ويوجد في اندونيسيا مقر رابطة دول جنوب شرقي آسيا، كما أنها الاقتصاد الأكبر في منطقة جنوب شرقي آسيا. وأشادت كلينتون بإندونيسيا بوصفها برهانا على أن الحداثة والإسلام يمكن أن يتعايشا أثناء زيارتها للبلاد التي قضى فيها أوباما أربع سنوات في صباه. وقوبلت بالتصفيق عندما قالت في البرنامج التلفزيوني إنها تحب الاستماع إلى فريقي البيتلز ورولينج ستونز بجانب حبها للموسيقى الكلاسيكية. وتتجه كلينتون من اندونيسيا إلى كوريا الجنوبية ومن بعدها إلى الصين، آخر محطات جولتها الآسيوية التي شملت اليابان أيضا. وهذه هي أولى جولات كلينتون الخارجية منذ توليها المنصب. وتهدف زيارة كلينتون إلى الصين إلى إظهار التميز عن إدارة بوش عبر توسيع الحوار الصيني الأميركي إلى ابعد من المسائل الاقتصادية.

وفي حين يتوقع أن يبقى الاقتصاد الموضوع الأساسي دعت كلينتون، قبل بداية جولتها الآسيوية، إلى حوار أوسع مع بكين، فقد أعلنت بكين وواشنطن أنهما ستستأنفان في نهاية فبراير (شباط) الحالي المباحثات العسكرية التي علقتها بكين السنة الماضية احتجاجا على بيع واشنطن أسلحة لتايوان. وإضافة إلى ذلك توحي النوايا التي تبديها الولايات المتحدة لبذل المزيد من مكافحة التغيرات المناخية بتعاون ممكن.

وكان الرئيس بوش دائما يرفض أي قيود طالما لا تفرض أيضا على اقتصاد الدول الناشئة مثل الصين والهند. ويرافق وزيرة الخارجية موفدها الخاص المكلف تود سترن.