لاريجاني يؤكد لموسى احترام إيران لاستقلال وسيادة البحرين

قطر «تأسف» للمزاعم الإيرانية.. والغضب البحريني يصل إلى خطبة الجمعة

TT

أعربت قطر عن «أسفها» للمزاعم الإيرانية تجاه استقلال وسيادة البحرين. وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية مساء أول من أمس «إن مثل هذه التصريحات السلبية تشكل تعديا على سيادة دولة عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وتعرقل الجهود التي تبذلها دول المجلس، ورغبتها الصادقة في بناء علاقات صداقة وتعاون بينها وبين جمهورية إيران الإسلامية، يسودها الود والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بما يسهم في تقوية علاقات التعاون ويخدم شعوب المنطقة».

وردّا على الموقف القطري، أعربت مملكة البحرين عن بالغ شكرها واعتزازها «للموقف النبيل الذي عبرت عنه دولة قطر الشقيقة إزاء الادعاءات المتكررة التي يصدرها بعض المسؤولين الإيرانيين بين الحين والآخر، والتي فيها مساس بسيادة واستقلال مملكة البحرين». ويأتي ذلك فيما تلقّى الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد، أعرب خلاله عن تضامن بلاده مع مملكة البحرين وإدانتها للمزاعم غير المسؤولة من جانب بعض المسؤولين الإيرانيين. ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الرئيس السوري تأكيده على سيادة واستقلال مملكة البحرين كدولة عربية، معربا عن رفضه التام لمثل هذه التصريحات غير المسؤولة. وفي نفس السياق، صرح نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بالوكالة، بأن بلاده تعترف بسيادة واستقلال مملكة البحرين وتساند سلامة أراضيها وتعترف بحدودها الدولية، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة. جاء ذلك التصريح خلال الإيجاز اليومي الذي تقدمة وزارة الخارجية الأميركية لوسائل الإعلام ردا على استفسار أحد الصحافيين الذي أثار موضوع الاستفزازات الإيرانية للبحرين وادعائها أن البحرين جزء من إيران.

وفي الرباط عبّر العاهل المغربي الملك محمد السادس، عن تضامنه مع مملكة البحرين، واستنكاره للتصريحات التي صدرت في الآونة الأخيرة عن بعض الدوائر الإيرانية، والتي حاولت المساس بحرمة وسيادة البحرين. واعتبر الملك محمد السادس هذه التصريحات مريبة وخطيرة وهجينة في حق بلد عربي شقيق.

الى ذلك أكدت إيران، لجامعة الدول العربية، احترامها لسيادة مملكة البحرين، واستقلالها، مشددة على أن التصريحات التي ترددت في الإعلام خلال الفترة الماضية بشأن مملكة البحرين، أطلقها مسؤولون لا يعبرون عن رأي الدولة الإيرانية.

وقال علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني في اتصال هاتفي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى احترام بلاده لسيادة واستقلال البحرين، مؤكدا على أن تلك التصريحات لا تمثل موقفا إيرانيا ولا تعبر عن سياسة إيران تجاه جارتها مملكة البحرين التي تعتبرها إيران دولة مستقلة ذات سيادة ودولة جارة لها احترام الدولة الشقيقة.

وأضاف لاريجانى فى اتصاله الهاتفي مع موسى أن من أطلق هذه التصريحات لم يكن مخولا أو مكلفا ولا معبرا عن رأى إيران، وأشار إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية أصدرت بيانا تؤكد فيه هذا الموقف الواضح إزاء مملكة البحرين واحترام سيادتها. ومن جانبه أعرب موسى عن تقديره لهذه التصريحات الرسمية الواضحة السليمة التي أكد عليها على لاريجانى.

وعلى صعيد ذي صلة، رفضت مصادر بحرينية التبرير الإيراني واعتبرته غير كاف، نظرا لأنه ليس الأول من نوعه، وصدر من أسماء معروفه في طهران ونشرته الصحف الإيرانية وهي تتحدث عن أطماع إيران في البحرين وتعتبرها محافظة تابعة لها، كما رفض المصدر البحريني مثل هذه التصريحات التي تصدر عن إيران وتمس أمن واستقلال وسيادة البحرين، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مثل هذه التصريحات المتكررة من شأنها تعكير صفو العلاقات بين البلدين، وكذلك بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية، وأضاف أن هذه التصريحات الإيرانية تؤدي إلى توتر العلاقات، وتتعارض مع مبدأ احترام سيادة الدول وحسن الجوار وعدم التدخل في الشأن الداخلي. وتواصلت ردود الفعل الغاضبة من قبل الشارع البحريني احتجاجا على التصريحات الإيرانية. وكانت المزاعم الإيرانية جزءا من خطب الجمعة في عدد من مساجد البحرين، وحازت الجزء الأكبر من خطبة الجمعة التي ألقاها النائب البرلماني الشيخ جاسم السعيدي، واصفا هذه التصريحات بالاستفزازية، مطالبا السلطات الإيرانية بطرد السفير الإيراني في المنامة و«اعتذار واضح صريح يعترفون ويقرون فيه (الحكومة الإيرانية) أن البحرين بلد عربي تحت قيادة سيادية تحت حكم (الملك) حمد بن عيسى، وأما التعليلات الأخرى وما يقال من أن التصريحات لم تُفهم أو أسيء فهمها، فهذه تعليلات لا تُقبل البتة».

وكانت إيران قد أكدت أول من أمس أنها تحترم سيادة البحرين، في خطوة تهدف إلى نزع فتيل الأزمة مع المنامة التي جمدت اتفاقًا لاستيراد الغاز مع طهران، بعدما استدعت فريقها الذي كان في زيارة لإيران للإشراف على اتفاق تم التوصل إليه في أكتوبر (تشرين الأول) لتزويد البحرين بمليار قدم مكعب (نحو 28 مليون متر مكعب) من الغاز الطبيعي كل عام.