العاهل المغربي يجري مباحثات مع المبعوث الدولي للصحراء

روس يتوجه اليوم إلى مخيمات البوليساريو.. وقال إنه سيواصل جولته ثم «نرى النتائج»

TT

أنهى المبعوث الدولي إلى الصحراء، كريستوفر روس، مباحثاته مع العاهل المغربي محمد السادس، والمسؤولين المغاربة، خلال زيارته إلى المغرب، المحطة الأولى في جولته بالمنطقة، على أن يتوجه اليوم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف.

فقد استقبل الملك محمد السادس أمس بالقصر الملكي بمدينة فاس (وسط) روس، وأجرى معه مباحثات. وكان رئيس الوزراء، عباس الفاسي، استقبل بعد ظهر أول من أمس، روس، للمرة الثانية، بعد حفل العشاء الذي كان قد أقامه على شرفه يوم وصوله الأربعاء.

وأوضحت رئاسة الوزراء في بيان أن الفاسي استعرض خلال المقابلة تطورات قضية الصحراء، مؤكدا أن المغرب «عمل على استرجاع أراضيه المغتصبة على مراحل، وفي هذا الإطار استعاد أقاليمه الجنوبية، في ظل الشرعية الدولية». وأضاف البيان أن الفاسي «ذكر بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يتمتع بها سكان المحافظات الجنوبية، الذين يتشبثون بمغربيتهم»، مبرزا كذلك «مستوى النمو والدينامية القوية التي تعرفها هذه الأقاليم، من خلال إنجاز مشاريع كبرى للبنيات التحتية، وتحسين ظروف عيش السكان، وذلك أسوة بباقي مناطق المملكة المغربية».

كما أجرى رئيسا مجلسي النواب والمستشارين، مصطفى المنصوري، والمعطي بنقدور، كل على حدة، أمس مباحثات مع المسؤول الأممي، الذي عبر عن سروره للفرصة التي أتيحت له لزيارة المغرب. وقال روس في تصريح صحافي، أوردته وكالة الأنباء المغربية، بعد إجراء هذه المباحثات مع رئيسي مجلسي النواب والمستشارين، إنه سيتابع جولته في تندوف ثم الجزائر، وباريس ومدريد، و«سنرى النتائج».

وفي أعقاب استقباله لروس، قال المنصوري، إن القرار الأممي رقم 1813 يشكل أرضية أساسية للوصول لحل نهائي لنزاع الصحراء، مؤكدا أن المغرب لن يقبل المفاوضات من نقطة الصفر. وأوضح بيان صحافي لمجلس النواب، أن المنصوري جدد خلال المباحثات التي أجراها مع روس، التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب، تعد «مبادرة شجاعة وواقعية، نالت دعما من لدن الدول الكبرى». وأوضح البيان أن لقاء رئيس مجلس النواب مع روس، شكل فرصة تم خلالها استعراض أهم المراحل التاريخية التي مر بها نزاع الصحراء.

وكان روس قد استقبل في وقت سابق من طرف وزير الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، الذي كان مرفوقا بمحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، (استخبارات خارجية)، كما استقبل من لدن وزير الداخلية، شكيب بنموسى، الذي كان مرفوقا بكاتب الدولة (وزير دولة) في الداخلية، سعد حصار. واستقبل ايضا من لدن رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خلي هنا ولد الرشيد. وجرت هذه المباحثات بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، محمد لوليشكي، والأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، ماء العينين بن خليهن ماء العينين، وأعضاء بذات المجلس. وذكرت وكالة الانباء الجزائرية أن روس سيزور (اليوم) السبت مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، مضيفة أن المسؤول الدولي سيجري في مخيمات اللاجئين محادثات مع الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) محمد عبد العزيز. ونقلت الوكالة عن محمد سالم ولد سالك، المسؤول في جبهة البوليساريو، قوله إن الجبهة «لا تزال متمسكة بحل يتيح للشعب الصحراوي ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال بكل حرية». واضاف: «نتوقع أن يعمل روس على استئناف المحادثات بين طرفي النزاع، البوليساريو والمغرب، من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع ويضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير». ومنذ يونيو (حزيران) 2007، اجرى المغرب والبوليساريو اربع جولات مفاوضات غير مثمرة في مانهاسيت بالقرب من نيويورك.