بايدن: بوش منح «القاعدة» وسيلة تجنيد فعالة

تحدث عن التقييمات الخاطئة لـ «سي آي إيه» لبرامج الأسلحة في الأشهر التي سبقت حرب العراق

TT

خلال زيارته لوكالة الاستخبارات المركزية اول من امس، قال نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن إن سياسات الاعتقال والاستجواب التي اتبعتها إدارة بوش «منحت تنظيم القاعدة وسيلة تجنيد فعّالة». وتمثل تصريحات نائب الرئيس تقييما قاسيا لسجل الوكالة تحت الإدارة السابقة. جاء ذلك خلال ترؤسه لعملية أداء ليون بانيتا اليمين ليكون المدير التاسع عشر لوكالة الاستخبارات المركزية. وقد تجمّع المئات من موظفي الوكالة في الردهة لتحية نائب الرئيس. ووقف بايدن أمام حائط تذكاري من الرخام عليه 89 نجمة ترمز إلى ضباط تابعين للوكالة ماتوا خلال أدائهم مهام العمل. وتحدث بايدن عن الأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس أوباما بعد تنصيبه رئيسا للبلاد وتعهد فيها بإغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا وإلزام وكالة الاستخبارات المركزية باستخدام وسائل التحقيق غير القسرية التي يستخدمها الجيش وأن تطلع اللجنة الدولية للصليب الأحمر على المعتقلين لديها. وأمر أوباما بإنهاء برنامج الاعتقال السري خارج البلاد لأعضاء القاعدة الذي دشنته وكالة الاستخبارات المركزية في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. وقال بايدن إن الإجراءات التي اتخذها الرئيس الجديد «عكس السياسات التي كانت، في رأي الكثيرين في هذه الوكالة وأنا معهم، سببا في ابتعاد أميركا عن المبادئ المؤسسة لها كما أنها منحت القاعدة وسيلة تجنيد فعّالة». وكرر كل من أوباما وبايدن مثل هذه التصريحات خلال الحملة الانتخابية، ولا يبدو أن ذلك كان له مردود عكسي لدى موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الذين أقاموا استقبالا حماسيا. وأضاف بايدن أنه في الوقت الذي توجد فيه داخل الولايات المتحدة الأميركية 16 هيئة استخباراتية، «تظل هذه الوكالة هيئة الأمن القومي الرئيسة في أميركا، ولذا فإننا نقدر كثيرا المخاطر التي تواجهها والتضحيات التي تقدمها، وقد كان الكثير منها في الماضي وما زال ذلك قائما في الوقت الحالي، من أجل هذه البلاد».

وتحدث بانيتا، وهو عضو سابق في كونغرس ولاية كاليفورنيا، يبلغ من العمر 70 عاما وعمل رئيسا لطاقم البيت الأبيض لكنه لم يعمل لصالح أية هيئة استخباراتية من قبل، عن التاريخ الحديث لوكالة الاستخبارات المركزية، المسؤولة عن التقييمات الخاطئة لبرامج الأسلحة للعراق إبان حكم صدام حسين في الأشهر التي سبقت حرب العراق. وقال بانيتا إنه تحت قيادته سوف تسعى الوكالة إلى «تقديم أفضل المعلومات الاستخباراتية وتقييمات تتميز بالاستقلالية لا تتأثر بالوضع السياسي وتتضمن حقائق مجردة ومعلومات موضوعية يمكن رفعها إلى الرئيس وصانعي القرار في البلاد».

وأضاف أنه يريد «إعادة بناء علاقة» مع الكونغرس، الذي اشتكى أعضاؤه كثيرا خلال عهد بوش من عدم استشارتهم بالصورة المناسبة وعدم اطلاعهم على القضايا الاستخباراتية. ووعد المدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية بالعمل عن قرب مع دينيس بلير، وهو أدميرال متقاعد وشغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية. يذكر أنه تم تأسيس منصب مدير الاستخبارات الوطنية عام 2008 للإشراف على كافة الأنشطة الاستخباراتية الأميركية وكان هناك توتر في العلاقات بين مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية والعاملين في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في بعض الأحيان. وقدّم بايدن ستيفن كابيس، وهو شخصية مخضرمة داخل الوكالة سوف يستمر في منصب نائب مدير الوكالة، وقد طمأن هذا القرار بعض موظفي الوكالة على ضوء ضعف خبرة بانيتا في المجال الاستخباراتي.

*خدمة «نيويورك تايمز»