المتمردون التاميل يتبنون هجوما جويا انتحاريا في كولومبو يصفونه بـ«الناجح»

الهجوم شنته مجموعة «النمور السود» واستهدف منشآت عسكرية حكومية

TT

تبنى المتمردون التاميل ليل الجمعة السبت الهجوم الجوي الانتحاري الذي استهدف أمس مبنى رسميا في كولومبو وأسفر عن سقوط قتيلين على الأقل واصفين الهجوم الذي أخطأ أهدافه بالناجح. وقالت جبهة نمور تحرير إيلام تاميل: إن رجلين من مجموعاتها المسلحة الانتحارية التي تسمى «النمور السود» قادا الطائرتين الصغيرتين. ونشر موقع «تاميلنت» القريب من المتمردين صورة لانتحاريين اثنين يرافقان زعيم المتمردين فيلوبيلاي براباكاران. ويبدو أن الصورة التقطت قبيل الهجوم.

وقال الموقع: إن المتمردين استهدفوا منشآت عسكرية حكومية في كولومبو والقاعدة الجوية الرئيسية قرب المطار الدولي الذي يبعد 35 كيلومترا عن العاصمة.

وجاء هذا الهجوم، بينما تؤكد القوات الحكومية انها قضت على القدرات الجوية للمتمردين في هجومها الواسع عليهم شمال شرق الجزيرة. وأثار الهجوم المفاجئ وابلا من نيران الدفاعات المضادة للطائرات في أنحاء كولومبو. وذكر سلاح الجو السريلانكي ان المضادات الأرضية أسقطت إحدى الطائرتين الخفيفتين بالقرب من المطار الدولي، حيث تقع القواعد الرئيسية للجيش، بينما كانت تحاول الابتعاد عن كولومبو.

أما الطائرة الثانية فقد سقطت فوق المبنى الرئيسي لمصلحة الضرائب، حيث اشتعل حريق. وقال شهود عيان إن هيكل الطائرة عالق في الطابق الثالث عشر من المبنى. وقال ضابط في سلاح الجو لصحافيين «عثرنا على ذراع الطيار في طابق علوي وعددا من قطع هيكل الطائرة» مضيفا أن الطائرة كانت تنقل قنبلتين على الاقل. وادى الهجوم الى سقوط قتيلين و44 جريحا، ليس بينهم اجانب.

وقال مسؤولون إن المطار الوحيد الدولي في البلاد اغلق لفترة وجيزة إثر الغارة، وتم تحويل الرحلات القادمة الى كولومبو الى مطارات هندية. وروى سكان كولومبو انهم سمعوا دوي انفجارات قبل قطع التيار الكهربائي بأمر من السلطات مما اغرق المدينة التي تضم نصف مليون نسمة في الظلام.

وتعود آخر غارة شنها التاميل على العاصمة الى اكتوبر 2008 عندما قصفوا محطة للكهرباء، دون ان يوقعوا اصابات. لكن الضربة الاعنف كانت في سبتمبر واستهدفت قاعدة عسكرية في شمال الجزيرة، مخلفة دمارا هائلا ومتسببة بمقتل نحو عشرة من العسكريين. ويعتقد ان لدى نمور التاميل خمس طائرات «زلين-143» تشيكية الصنع تم تهريب قطعها الى الجزيرة، حيث اعيد تجميعها. ويعد هذا الهجوم احدث دليل على قدرة متمردي جبهة نمور تحرير تاميل ايلام على شن هجوم في منطقة بعيدة عن جبهة القتال، حيث طوقتهم قوات الجيش بسرعة في مساحة 87 كيلومترا مربعا من الغابات واصبحت على مقربة من انهاء حرب انفصالية بدأت في عام 1983 .