مباحثات بين البشير وأمير قطر بشأن دارفور.. والحكومة تفرج عن 24 من معتقلي «العدل والمساواة»

مدير جهاز الأمن السوداني: «من يسعى لتنفيذ ادعاءات الجنائية سنقطع يده ورأسه وأوصاله»

الرئيس السوداني يودع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مطار الخرطوم أمس (رويترز)
TT

أجرى الرئيس السوداني عمر البشير مباحثات مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة في الخرطوم أمس، ركزت على آخر تطورات قضية السلام في دارفور على خلفية المفاوضات التي جرت مؤخرا بين الحكومة وحركة العدل والمساواة المسلحة في إقليم دارفور، التي انتهت الثلاثاء الماضي بتوقيع اتفاق لحسن النوايا بين الطرفين، كما تناولت تطبيع العلاقات السودانية التشادية، التي تشهد توترات بسبب دارفور. وفي خطوة لافتة، وسّع الزعيمان؛ السوداني والقطري مباحثاتهما الثنائية إلى أخرى ثلاثية هاتفية ضمت الزعيم الليبي معمر القذافي، حول القضايا ذاتها. ونفت الحكومة السودانية بشدة أن تكون هناك علاقة بين زيارة الرئيس عمر البشير اليوم إلى القاهرة وزيارة أمير قطر للخرطوم، كما نفت وجود أي فتور في العلاقات بينها وبين القاهرة.

في الوقت نفسه، أصدر الرئيس البشير عفوا بمرسوم جمهوري عن 24 ممن سماهم المرسوم المقتضب «المقبوض عليهم»، من دون أن تذكر أسماءهم أو تشير إلى القوى التي ينتمون إليها، وقال المرسوم إن الخطوة تأتي «في إطار الجهود المبذولة لإحلال السلام في دارفور»، غير أن وزير العدل عبد الباسط سبدرات، قال في تصريحات صحافية تعليقا على القرار «إنه يأتي لتعزيز وترسيخ جهود السلام، وتقديرا كذلك لدور قطر المقدر في هذا الصدد»، وأضاف أن «أسماء الذين شملهم القرار ستنشر لاحقا».

بينما اعتبر الناطق باسم العدل والمساواة في تعليق مقتضب لـ«الشرق الأوسط» على الخطوة بأنها جزء من اتفاق الدوحة بين الطرفين، وربط تقييم الحركة للخطوة بحصولها على تفصيلات حكومية بشأن المقبوضين. وكانت حركة العدل والمساواة أعلنت أنها أفرجت عن «21» من عناصر قالت إنهم ينتمون للحكومة، ونشرت أسماء من شملهم قرارها، وذلك في تزامن مع توقيع اتفاق حسن النوايا في الدوحة بينها وبين الحكومة. وقال الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، في تصريحات صحافية عقب المباحثات، إن البشير وأمير قطر تطرقا إلى نتائج اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة الذي تم في الدوحة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة وكيفية متابعة هذا الاتفاق بخطوات عملية، وقال «إن الطريق أمامنا طويل، واجتزنا أول مرحلة، وهذا يرجع لكل الفرق التي ساعدتنا في هذا العمل». وتطرقا إلى استراتيجية مواصلة هذه الخطوات، وأضاف حمد «الآن نحتاج إلى المواصلة»، وحول دور قطر في إقناع بقية الفصائل قال حمد «إننا نعمل في هذه الاتجاه، وهناك اتصالات وأجوبة إيجابية حول هذا الموضوع، وإن الأيام القادمة ستشهد تحركا على دول الجوار»، وأكد استمرار قطر في هذا الجهد. من جهته وصف الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، مستشار الرئيس السوداني، زيارة أمير قطر بأنها مهمة جدا وتصب في تعزيز سلام دارفور، ودفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطبيع العلاقات بين الخرطوم ونجمينا، وقال إن السودان يقدر هذه الزيارة لأمير قطر ولدولة قطر الشقيقة، ومن هذا المنطلق يؤكد التزامه ودعمه لمسار السلام الذي تقوده قطر، وكذلك التعاون مع الجهود القطرية الليبية لتطبيع العلاقات بين السودان وتشاد.

فيما قال علي كرتي وزير الدولة بالخارجية السودانية، في تصريحات صحافية، إن القيادة القطرية تقف مع السودان في مسألة المحكمة الجنائية الدولية.. ونفى كرتي بشدة أن تكون هناك علاقة بين زيارة الرئيس البشير اليوم إلى القاهرة وزيارة أمير قطر للخرطوم، كما نفى وجود أي فتور في العلاقات بينها وبين القاهرة، وقال إن زيارة البشير اليوم إلى القاهرة تأتي لبحث العلاقات السودانية المصرية.

في غضون ذلك، حذر المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول صلاح عبد الله قوش، المؤيدين للمحكمة الجنائية الدولية، التي يتوقع أن تصدر قرارا بتوقيف الرئيس عمر البشير بادعاء ارتكابه جرائم حرب في إقليم دارفور، وشدد قوش «أن من يريد أن يقف ويساند ادعاءات الجنائية سياسيا فقط فله ذلك، أما من يسعى لإدخال يده لتنفيذ تلك الادعاءات بالقوة فسنقطع يده ورأسه وأوصاله، لأنها قضية لا مساومة فيها». وكان «قوش» يتحدث في احتفال نظمه أبناء جنوب السودان في العاصمة الخرطوم بمناسبة ترقيته لرتبة الفريق أول. وأضاف: «أننا نعرف جيدا كيف ندير معركتنا، وكيف نصيب عدونا في مقتل». ووجه المسؤول عن جهاز الأمن السوداني رسالة لمؤيدي الجنائية في لاهاي قائلا: «كنا إسلاميين متطرفين، لكن اعتدلنا ونؤمن بالتعايش والسلام، لكن لن ننكسر ونتخاذل عن إرادتنا»، وأضاف: «لكن لا محالة لعودتنا إلى التطرف لإدارة المعركة»، وأضاف قائلا «ما أقدرنا على ذلك.. نعرف كيف نديرها وكيف نصيب العدو».