اعترافات أحد أسرى القسام: ارتدينا لباس جنود إسرائيليين وحاولنا خطفهم.. وعشنا على التمر

نشرت أقواله في إسرائيل.. وقال إنه التحق بالقسام في سن الـ15 وانضم إلى وحدة مختارة

TT

قالت مصادر إسرائيلية إن أحد أسرى كتائب عز الدين القسام، من الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، قدم اعترافات للمحققين الإسرائيليين، كاشفا جانبا من خطط حماس التي أعدتها للمواجهة والتصدي للاجتياح الإسرائيلي للقطاع. ونشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، ما قالت، انه ملخص لاعترافات الأسير محمد العماصي البالغ من العمر 20 عاما، قائلة في وصفه له، انه صاحب وجه طفولي، وبدا كطالب خجول في الصفوف الثانوية، لكنه لم يتردد باطلاق قذائف الـ«ار.بي. جي»، لحركة حماس في سن الـ12 اثناء دراسته الاعدادية. وقال العماصي، حسب الرواية الاسرائيلية، «في أحد الايام خرجت من احد المساجد فقابلت نشطاء من حماس، عرضوا علي الانضمام لدراسة الدين، فوافقت، وعلى مدى سنة كاملة درست القرآن يوميا.. وفي نهاية الامر اخذوني الى منزل رجل دين كبير ينتمي لحماس، واقسمت قسم الولاء امامه، واخبرني اني من هذه اللحظة اصبحت عضوا في جماعة الاخوان المسلمين».

اصبحت طريق العماصي، بعد ذلك، نحو الجناح العسكري لحركة حماس قصيرة، وانضم في سن الخامسة عشرة الى مجموعة تنشيطية هدفها القيام بدوريات في قطاع غزة، ومراقبة حركة الجنود الاسرائيليين ورصدها. قبل ثلاث سنوات، أوقف العماصي نشاطه في كتائب القسام بهدف الاستعداد لامتحانات الثانوية العامة، وفي نهاية فترة الامتحانات، توجه لاحد نشطاء حماس الكبار، وطلب العودة لصفوف الكتائب. وقال العماصي، «قبل فترة قصيرة من الحرب على غزة (التي بدأت في نهاية عام 2008) اشتركت مع عشرات اخرين في دورة عسكرية في ملعب لكرة القدم، وخضعنا لتدريبات جسدية لمدة خمسة أيام مثل الزحف والركض وتشغيل العبوات الجانبية وعبوات ضد الافراد والدبابات». ولاحقا انضم العماصي لوحدة «انتحاريين» خاصة كانت تعرف باسم «الكمائن المتقدمة» اقامتها كتائب القسام بهدف تنفيذ عمليات «انتحارية»، ضد الجنود فور دخولهم ارض القطاع، وضمت هذه الوحدة في صفوفها 20 مقاتلا من حماس، خضعوا لتدريبات عسكرية، لمدة شهر بكثافة ست ساعات يوميا. وقال العماصي، «ان المدربين الذين اشرفوا على تدريب الوحدة، هم من كبار نشطاء حماس الذين تدربوا في سورية وايران».

ويتضح من اعترافات العماصي، ان حماس فوجئت من بداية الحرب ولم تنه استعداداتها بعد، وقال العماصي انه عمل مع واحد من كبار نشطاء حماس ويدعى احمد البطش على انتاج العشرات من العبوات الناسفة المضادة للدبابات، وتسمى «شواظ 1» لكنهم اكتشفوا انها لم تكن كافية لاختراق الدبابات. وتابع «شرعنا بانتاج عبوات اكثر قوة من نوع «شواظ 3» ولكن بسبب الحرب لم ننه عملية الانتاج». وتقول معاريف، انه ورغم استعداد حماس لاشهر طويلة لمواجهة الاجتياح الا ان عدم معرفتهم بالتوقيت الدقيق شكل مفاجأة لهم.

وكانت أهم خطط حماس، كما يكشف العماصي، اسر احد الجنود الاسرائيليين، وقال انه وقبل ايام معدودة من بداية الحرب، ارتدى اعضاء خلية «الانتحاريين» زيا عسكريا اسرائيليا تم انتاجه في احد مخايط غزة ويشبه الزي الذي يرتديه جنود لواء «غفعاتي» في الجيش الاسرائيلي، وكذلك ارتدوا خوذا عسكرية تشبه تلك التي يرتديها الجنود الاسرائيليون بهدف تضليل الجنود وارباكهم، ومنعهم من التمييز بين اعضاء المجموعة والجنود، وهو ما سيمكن عناصر الخلية (حسب خطة حماس) من الاقتراب من الجنود وتنفيذ عمليات تفجيرية ضدهم او اسرهم، وقال العماصي، «هذه هي الخطة، لقد كنا قريبين من خطف بعض الجنود ولكن امرا ما تشوش في اللحظة الاخيرة». وكان جابي اشكنازي، رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، اقر اثناء الحرب الاسرائيلية على غزة، بان الجيش تمكن من احباط محاولات لحماس، لاسر جنود اسرائيليين، عبر استخدامهم زيا يشبه زي الجيش الاسرائيلي.

ولكي يتضح كيف تم رصد هؤلاء، فإن الاسرائيليين تحدثوا مرارا عن خدمات جليلة قدمها لهم العملاء في القطاع وانقذوا فيها حياة الجنود اكثر من مرة، ويعرف الجيش الاسرائيلي ايضا بامتلاكه تقنيات عالية قد تكون ساعدت على التفريق بين جنوده واخرين.

واكد العماصي، ان قادة القسام عملوا جاهدين لاختطاف احد الجنود، وقال«ارسلت مئات الرسائل القصيرة لدوريات القيادة حتى اطلعهم على تطورات الموقف»، وكتب لي احمد البطش ولاحد المقاتلين الذين كانوا برفقتي، «اصمدوا وكونوا حذرين وحافظوا على انفسكم واعملوا كل ما هو ممكن لخطف جندي لانه هذا الامر مهم جدا لوقف الحرب». واضاف العماصي، «القادة خشوا من فرارنا ولم يريدوا منا ان نترك المنازل وارادوا ان نقاتل حتى نقطة الدم الاخيرة والحقيقة لم يكن امامنا فرصة».

ويروي العماصي بعضا من تجربته ايام الحرب، وقال، «تلقى كل مقاتل منا كيسا من التمر، وبعض الماء.. عرفنا بان اسرائيل ستفرض حصارا على غزة وسيكون من الصعب تزويدنا بالغذاء لذلك اكلنا فقط التمر ما ساعدنا على الصمود رغم صعوبة الامر». قال عماصي لمحققيه انه اطلق قذائف، «ار. بي. جي» وطورد من قبل الجنود واختفى في احد المنازل وتنقل من منزل لاخر قبل ان يكتشفه الجنود بعدما اصيب بشظايا الرصاص، واقر العماصي بانه استخدم في بعض الحالات منازل مواطنين لمهاجمة الجنود رغم معارضة سكانها. واخيرا وجهت النيابة العسكرية الاسرائيلية ضد العماصي الاسبوع الماضي في محكمة بئر السبع لائحة اتهام، اتهمته فيها بالقتل وحيازة السلاح ومحاولة القتل والعضوية في منظمة «ارهابية».