رسالة «عقب الباب» من حماس إلى أوباما وصلت إلى واشنطن.. وتدرس محتواها

مسؤول في حكومة حماس: رسالتنا إلى البيت الأبيض تقول «نحن الأكثرية فلا تتجاهلونا»

TT

أكدت مصادر أميركية وفلسطينية مطلعة أمس، أن الولايات المتحدة تلقت رسالة من حركة حماس، موجهة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، تطلب فيها الانفتاح على الحركة الإسلامية..والإنصاف، بعد يوم من نفي الطرفين وجود رسالة من هذا النوع، أثارت جدلا ولغطا حول وجودها ومحتواها ومغزاها.

وأكد مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته أمس، وجود الرسالة وأنها من حركة حماس وموجهة إلى الرئيس أوباما،مضيفا أن المسؤولين الأميركيين يدرسون كيفية التعامل معها. وقال إن السناتور جون كيري تسلمها من مديرة الاونروا أثناء زيارته إلى غزة الخميس الماضي، لكنه لم يكن يعلم مصدرها، لذا كان نفي مكتب كيري أول من أمس. وأوضح أن كيري قام بتسليم الرسالة مع وثائق أخرى إلى القنصلية الأميركية في القدس.

وفسر مسؤول في حكومة حماس المقالة أسباب نفي الحركة للرسالة أول من أمس، باعتبار أنها كانت صادرة عن الحكومة المقالة، وليس من حماس، وكشف بعضا من محتوياتها قائلا إنها طلبت من الرئيس أوباما، أن يكون عادلا ومنصفا في تناوله قضية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، ودعته إلى فتح أبواب الحوار الجاد مع الحركة باعتبارها الأكثر شعبية بين الفلسطينيين. وأورد فيها موقف «حماس» والشعب الفلسطيني كله الرافض للانحياز الأميركي القاطع لإسرائيل. ووضعت الرسالة المعنية على «عقب الباب» بمدخل وكالة غوث اللاجئين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة، في غزة، الخميس الماضي أثناء زيارة كيري لمقر الوكالة. وقامت مديرة الوكالة بتسليمها إلى كيري لاحقا. وحسب مصدر في الأمم المتحدة، قال «إن هذه الرسالة أرسلت بطريقة غريبة، حيث إن مبعوثا من الدكتور أحمد يوسف وضعها على مدخل مقر وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في غزة، فنقلها الحارس إلى المديرة، وهي المفوضة العامة للوكالة في فلسطين، كارين أبو زيد، فوضعتها هذه في ملف يحتوي على عدة وثائق تتعلق بآثار الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، وسلمتها إلى السناتور جون كيري». وقال أحمد يوسف مستشار وزير الخارجية في حكومة حماس المقالة، «إن الحكومة وليست حركة حماس هي التي بعثت بالرسالة إلى أوباما». وأوضح يوسف أن حركة حماس ليس لها علاقة بالرسالة، إلا انه لم يفسر ما هو الفرق بين حماس وحكومتها في غزة. وقال لوكالة الاسوشيتدبرس انه هو الذي كتب الرسالة شخصيا، التي تطلب من أوباما أن يكون عادلا ومنصفا في تناوله للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل تولي حكومة يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، علاوة على ضرورة إيلاء القضية الفلسطينية أهمية واتخاذ قرارات سياسية جادة ومتوازنة بعيدا عن تأثير الدعاية الإسرائيلية المغرضة أو عن تأثير السياسة الإسرائيلية العدوانية.

وأضاف «لما سمعنا أن كيري سيقوم بزيارة إلى مدينة غزة قمنا بكتابة رسالة على جناح السرعة، إلى الرئيس أوباما»، ومضي قائلا «حاولنا اغتنام الفرصة.. وتسليم رسالة إلى يد أوباما». وقال إن الرسالة طلبت من الرئيس الأميركي أن يكون منفتحا مع الحركة الإسلامية. وأضاف «تحدثنا عن ضرورة أن تفتح الإدارة الأميركية حوارا مع حماس باعتبارها الأكثر شعبية في الشارع الفلسطيني». وقال إن حماس تطالب في هذه الرسالة بضرورة أن تنفتح الإدارة الأميركية على حركة حماس كونها تتمتع بتأييد واسع في الشارع الفلسطيني وفازت بالأكثرية في انتخابات المجلس التشريعي. وأكد أيضا أن الرسالة احتوت على رؤية الحركة الإسلامية ومواقفها تجاه كثير من القضايا،من دون أن يدخل في التفاصيل. وقال مسؤول فلسطيني آخر من «حماس» إن كاتب الرسالة، احمد يوسف، تصرف بصفته الشخصية وليس كممثل لحركة حماس التي تحكم القطاع. وأضاف أن يوسف معروف بمبادرات مشابهة في السابق، حيث وجه مناشدات لزعماء غربيين في الماضي لمحاولة تخفيف معارضتهم لحماس التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وان حماس حاولت طويلا أن تنأى بنفسها عن يوسف ووصفته بأنه لاعب ثانوي وأكاديمي لا تتوافق آراؤه بالضرورة مع الحركة. وكان المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم قال أول من أمس إن حركة حماس لم ترسل أي رسالة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حركته معنية بالتواصل مع كل الجهات العالمية والدولية من اجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال مسؤول أميركي أمس «اؤكد أولا أن الرسالة من حماس وموجهة إلى الرئيس أوباما»، مضيفا أن المسؤولين الأميركيين يدرسون «كيفية التعامل مع الرسالة». كما أعلن متحدث باسم السناتور الديمقراطي جون كيري، أن الأخير سلم الرسالة مع وثائق أخرى إلى القنصلية الأميركية في القدس صباح أول من أمس بعد تسلمها من مسؤول في الأمم المتحدة في غزة الذي لم يبلغه بأن الرسالة من حماس.

وأضاف المتحدث فريدريك جونز «كان مغلفا مختوما موجها إلى رئيس الولايات المتحدة». وتسلم كيري الرسالة من مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» في أعقاب اجتماع في غزة، إلا أن المسؤول لم يخبره من هو مرسل الرسالة، وهو ما علمه كيري لاحقا من الأخبار. وتابع جونز «لقد غادر كيري غزة لعقد اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين وعلم من الأخبار أن مسؤولا من الأمم المتحدة ابلغ الصحافيين أن الرسالة من حماس. وسلم كيري الرسالة إلى القنصلية العامة لتمر بالقنوات الصحيحة». وأضاف المسؤول في وزارة الخارجية «أن القنصلية تدرس الآن كيفية التعامل مع الرسالة»، وقال إنها من حماس «لأن هذا ما قاله السناتور:إنها من حماس». وكان جون كيري،رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وعضوان آخران بالكونجرس الأميركي رافقاه إلى غزة، قد امتنعوا عن إجراء لقاءات مع مسؤولين في حركة حماس خلال الزيارة. وقد أكد القيادي في حماس، محمود الزهار، ذلك الأمر، لكنه أشاد بزيارة كيري وقال إن حماس ترى في أن لها دلالات مهمة.