تواصل المظاهرات المطالبة بإغلاق الصحيفة في بادرة نادرة في أميركا

«نيويورك بوست» اعتذرت عن كاريكاتير الشمبانزي

TT

تواصلت الاحتجاجات والمظاهرات أمام مقر صحيفة «نيويورك بوست» في مانهاتن (ولاية نيويورك) على الرغم من اعتذار الصحيفة عن نشر كاريكاتير اعتبر بأنه مهين للرئيس الأميركي باراك اوباما والسود بصفة عامة.

ويطالب المتظاهرون بإغلاق الصحيفة في بادرة احتجاج نادرة في أميركا، إذ إنها المرة الأولى التي يطالب فيها غاضبون بإغلاق صحيفة. وكانت «نيويورك بوست» نشرت كاريكاتيراً يصور ضابط شرطة أطلق النار على شمبانزي ويقول لزميله «لا نعرف من سيضع خطة تحفيز اقتصادي في المرة المقبلة» واعتبرت الإشارة إلى أوباما باعتبار انه هو الذي أطلق خطة التحفيز، كما اشتملت على إشارة غير مباشرة إلى أن السود يشبهون القردة.

وقالت الصحيفة إن تصعيد اللهجة ضدها يدخل في إطار حملة يشنها معادون لخطها التحريري وتهدف أساسا للانتقام. وقال متظاهرون إن صيغة الاعتذار الذي نشرته الصحيفة غير مقنعة لذلك واصلوا احتجاجاتهم أمس وسيواصلون التظاهر في الأيام المقبلة.

وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي نشر على موقعها في شبكة الانترنت «إن الكاريكاتير يهدف إلى السخرية من خطة التحفيز الاقتصادي بيد أننا نقول لأولئك الذين شعروا بالإهانة من الرسم الكاريكاتيري نقدم اعتذارنا، إذ لم يكن قصدنا ذلك، ونحن نلاحظ أن عدداً من الصحف التي لدينا معها خلافات وجدتها فرصة للثأر منا ولن نعتذر لهؤلاء».

وكان داعية الحقوق المدنية الأسود آل شاربتون انتقد الاعتذار المشروط الذي نشرته الصحيفة وقال: «أعتقد انه من الصواب أن يعتذروا للذين تعرضوا للإهانة لكنهم يريدون مهاجمة الذين أثاروا الأمر في محاولة لإلقاء تبعات الخطأ على الآخرين من دون أن يتحملوا كامل المسؤولية حول ما قاموا به».

ونشر الاعتذار بعد ساعات من قيام متظاهرين يقدر عددهم بحوالي 200 شخص برفع لافتات أمام مقر الصحيفة وهم يهتفون « قاطعوا الصحيفة.. أغلقوا هذه الصحيفة» وكانوا يقولون أيضا إن الكاريكاتير يصور السود وكأنهم قرود. وطالب المتظاهرون بوضع الملياردير روبرت مردوخ الذي يملك الصحيفة في السجن. وقالت أنجيلا براون وهي إحدى المتظاهرات التي كانت ترفع صورة براقة للرئيس الأميركي باراك أوباما: «صنعنا هذه الصحيفة بأموالنا وسنحطمها بأموالنا بل سنعمل على إغلاقها». وكان بعض المتظاهرين قالوا إن الكاريكاتير يدعو بطريقة غير مباشرة إلى اغتيال أوباما. وقالت الصحيفة إنها لا تزال تتلقى مكالمات هاتفية غاضبة من قراء يصفونها بالنزعة العنصرية.