حكومة أولمرت تراهن على سعي حماس لإنهاء ملفي شاليط والتهدئة قبل وصول نتنياهو

مصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» : قد نقبل بإبعاد أسرى الضفة إلى غزة أو إلى سورية لتأمين حياتهم

TT

قالت مصادر إسرائيلية إن حكومة إيهود أولمرت، تراهن على الوصول إلى صفقة شاملة بخصوص التهدئة وتبادل الأسرى قبل أن يتسلم زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو فعليا مقاليد الحكم في إسرئيل. وقالت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة تراهن أيضا على أن حماس ستكون حريصة على حل هاتين القضيتين قبل وصول نتنياهو، باعتباره الأكثر تشددا معها، كما أن أولمرت يريد إنهاء حياته السياسية في إسرائيل بطريقة مشرفة عبر انجازه إعادة الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط إلى منزله.

ووصل أمس القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار إلى القاهرة لمواصلة المباحثات مع المصريين بشأن إبرام اتفاق للتهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة. وقبلت حماس بالتوصل إلى اتفاق بالتزامن بين ملفي التهدئة وشاليط على أن يتم التوصل إلى اتفاق حول كل ملف على حدة. وذلك بعد إصرار إسرائيل على ربط ملف التهدئة بملف شاليط. وتتمسك حماس والفصائل الأخرى بمطالبها، بشأن الأسماء، الذين تطالب بالإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح شاليط، لكن الإسرائيليين يحاولون استبدال بعض هذه الأسماء، أو إبعادهم عن الضفة الغربية، وأبرزهم، مسؤولون كبار في كتائب القسام من الضفة الغربية، بينهم إبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وحسن سلامة وغيرهم، وهؤلاء محكومون بعشرات المؤبدات ومتهمون بأنهم يقفون وراء سلسلة طويلة من العمليات ضد إسرائيل.

وأوضح، أبو مجاهد، الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية إحدى الفصائل الآسرة لشاليط،، أن المقاومة لم تبدل من موقفها بشأن صفقة شاليط، وانه من دون أن توافق إسرائيل على قائمة الأسرى فان أي مفاوضات جادة حول آلية إتمام الصفقة لن تبدأ.

وتريد الفصائل إطلاق سراح 1400 أسير فلسطيني، بينهم في المرحلة الأولى، 450 من أهم الأسرى، وقادة الفصائل والمقاومة، وغالبيتهم محكومون بالمؤبدات وعلى رأسهم مروان البرغوثي القيادي في فتح، واحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية. ووصف أبو مجاهد هذه القائمة بأنها صلب الصفقة. وأضاف «ثم يطلق سراح البقية الباقية، على أن تشمل القائمة، كبار السن والمرضى وجميع الأسيرات والأسرى الأطفال، وبالطبع أعضاء المجلس التشريعي عن حماس الذين اختطفوا عقب عملية شاليط». وقال رأفت ناصيف عضو القيادة السياسية لحماس، إنه يجب أن يعود هؤلاء الأسرى لمنازلهم، سواء في غزة أو الضفة، وان أي أفكار لم تطرح على الحركة حتى الآن بشأن إبعاد أسرى الضفة. إلا أن مصادر في المقاومة على صلة بملف شاليط أوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أن الفصائل الآسرة قد تقبل بإبعاد بعض أسرى الضفة إلى قطاع غزة أو سورية، من اجل تأمين سلامتهم. في حال استجابت إسرائيل لكل شروط المقاومة، لكن ليس إلى خارج الوطن.

ويجري نقاش واسع حتى بين هؤلاء الأسرى حول كيفية تأمين حياتهم إذا ما خرجوا إلى الضفة الغربية التي يسيطر عليها الإسرائيليون. وأكد ناصيف انه لا ضمان لعدم عودة الاحتلال لاعتقالهم أو اغتيالهم، لكن حماس ستسعى للحصول على كل الضمانات الممكنة من اجل تأمين سلامتهم. إلى ذلك، قال أبو مجاهد إن أي معلومات عن حياة شاليط لا يمكن أن يعلن عنها إلا بثمن. ورفض إعطاء أي معلومات عن حقيقة إصابة شاليط أو لا، كما أعلن قيادي آخر في المقاومة وهو أبو عبير. وأوضح أبو مجاهد أبو عبير لا علاقة له أبدا بملف شاليط. وقالت ألوية الناصر صلاح الدين في بيان لها، «أن المدعو» «أبو عبير» لا يمثل ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، وبالتالي فهو غير مخول بالحديث عن موضوع الجندي الصهيوني الأسير على الإطلاق، كونه شخصا غير ذي علاقة». وحذر البيان من خطورة التصريحات غير المحسوبة على خطط المقاومة الفلسطينية وتكتيكاتها، خاصة قضية تبادل الأسرى التي تتطلب المزيد من الحكمة والتكتم لإتمام هذه الصفقة بما يحقق مطالب المقاومة الفلسطينية ويحقق نصرا مشرفا يضاف إلى رصيد انتصارات المقاومة. وقال قيادي في لجان المقاومة، إن البعض على ما يبدو أبهرته اللقاءات بالدوائر المخابراتية في القاهرة وأدلى بما لا يعرف وبما ليس له بصلة، وأطلق بعض الإشاعات والفبركات والتصريحات الخائبة باحثا عن مجد بكل تأكيد لن يحصل عليه في أروقة الإعلام. وقال القيادي إن إفصاح المدعو «أبو عبير» عن أسماء قيادات بارزة في فصائل المقاومة قال إنها تحتجز شاليط لا يفيد سوى العدو الصهيوني. وكان أبو عبير قال إن أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب القسام، هو الذي يحتجز شاليط. وقال أبو مجاهد إن قلة لا تتجاوز أصابع اليد تعرف أين هو شاليط.