الشرطة الفرنسية تنهي اعتصاما في جامعة السوربون على خلفية الأزمة بين ساركوزي والأكاديميين

الحركة الاحتجاجية في غوادلوب تستأنف التفاوض مع الحكومة

TT

أخرجت الشرطة الفرنسية أمس طلابا احتلوا لفترة وجيزة جامعة السوربون في إطار خلاف طويل الأمد بسبب خطة إصلاح طرحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وما يعتقد انه ازدراء للأكاديميين كما نقلت وكالة رويترز.

ووسط هتافات تطالب ساركوزي بتقديم استقالته دخل أكثر من 200 طالب السوربون مكان ميلاد انتفاضة الطلبة في مايو (أيار) عام 1968 في وقت متأخر من مساء أول من أمس تضامنا مع عشرات الألوف من الأكاديميين الذين أعلنوا إضرابات ومسيرات في وقت سابق من اليوم.

وبعد مواجهة سلمية استمرت بضع ساعات أخرجت الشرطة الطلبة أثناء الليل. ولم يصب أحد بأذى. وشهد قطاع التعليم العالي في فرنسا إضرابات واحتجاجات على مدى شهور ولا يبدو أن الغضب يتراجع على الرغم من أن فاليري باسريس الوزيرة المسؤولة عن الجامعات وافقت على تعديل خطتها الإصلاحية.

وشكل الخلاف ضغوطا إضافية على ساركوزي في وقت يواجه فيه اضطرابات في جزيرة غوادلوب الفرنسية في الكريبي واحتجاجات في داخل البلاد بسبب السياسة الاقتصادية.

وهو يتعرض لهجوم شخصي منذ أن أثار موجة غضب بسبب كلمته أمام كبار العلماء والأكاديميين يوم 22 يناير(كانون الثاني) الماضي اتهمهم فيها بمقاومة التغيير وأنهم أقل كفاءة من نظرائهم في بريطانيا والولايات المتحدة.

وكتب فيندلان فارنر الحائز جائزة فيلدز (جائزة نوبل في الرياضيات) في عام 2006 في خطاب مفتوح لساركوزي «صدقني أغلبنا لم يصدق أذنيه».ويقول الأكاديميون الفرنسيون انه ليس من العدل مقارنتهم بنظرائهم في بريطانيا والولايات المتحدة استنادا الى عدد الأوراق البحثية التي ينشرونها كما فعل ساركوزي لان ارتفاع أعداد المنشورات لا يضمن جودتها.

وكتب الكسندر دوبيري أستاذ الفلسفة في السوربون في صحيفة لو موند يقول: «لماذا يتعين علينا تبني الاختيار المحبط الذي يواجه نظرائنا الانغلوساكسونيون وهو .. انشر أو مت». وكتب فيرنر يقول إن كبار العلماء استاءوا بشدة من ساركوزي حتى أنهم فكروا في مغادرة البلاد. وقال أستاذ الرياضيات البارز «في بضع دقائق دمر حديثك القليل الباقي من الثقة بين العلماء والحكومة، فقد احتوى على أكاذيب فاضحة وتعميم مخل وتبسيط مسيء وطنطنة لا طائل منها». والجامعات الفرنسية مجانية ومفتوحة أمام كل من ينجح في امتحان البكالوريا في نهاية مرحلة التعليم الثانوي. ونتيجة لذلك تضاعف عدد الطلاب في 25 عاما إلى 4،1 مليون لكن لم تواكب ذلك زيادة مماثلة في التمويل او في الإنفاق على البنية الأساسية.

من جانب آخر، قررت جمعية مكافحة الاستغلال التي تقود الحركة الاحتجاجية التي تشل غوادلوب منذ شهر، مساء أول من أمس استئناف المفاوضات لكنها بدت حذرة بشأن مقترحات السلطات التنفيذية ولم تدع إلى وقف الإضراب. وبعد اجتماع مع قائد شرطة غوادلوب نيكولا ديفورج ومبعوثي الحكومة الفرنسية، أعلن رئيس الجمعية ايلي دوموتا استئناف المفاوضات اعتبارا من أمس بعد أسبوع من توقفها رسميا. إلا انه بدا حذرا بشأن نتائج هذه المفاوضات، معتبرا أن مقترحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «ليست واضحة».