قاض روسي يطلب استئناف التحقيق في اغتيال آنا بوليتكوفسكايا

الإفراج عن المتهمين باغتيال الصحافية المعارضة

TT

طلب قاض روسي الجمعة استئناف التحقيق في اغتيال الصحافية المعارضة آنا بوليتكوفسكايا غداة الإفراج عن المتهمين في اغتيالها، وقد لقيت حتفها في مدخل منزلها في السابع من أكتوبر ( تشرين الأول ) 2006 لأسباب قيل إنها تعود لانتقاداتها للسلطة القائمة وقيادات الشيشان الموالية لموسكو. وذكر يفغيني زوبوف قاضي المحكمة العسكرية إن طلب الادعاء بالسجن لمدة عشر سنوات الصادر بحق المتهمين الأربعة، وهم الأخوان إبراهيم وجبرائيل محمودوف والشرطيان سيرغي حاجي قربانوف وبافيل رياغوزوف، يشوبه العوار ما يدفع إلى ضرورة إعادة القضية إلى لجنة التحقيقات المركزية التابعة للنيابة العامة من اجل إعادة التحقيقات والبحث عن المتورطين في عملية الاغتيال.

غير أن القاضي أشار أيضا إلى حق الادعاء العام الطعن في الحكم الذي استند في معظمه إلى قرار المحلفين الذين سبق أن أعلنوا عن عدم ثبوت الاتهام بحق المتهمين. وأضاف القاضي بعدم أحقية النظر في  طلب ابني الفقيدة بوليتكوفسكايا بتعويضهما بمبلغ قدره عشرة ملايين روبل جراء الضرر المعنوي الذي لحق بهما من جانب اثنين من المتهمين وهما قربانوف ورياغزوف . وأقرت المحكمة دفع مستحقات المحامين وقدرها 46 ألف روبل ( حوالي 1400 دولار أميركي ) من الميزانية الفيدرالية. كما اعترفت المحكمة للمتهمين الذين أصدرت حكمها بتبرئتهم والإفراج الفوري عنهم، بحقهم في طلب التعويضات المادية اللازمة مقابل ما لحق بهم من ضرر مادي ومعنوي خلال فترة احتجازهم رهن المحاكمة.

ومن جانبه أعلن مراد موسايف محامي المتهمين بعدالة الحكم الصادر وضرورة تحلي الادعاء العام بالشجاعة والاعتراف بخطأ توجيه الاتهام إلى موكليه والتحول إلى البحث عن الجناة الحقيقيين.

ووصف موسايف إعلان الادعاء العام بأنه سيستأنف الحكم الصادر بأنه مجرد محاولة فاشلة، وان الحكم الصادر بنتيجة 12 ـ صفر وهو عدد المحلفين المشاركين في القضية بما يعني صدور الحكم بالإجماع يبدو ابلغ من إي تعليق. وتناقلت الصحافة الروسية ما صدر عن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية حول أنها ستثير هذه القضية إلى جانب العديد من قضايا حقوق الإنسان خلال لقائها المرتقب مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في جنيف في السادس من مارس ( آذار ) المقبل. كما أشارت إلى ما قاله ميكلوش هاراشتي المسؤول عن ملف حقوق الإنسان في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي حول ضرورة أن تتولى القيادة السياسية في موسكو الإشراف على مثل هذه القضايا التي تتعلق بالاعتداءات على الصحافيين الروس.

وكانت المصادر المستقلة في روسيا سبق أن أشارت إلى احتمالات تورط الرئيس الشيشاني رمضان قادروف في تدبير عملية الاغتيال بسبب تركيز بوليتكوفسكايا على اتهامه باختطاف الكثيرين من أبناء الشيشان وتعذيبهم، فيما أشارت مصادر أخرى إلى احتمالات تورط  الملياردير الروسي بوريس بيريزوفسكي الهارب إلى لندن في هذه القضية في إطار محاولاته تشويه صورة النظام السابق إبان سنوات حكم الرئيس فلاديمير بوتين الذي اتهمه بيريزوفسكي صراحة بوقوفه وراء تدبير هذه الجريمة.