موسكو: نحرص على تشغيل محطة بوشهر النووية الإيرانية في المواعيد المحددة

روسيا تؤكد استمرارها في توريد طهران سلعا عسكرية

وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار في مؤتمر صحافي بموسكو أمس (أ.ب)
TT

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر بورودافكين ان روسيا حريصة على تشغيل محطة بوشهر النووية في إيران في المواعيد المحددة. وقال بورودافكين الذي يزور طهران لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية: «نحن نحرص على أن يتم تشغيل المحطة في المواعيد المحددة لكي تتمكن من إنتاج الطاقة». وأضاف بورودافكين أن تسليم الوقود النووي في 2008 يشكل «تأكيدا أن النوايا الروسية جدية وثابتة». وكان مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو توقع بداية فبراير (شباط) أن يتم تشغيل بوشهر بحلول نهاية السنة. وتأخر إنجاز أعمال بناء محطة بوشهر، الذي تولت روسيا متابعته بعد أن تخلت عنه سيمنز الالمانية في 1994، مرارا على خلفية توترات بسبب البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغربيون بأنه يخفي شقا عسكريا.

إلى ذلك قال بورودافكين إن موسكو وطهران اتفقتا على مواصلة الاتصالات واللقاءات المنتظمة بين رئيسي البلدين، معربا عن أمله في المزيد من التقارب والتعاون الوثيق في إطار منظمة البلدان المصدرة للنفط. وأشار إلى أن روسيا تؤكد استمرار التعاون العسكري وأنها ستستمر في توريد «السلع العسكرية» من دون الإشارة إلى ماهيتها. وكان وزير الدفاع الإيراني قد زار موسكو مؤخرا وناقش هذه المسائل وتفقد العديد من المؤسسات الصناعية العسكرية من دون الكشف عن تفاصيل الموقف من تنفيذ موسكو للاتفاقات الموقعة حول إمداد إيران بالمنظومات الصاروخية من طراز «إس - 300» التي تعترض إسرائيل والولايات المتحدة على تصديرها إلى إيران. ويـأتي ذلك فيما أعلنت الخارجية الروسية أن عبور الشحنات الأميركية غير العسكرية إلى أفغانستان عبر الأراضي الروسية سيكون على أساس تجاري. وأشارت مصادر الخارجية الروسية إلى أنه يجري الآن تشكيل أول قافلة أميركية في ريغا عاصمة لاتفيا على ضفاف بحر البلطيق استعدادا للتحرك صوب أفغانستان عبر أراضي روسيا ثم قزقستان وأوزبكستان خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشارت إلى أن الأطراف المعنية تواصل دراسة الجوانب المتعلقة بهذه العملية في إطار ما سبق وأعلنت عنه موسكو حول استعدادها لتقديم العون اللازم لقوات التحالف في إطار عملية مكافحة الإرهاب. وأضافت مصادر الخارجية الروسية أن موسكو لم تتوقف عن تقديم العون اللوجيستي لحلف شمال الأطلسي بما في ذلك فتح الأجواء الإقليمية لنقل الجنود والشحنات العسكرية المتعددة الأغراض إلى أفغانستان سواء على أساس ثنائي أو متعدد الأطراف. وقد عاد الحديث حول هذه القضية بشكل أكثر حيوية في أعقاب إعلان رئيس قيرغيزستان قرمان بك باقييف حول إغلاق قاعدة «ماناس» الجوية الأميركية في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقد جاءت هذه الأنباء مواكبة لتحذيرات عدد من الخبراء الروس بشأن احتمالات قبول مقترحات الإدارة الأميركية الجديدة حول ضرورة وساطة روسيا من أجل إقناع إيران بالتخلي عن فكرة صناعة القنبلة الذرية مقابل إعادة واشنطن النظر في مخططات نشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في بلدان شرق أوروبا. وأشارت صحيفة «فريميا نوفوستي» إلى أن المقترحات الأميركية تعود في معظم جوانبها إلى أن الإدارة الأميركية تبدو مواجهة بالكثير من المشاكل الداخلية ومنها ما يتعلق بفعالية هذه المخططات ومدى مناسبتها من وجهة النظر المالية وطبيعة الأخطار التي تطرحها الإدارة تبريرا لتنفيذها. وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة لم تعلن بعد عن تخليها عن أي من قراراتها السابقة حول ضم المزيد من البلدان إلى حلف الناتو ونقل قواعد تابعة للقوات الأميركية المسلحة من غرب أوروبا إلى شرق القارة أي على مقربة مباشرة من الحدود الروسية وعسكرة الفضاء وعسكرة منطقة القطب الشمالي والقيام بعمليات عسكرية خارج إطار نشاط حلف الناتو. وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات العديد من المراقبين من دعوة واشنطن لموسكو للضغط على إيران بما تبدو معه وكأنها حيلة تستهدف الإيقاع بها في شرك جديد على حد قول الصحيفة الروسية. وقالت إن واشنطن تواصل حوارها الاستراتيجي مع الصين في الوقت الذي بدأت فيه مغازلة إيران تحسبا لنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة هناك واحتمالات فوز المرشح المعتدل محمد خاتمي الذي قد تجد معه لغة مشتركة على حد قولها، بما قد يعني لاحقا عدم الحاجة إلى موسكو. ومن اللافت أن المراقبين الروس أفصحوا عن توقعاتهم هذه في اليوم نفسه الذي وصل فيه إلى موسكو وزير الدفاع الإيراني الذي من المقرر أن يلتقي اليوم مع نظيره الروسي اناتولي سيرديوكوف لبحث مختلف قضايا التعاون العسكري وتنفيذ عقود التسليح الموقعة بين البلدين ومنها ما يتعلق بالمنظومات الصاروخية للدفاع الجوي إس – 300 التي تحذر إسرائيل من مغبة إمداد طهران بها.