النجف تدعو الأكراد إلى اللجوء للمرجعيات لحل الخلافات مع بغداد.. وأربيل ترد: مرجعيتنا الشعب الكردي

رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان لـ«الشرق الأوسط» : لا أحد يستطيع نكران الدور الأميركي

أحد أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يهتف ضد أميركا خلال صلاة الجمعة في مدينة الصدر ببغداد أمس (أ.ب)
TT

لم يمض وقت طويل على دعوة إمام وخطيب مدينة النجف صدرالدين القبانجي الذي دعا القوى الكردية في اقليم كردستان الى اللجوء الى المرجعيات الدينية الشيعية لحل ما وصفه بالمشاكل والأزمات في العراق ، عوضا عن اللجوء الى «الحلول الأجنبية» على حد تعبيره، حتى جاء الرد سريعا ومن مسؤول رفيع في رئاسة إقليم كردستان وهو الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم الذي قال:مع احترامنا وتقديرنا الكبيرين لجميع المراجع والرموز الدينية في العراق فإننا في اقليم كردستان نؤمن بان مرجعيتنا الاولى هو الشعب الكردي والشعب العراقي بأجمعه، وإذا اقتضى امر ما ان نعود الى المرجع لاتخاذ القرار بشأنه، فإننا بلا شك سنحتكم الى رأي شعبنا والشعب العراقي». وأوضح الدكتورحسين في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» ان «مرجعية الشعب الكردي هي مرجعية دستورية، ومع ذلك نحن نرحب بالحوار والتشاور مع المرجعيات الدينية في البلاد والأخذ برأيها أيضا، ولكن ما دام الأمريتعلق بالقضايا السياسية، فإن المرجعية السياسية بالنسبة لنا هو شعب كردستان والعراق». وكان القبنجي، إمام جمعة النجف والقيادي في المجلس الأعلى الاسلامي، قد قال في الخطبة أمس: إن الاكراد لا يستطيعون ان يعيشوا خارج حضن العراق الدافيء، كما ان العراق لا يستطيع ان يتنكر لمظلومية الأكراد واعتبارهم جزءا اصيلا وكبيرا ومهما وله استحقاقات حقيقية في العراق.

وعبر القبانجي عن اعتقاده بـ«وجوب الحاجة الى العقلانية في مواجهة المشاكل»، مشددا« لدينا قانون ودستور وهناك محكمة دستورية يمكن الاحتكام اليها، واذا تأزمت الامور تعالوا الى المرجعية فهي لها القدرة على حل كل المشاكل والازمات بعيدا عن حلول اجنبية». واشار امام الجمعة الى ان «البعض يبحث عن حل اميركي ونحن نقول تعالوا الى حل عراقي»، حسبما أوردته وكالة (اصوات العراق). وجاءت تعليقات القبنجي إثر دعوة رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني للولايات المتحدة الأسبوع الماضي الى حل المشاكل العالقة في العراق قبل سحب قواتها من البلاد.

وفي تعليقه على دور المرجعيات الدينية وخصوصا المرجع الديني آية الله العظمى علي السيستاني في حل المشاكل والمعضلات الراهنة بين بغداد واقليم كردستان وما اذا كان ذلك الدور اقوى من النفوذ الاميركي في العراق على صعيد حسم تلك المشاكل قال رئيس ديوان رئاسة الإقليم : ليست هناك مشاكل بين الشعب الكردي والشعب العربي في العراق اطلاقا ، ولم ولن تحدث مشاكل بينهما أبدا، بل إن مشاكلنا قائمة مع مجموعة من الساسة والأفكار والممارسات السياسية، وطالما ان المشاكل لها طابع سياسي، فإن المنطق يستدعي حلها بالوسائل السياسية ، اما بخصوص الدور الأميركي في العراق فهو واضح ومعروف وحقيقة قائمة على ارض الواقع ، فمثلما لانستطيع ان نتنكر لدور المرجعيات الدينية لايمكننا ايضا ان نتجاهل الدور الأميركي على الساحة العراقية، فالولايات المتحدة كانت الطرف الأساسي في إسقاط النظام السابق بموازاة كونها الطرف الرئيسي في تدشين العملية السياسية في البلاد عام 2003 ، وستبقى قواتها على الأرض العراقية حتى عام 2011. صحيح ان الولايات المتحدة بعيدة عن العراق جغرافيا، ولكنها دولة عظمى وسيستمر دورها الفاعل في العراق» .

وتابع الدكتور حسين يقول«الكرد لم يعلنوا أبدا بأن الولايات المتحدة هي مرجع القرار بالنسبة اليهم، بل يؤكدون دوما على ضرورة ان تضطلع اميركا بدورها المؤثر في العراق على صعيد حلحلة المعضلات السياسية القائمة، واذا زعمنا جدلا بان الولايات المتحدة لا دور لها في العراق ، فاننا بذلك نخدع ونوهم انفسنا وحسب، وهذا لايعني مطلقا غياب دور المرجعيات الدينية او مرجعية الشعب الكردي، فالقيادة الكردية هي الآن تمثل احد اهم الأقطاب السياسية في العراق ولها دورها المعروف، كما ان المرجعيات الدينية لها دورها الاجتماعي والديني الفاعل والمشهود».

ومن جانبه قال النائب آريز عبدالله، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والشؤون الثقافية في برلمان إقليم كردستان«إن المرجعية في اتخاذ اي قرار او تشريع اي قانون في كردستان هي البرلمان الكردستاني، والقيادة السياسية الكردية وفي مقدمتها الرئيس جلال طالباني الذي قاد الحركة السياسية الكردية والعراقية، بمعنى ان القرارات المصيرية التي تخص مستقبل الشعب الكردي ومصيره ينبغي ان يصدر من البرلمان الكردستاني الذي يمثل إرادة الشعب الكردستاني بكل قومياته واديانه ومذاهبه» .

وأضاف النائب عبد الله لـ«الشرق الأوسط» ان «الكرد لم يستشروا اي جهة اجنبية بخصوص طبيعة او كيفية حل المشاكل العالقة بين اقليم كردستان والسلطات الاتحادية في بغداد، بل إن الإقليم مابرح يعتقد بأن العراق وكردستان يخضعان للهيمنة والسلطة الاميركية التي تقع على عاتقها في المقام الاول مسؤولية حل وحسم جميع المشاكل في العراق قبل سحب قواتها من البلاد من خلال معاونة جميع الأطراف وحثها على حل معضلاتها». وفيما يتعلق بدور المرجعيات الدينية في العراق قال النائب عبد الله:لاشك مطلقا في ان الشعب الكردي يكن احتراما وتقديرا عاليين للمرجعيات والرموز الدينية الشيعية في البلاد، ويعتقد بأن المرجعيات قادرة على ممارسة دور كبير في حسم المشاكل والخلافات بين بغداد واقليم كردستان».

هذا وكان الرئيس جلال طالباني والدكتور برهم صالح نائب رئيس الحكومة العراقية وكلاهما من الزعماء الكرد قد زاروا المرجع الديني علي السيستاني عدة مرة في إطار سعي الطرفين لتعزيزالعلاقات بين الكرد والعرب في العراق والتشاور معه بخصوص القضايا السياسية المصيرية في العراق.