وفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يزور مقديشو للتوسط بين الحكومة والمعارضة الإسلامية

أطلق مبادرة لرعاية حوار بينهما في أقرب وقت ممكن

TT

وصل وفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى العاصمة الصومالية مقديشو للتوسط بين الحكومة الصومالية والمعارضة الإسلامية، ويضم الوفد علماء من السعودية وقطر والكويت والسودان، ومن المقرر أن يبدأ وفد العلماء بعقد لقاءات مع عدد من القيادات الإسلامية المعارضة والمؤيدة للحكومة الصومالية، كما يلتقي بالرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد. وكان الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أطلق بداية الشهر الجاري مبادرة لرعاية حوار بين الحكومة الجديدة في مقديشو وفصائل المعارضة الإسلامية في أقرب وقت ممكن. وتأتي زيارة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في وقت اشتد فيه الخلاف بين الحكومة الصومالية الجديدة وبين فصائل المعارضة الإسلامية التي كانت جزءا من التحالف الذي كان يقوده الرئيس الحالي شيخ شريف شيخ أحمد. وفي مؤتمر صحافي عقده الوفد عقب وصوله للعاصمة قال الشيخ عبد الرحمن النعيمي رئيس وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الوفد سيلتقي مع كافة الأطراف الصومالية حكومة ومعارضة دون استثناء، للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة. وبدأ الوفد بإجراء لقاءات مع هيئة علماء الصومال التي أنشئت حديثا وهي تجمع يضم عشرات من العلماء الصوماليين البارزين ينتمي معظمهم إلى التيار السلفي، كما التقي الوفد مع رئيس الحزب الإسلامي المعارض الدكتور عمر إيمان الذي كان من أبرز قادة المحاكم الإسلامية سابقا، والتقي كذلك مع وزير الداخلية الصومالي الجديد الشيخ عبد القادر علي عمر قائد المحاكم الإسلامية في الداخل. ومن المقرر أن يلتقي وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد ورئيس الوزراء عمر شارماركي، وممثلين عن حركة تنظيم شباب المجاهدين التي تعد من أشد الفصائل الإسلامية معارضة للحكومة الصومالية. ولم يكشف وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن موعد ومكان هذا الحوار المرتقب بين الحكومة الصومالية وفصائل المعارضة الإسلامية فيما إذا كان يتم في داخل البلاد، أو سينقل إلى الخارج كما درجت عليه مبادرات الحوار الصومالية منذ سنوات طويلة. من جهة أخرى أعلن تنظيم الشباب عن تشكيل إدارة إسلامية لإقليمي باي وبكول بجنوب غربي لصومال، وعُين الشيخ محمد حسن (أبو أيمن) واليا على الإقليمين، كما عين الشيخ عبد الله علي نائبا له، وهما قياديان غير معروفين في حركة تنظيم الشباب، وتصبح هذه الإدارة الإسلامية التابعة لتنظيم الشباب في بيداوا الإدارة الثالثة التي يشكل تنظيم الشباب للأقاليم الجنوبية والجنوبية الغربية من البلاد، حيث كانوا قد عينوا إدارتين إسلاميتين في مركا (90 كلم جنوب العاصمة) وكيسمايو ( 500 كلم جنوب العاصمة ). وكانت بيداوا مقرا للبرلمان الصومالي إلا أن مقاتلي تنظيم الشباب استولوا عليها بعد انسحاب القوات الإثيوبية منها منتصف الشهر الماضي. على صعيد آخر أطلقت ميليشيات صومالية سراح راهبتين أوروبيتين تم اختطافهما من مدينة «عيل واق» على لجانب الكيني من الحدود مع الصومال، والراهبتان اللتان تم الإفراج عنهما إيطاليتان، كانتا تعملان في أحد الأديرة بشمال كينيا، خطفهما مسلحون صوماليون، ثم أخذوهما إلى داخل الحدود الصومالية، ويعتقد أن الإفراج عن الراهبتين جاء بعد دفع فدية للخاطفين، لكنه لم يتم الكشف عن قدر الفدية التي دفعت للخاطفين. ولا يزال عدد آخر من عمال الإغاثة الأجانب محتجزين في الصومال، وخاصة الأقاليم الوسطي والجنوبية من البلاد.

وكانت كينيا  قد أبدت مخاوفها من انتشار المقاتلين الإسلاميين علي الحدود بين البلدين، وقال وزير الأمن الداخلي في الحكومة الكينية جورج سايتوتي إن كينيا علي أهبة الاستعداد من أجل مراقبة تحركات الإسلاميين الصوماليين في المناطق الحدودية، وصرح الوزير أن حكومته حصلت علي معلومات استخبارية من أجهزة الاستخبارات الأميركية حول إمكانية أن تتعرض أهداف كينية لهجوم من قبل المتشددين الإسلاميين في الصومال. وتشهد بعض المناطق الحدودية بين البلدين حالة من الاضطراب الأمني، حيث نشرت الحكومة الكينية وحدات عسكرية من قواتها على الحدود.