غوانتانامو: ترحيل المعتقل بنيام محمد إلى لندن غدا

قضيته كانت مصدر توتر بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأول سجين تسلمه إدارة أوباما

TT

يطير غدا عائدًا إلى بلاده السجين البريطاني السابق في معتقل غوانتانامو بجزيرة كوبا، الأمر الذي يمثل أول عملية ترحيل لمعتقلين من السجن من قبل إدارة أوباما، وذلك بحسب مصدر مطلع على العملية، طلب عدم ذكر اسمه بسبب التكتم حول الأمر.

كانت الحكومة البريطانية قد ناشدت الإدارة الجديدة جعل قضية بنيامن محمد أولوية بالنسبة إليها، ولذا فإن الإفراج عن المواطن الأثيوبي الأصل يمكن أن يتم يوم الاثنين، حيث يتوقع أن يقوم فيه المدعي العام الأميركي إريك إتش هولدر بزيارة المعتقل مع كبار مسؤولي وزارة العدل الذين يقودون مراجعات لقضايا ما يقرب من 245 معتقلا هناك.

وقد قال القائد البحري جيفري جوردون المتحدث باسم البنتاغون: «نحن لا نناقش مسألة ترحيل المعتقلين أو الإفراج عنهم حتى يظهر ما يدعو إلى ذلك، انطلاقًا من سياسة ثابتة»، أما دين بويد المتحدث باسم وزارة العدل فقد قال: «إن الولايات المتحدة تتعامل بفاعلية مع المسؤولين البريطانيين بشأن قضية محمد، كما يتناقشون بشأن معتقل بريطاني آخر هو شاكر عامر، السعودي المتزوج من بريطانية لكن المصدر الأميركي، الذي اشترط عدم ذكر اسمه قال إنهم يعتبرونه «خطرًا» وإن من غير المتوقع أن يتم إطلاق سراحه. كانت قضية محمد مصدر توتر بين الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث قالت المحكمة العليا البريطانية الشهر الماضي إنها أقرت المعلومات المتعلقة بالادعاءات بأنه تعرض للتعذيب في المغرب، مضيفة أن الولايات المتحدة هددت بوقف التعاون الاستخباراتي مع بريطانيا إذا ما تم نشر تلك المعلومات.

وقال القاضيان جون توماس وديفيد ليود في حكمهما: «لم نكن نظن أن تقوم دولة ديمقراطية يحكمها القانون بتوقع أن تقوم محكمة في دولة ديمقراطية أخرى بطمس الحقائق والأدلة المتعلقة بالادعاءات بالتعذيب والوحشية أو المعاملة المهينة». وقد تعرض بنيام محمد للاعتقال في باكستان في أبريل (نيسان) عام 2002، حيث سلّم بعد أشهر قلائل إلى السلطات الأميركية، حيث يزعم محمد انه نقل إلى المغرب وعذب هناك لانتزاع اعترافات منه بأنه متورط في عدد من الأعمال الإرهابية، ثم نقل بعد ذلك إلى معتقل خليج غوانتانامو في 2004 بعد قضاء ما يقرب من عامين في المعتقلات السرية.

ولم يؤكد أي من المسؤولين الأميركيين نقل محمد إلى أي من دول شمال أفريقيا كما نفت الحكومة المغربية احتجازه لديها.

وقد زعم المسؤولون الأميركيون في صحيفة الدعوى التي قدمت ضد محمد في المحكمة الفيدرالية أنه متورط في تفجير «قنبلة قذرة» مشعة في الولايات المتحدة، لكن ذلك الاتهام تم التراجع عنه في أكتوبر(تشرين الأول). وقال محامو الدفاع إن ذلك الادعاء أثير ضد عدد من المعتقلين ثم تم التراجع عنه مرة أخرى، ومن بينهم المواطن الأميركي خوسيه باديلا، حيث كان ذلك الاتهام زائفًا ومبنيا على اعترافات خاطئة.

كما أسقط البنتاغون التهم الموجهة ضد محمد التي أثيرت ضده في الأول من مايو (أيار).

* خدمة «واشنطن بوست » خاص بـ«الشرق الأوسط»