مدير «سي آي إيه» يعد بتقديم تقارير تحتوي على أفضل المعلومات الاستخباراتية

قال إن أولوياته إصلاح العلاقات المتوترة مع الكونغرس

TT

وعد ليون بانيتا الذي أقسم اليمين مديرا جديدا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي. أي. أيه) أول من أمس، بأن يقدم للرئيس باراك اوباما تقارير مستقلة تحتوي على «أفضل المعلومات الاستخباراتية» وبعيدة عن السياسة. ولم يتطرق بانيتا في مراسم أداء القسم التي حضرها نائب الرئيس جوزف بايدن، إلى القضايا المثيرة للجدل التي سيرثها عن سلفه، خاصة معاملة معتقلي (سي أي أيه) خلال «الحرب على الإرهاب» مؤكدا بدلا من ذلك على الاستمرارية. وقال بانيتا «لقد أخبرت عددا من الناس، ان لدي افضل فريق هنا في (سي أي أيه)». وشكر بانيتا كلا من ستيف كابيس، الرجل الثاني في الوكالة الذي تقلد العديد من المناصب المهمة خلال معظم فترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، لبقائه في الوكالة.

وقال بانيتا «اعتقد أن كافة الموظفين المختصين هم من افضل من عملت معهم على الإطلاق». وكان بانيتا (70 عاما) عمل في السابق رئيسا لموظفي البيت الابيض. وهو برلماني عريق من كاليفورنيا، إلا انه لا يملك تجربة مباشرة في عالم الاستخبارات. إلا انه قال انه سيقود الوكالة بطريقة تسعى الى تجنب وقوع ازمة ويقود «هذا البلد في الاتجاه الصحيح». وقال «أريد أن أقوم بهذا العمل بنزاهة وباحترام للقوانين وللدستور الذي اقسمنا جميعا على الالتزام به». وترك بانيتا باقي التفاصيل لبايدن الذي ذكر بالأوامر التنفيذية التي اصدرها اوباما بشأن إغلاق معتقل غوانتانامو وجعل طرق التحقيق التي تستخدمها (سي اي ايه) متطابقة مع طرق الجيش الأميركي والسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بالوصول الى كافة السجناء. وقال بانيتا انه يرغب في ان تعمل سي اي ايه بشكل وثيق مع مدير الاستخبارات الوطنية لضمان أن «لا نكون في تنافس مع بعضنا البعض ونعمل كفريق لنقدم افضل الاستخبارات للرئيس وغيره».

كما وضع على رأس أولوياته إصلاح العلاقات المتوترة مع الكونغرس. وقال في اشارة الى مقر الكونغرس الأميركي «أنا مخلوق من كابيتول هيل وأؤمن بدور الكونغرس في التحديات التي أواجهها، لكنني أريد علاقة من الثقة مع الكونغرس».

بانيتا رجل مُحنك لوكالة متعثرة

* ليون بانيتا المدير الجديد لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي أي أيه) الذي وعد بإنهاء تجاوزات «الحرب على الإرهاب» ومنع تسييس تقارير الوكالة، ليس غريبا عن أجواء البيت الأبيض والكونغرس. وأدى بانيتا (70 عاما) القسم الخميس امام نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في حفل في مقر الوكالة في لانغلي بولاية فيرجينيا. ورغم التحفظات على عدم امتلاكه الخبرة الكافية في مجال الاستخبارات، لم يجد إلا أن بانيتا لم يجد صعوبة في الحصول على مصادقة الكونغرس على تعيينه حيث انه يعرف بصرامته وخبرته السياسية التي تمتد عقودا. وقال بانيتا اثناء جلسة المصادقة على تعيينه في الكونغرس هذا الشهر «إنني آتٍ إلى الوكالة ومعي مجموعة واسعة من الخبرات. اعرف واشنطن وأعتقد أنني اعرف كيف تنجح الامور، وأعتقد كذلك أنني اعرف كيف تفشل». وقد هزّ وكالة الاستخبارات المركزية التي كانت متفوقة في الماضي، عددٌ من القضايا التي سببت جدلا منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على نيويورك وواشنطن. وفي إشارة إلى قلة خبرته في شؤون الاستخبارات والرغبة في تطمين موظفي الوكالة أبقى بانيتا على ستيف كابيس الذي يحظى باحترام كبير، في منصب نائب المدير. وقال بانتيا «سنوفر معلومات استخباراتية موثوقة ودقيقة لصانعي السياسة. وسنبقى متيقظين للتهديدات الماثلة. وستؤدي دائما مسؤولياتها طبقا للقانون والدستور وقيمنا». وكان بانيتا الذي دعم في البداية هيلاري كلينتون اثناء منافستها الرئيس الديمقراطي باراك اوباما على الرئاسة، من أشد المنتقدين لما وصفه بأساليب التخويف التي اتبعتها ادارة بوش. ولد بانيتا لمهاجرين ايطاليين وعمل برتبة ملازم اول في الجيش الأميركي من عام 1964 حتى عام 1966، وارتقى اول درجة على السلم السياسي في واشنطن عام 1966 حيث انتقل من بلدته مونتيري للعمل كمساعد لأحد أعضاء مجلس الشيوخ. ووجد بانيتا نفسه وسط دوائر السلطة وترقى بسرعة من منصب حكومي الى آخر. وبعد توقف قصير عاد خلاله لممارسة الحقوق في كاليفورنيا، انتخب بانيتا في مجلس النواب للمرة الاولى في 1976 واحتفظ بمقعده حتى عام 1993.