مسؤول أمني في أنقرة: العرب خانونا.. والفرس خصومنا.. واليهود حلفاؤنا الطبيعيون

أشكنازي يعتذر وعبد الله غل يريد زيارة لطي ملف الخلافات بين البلدين

TT

تبذل في كل من تل أبيب وأنقرة جهود بالغة لتخفيف حدة التوتر في العلاقات الإسرائيلية التركية الناجمة عن الموقف التركي المعلن من العدوان الإسرائيلي على غزة، والتقدم نحو مصالحة. وذكرت مصادر اسرائيلية ان أحاديث قد بدأت بين الدولتين لقيام الرئيس التركي، عبد الله غل، بزيارة رسمية الى إسرائيل. ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، تصريحات قالت ان عضو مجلس الأمن القومي في تركيا أدلى بها، وقال فيها: «عليكم أن تدركوا المغازي التاريخية للعلاقات بيننا. فنحن الأتراك ما زالت لدينا مفاهيم عثمانية تجاه المنطقة، بموجبها العلاقات مع اسرائيل طبيعية وصحيحة أكثر مما مع الدول العربية». وأضاف: «خيانة العرب التاريخية للإمبراطورية العثمانية متجذرة في وعينا. والخصومة الثقافية مع ايران هي جزء من التربية عندنا. بينما اسرائيل واليهود هم حلفاؤنا الطبيعيون». وقالت الصحيفة ان هذا المسؤول التركي هو أحد الذين أصيبوا بالاحباط من تدهور العلاقات بين البلدين في الشهر الماضي، ولكنه يرى ان العلاقات بينهما استراتيجية وأقوى بكثير من أن تتأثر بالأزمة الأخيرة. فهناك حلف عسكري بين الدولتين وبيع سلاح (اسرائيلي) وتدريبات مشتركة للجيشين واسرائيل تستخدم الأجواء التركية لتدريباتها الخاصة.

وكانت العلاقات السياسية بين الحكومتين قد تدهورت على خلفية الحرب في غزة، إلا ان الاسرائيليين اطمأنوا بأنها لن تؤدي إلى خلل في العلاقات العسكرية، حيث ان الجيش التركي، صاحب النفوذ القوي في الدولة لن يتخلى عن علاقاته باسرائيل. ولكن ضابطا اسرائيليا بدرجة جنرال، يدعى أفي مزراحي، قلب هذه المعادلة. فقد هاجم تركيا في محاضرة له أمام ضباط في الجيش وقال انه لا يحق لها انتقاد اسرائيل على ما فعلته في غزة، لأن تركيا ارتكبت مجازر بحق الأرمن والأكراد. فرد الجيش التركي ببيان شديد الحدة هدد فيه بنسف العلاقات العسكرية بينهما. وقال مزراحي «كان يجب على أردوغان ان ينظر في المرآة قبل ان يهاجم رئيس اسرائيل». وقال ان «تركيا ليست في موقف يسمح لها بانتقاد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية بينما هي تنشر قواتها في شمال قبرص. كما اتهم تركيا ايضا بقمع الاقلية الكردية وارتكاب مذابح بحق الارمن خلال الحرب العالمية الأولى. وكانت هيئة الاركان التركية المشتركة قد وصفت هذه التصريحات بأنها غير مقبولة وطلبت تفسيرا.

وقد اتصل رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، أمس غابي اشكنازي، بنظيره التركي، معتذرا ومبلغا ان تصريحات هذا الضابط ليست مقبولة على الجيش الاسرائيلي ولا تعبر عن موقفه الرسمي انما هي زلة لسان لشخص تكلم باسمه الشخصي فحسب. ومن جهة ثانية، أعلن في تل أبيب ان مندوبا عن الرئيس عبد الله غل ورئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، زار اسرائيل في الأسبوع الماضي وحاول ترطيب الأجواء بين البلدين قائلا ان تركيا ليست معنية بالإساءة للعلاقات الاسرائيلية التركية، بل بالعكس. وانها معنية بطي ملف الخلافات التي ظهرت في الحرب. وهذا المسؤول هو جاك قمحي، أحد رؤساء الطائفة اليهودية في تركيا، المعروف بأنه رجل أعمال ناجح ويقوم بمهمات خاصة في خدمة أردوغان وغول في العالم. وأكدت مصادر مقربة من الحكومة الاسرائيلية ان الرئيس غول معني بزيارة اسرائيل لتصفية الأجواء بين البلدين واعادتها الى دربها السابق، درب التعاون والتحالف المشترك. من جهته قال الجيش التركي أمس انه تلقى اعتذارا من الجيش الاسرائيلي. وقال الجنرال متين جوراك المتحدث باسم الجيش التركي في مؤتمر صحافي اسبوعي ان رئيس هيئة الاركان المشتركة الاسرائيلية بعث رسالة الى قائد الجيش التركي الجنرال ايلكر باسبوغ. وتلا جوراك مقتطفات من الرسالة الاسرائيلية جاء فيها «وجهة نظر قائد القوات البرية الاسرائيلية تعبر عن رأيه الشخصي ولا يشاركه فيها الجيش الاسرائيلي. شعر رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية بخيبة أمل من هذه التصريحات ويبدي أسفه». وقال جوراك ان رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية أعرب عن «الاهمية التي يوليها للعلاقات مع القوات المسلحة التركية».

يذكر ان اسرائيل تبيع لتركيا بضائع تجارية بقيمة 1.5 مليار دولار في السنة، اضافة الى الأسلحة بقيمة مماثلة (طائرات اسرائيلية بلا طيار وتحديث طائرات «إف – 4» وتركيب صواريخ حديثة عليها، بينما تستورد اسرائيل بضائع تركية بقيمة مليار دولار. وهناك تعاون كبير بين المخابرات في الدولتين تحت يافطة ما يسمى «مكافحة الارهاب».